عاجل

الصحف اللبنانية تهتم بإعلان سليمان رفضه لتدخل حزب الله في سوريا

اهتمت صحف بيروت الصادرة صباح اليوم بخطاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس في عيد الجيش اللبناني والتي اتخذ فيها مواقف سياسية قوية أبرزها تأكيده ضرورة أن تكون الدولة اللبنانية وقيادتها العسكرية والسياسية التي تحدد وجهة سلاح المقاومة بعد أن تخطى الحدود الوطنية. ورأت صحيفة " النهار" أن مواقف سليمان أمس أحدثت دويّا غير مسبوق ، معتبرة أن الرئيس اللبناني فاجأ قوى 14 آذار نفسها بسقف متشدد لم تكن تتوقعه بهذا الوضوح ، فيما صدم في المقابل قوى 8 آذار، لاسيما "حزب الله" الذي بدا جوهر المواقف والرسائل الأكثر دلالة التي اطلقها سليمان بتعبيراتها القوية موجها إليه. وأشارت إلى أن خطاب سليمان تضمن مجموعة رسائل مباشرة إلى مختلف القوى، لكن أقواها تناول مسائل التورط في القتال في سوريا وازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي والاستراتيجية الدفاعية ، وبدا واضحا انه بمواقفه أراد إحداث صدمة وخصوصا وسط التعقيدات التي تعترض تأليف الحكومة الجديدة. وأشارت إلى أن سليمان دافع بشدة عن الجيش في مواجهة الحملات التي استهدفته ، قائلاً إنه "لا يجوز نقل الجيش من موقع الدفاع عن المواطن إلى الدفاع عن نفسه وخصوصا في حالات الاعتداء عليه والغدر بضباطه" ، مشددا على ان مهمة الجيش "تصعب اذا تورط فريق او اكثر من اللبنانيين في صراعات خارج الحدود... كما تصعب مهمته لا بل تستحيل اذا استمرت ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي". ونقلت "النهار" عن مصادر مقربة للرئيس اللبناني أن خطاب الرئيس سليمان يمثل منهجية متكاملة وكأنه اصبح دستورا سياسيا للمرحلة المقبلة ، ولفتت إلى أن الرئيس سليمان تلقى دعما فوريا لمواقفه من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وكذلك تيار المستقبل. في المقابل، رأت الصحيفة أن طلائع اصداء سلبية برزت لدى فريق 8 آذار حيال الخطاب فيما سادت تساؤلات عما اذا كان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله سيتطرق الى هذا الخطاب او يرد عليه في الكلمة التي سيلقيها اليوم في مناسبة احياء يوم القدس العالمي. وعددت اوساط بارزة في 8 آذار لـ"النهار" جملة مآخذ على كلمة سليمان منها انه تجاهل الدعم الذي وفرته المقاومة لقائد الجيش العماد جان قهوجي عدا عن تجنبه ذكر المقاومة في سياق الحديث عن عدوان يوليو 2006 وشهداء الجيش والوطن الامر الذي عدته هذه الاوساط اسقاطا لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة واستبدالها باعلان بعبدا على رغم تحفظ اطراف وازنين عن البند الذي ينص على تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية. كما لاحظت أوساط 8 آذار ان الكلمة تضمنت فرزاً واضحاً بين سلاح الجيش وسلاح المقاومة لا بل دعوة ضمنية الى مصادرة الثاني وليس استيعابه ولمحت الى ادخال تعديلات على عقيدة الجيش. من جانبها، قالت صحيفة المستقبل إن العماد ميشال سليمان أعاد تصويب النقاش الداخلي باتجاه أساس كل معضلة ومشكلة في لبنان، والذي هو السلاح غير الشرعي الذي انحرف في بوصلته. كما ألمحت الصحيفة إلى أن الصواريخ التي أطلقت في وقت متأخر من الليلة الماضية جاءت كرد فعل على كلمة سليمان ، إذ عنونت الصحيفة موضوعها الرئيسي " صواريخ السلاح غير الشرعي ترد على سليمان".

خبر في صورة