عاجل

  • الرئيسية
  • محليات
  • البرادعي: لا أحد يريد عودة حكم الجيش ..ونحتاج لضمانات منه ليكون لنا رئيس مدنى وحكومة منتخبة

البرادعي: لا أحد يريد عودة حكم الجيش ..ونحتاج لضمانات منه ليكون لنا رئيس مدنى وحكومة منتخبة

أعرب محمد البرادعي، نائب الرئيس المؤقت للعلاقات الدولية في حوار أجرته معه صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن آماله في تحقيق مصالحة في مصر. ونشرت الصحيفة -في تقرير على موقعها الإلكتروني الجمعة- مقتطفات من الحوار الذي جرى بمكتب البرادعي في القاهرة متناولا الأحداث الأخيرة في مصر وموقف جماعة الإخوان المسلمين والعنف وفرص إرساء الديمقراطية في البلاد . وأضاف أن العنف ليس حلا والأهم من ذلك أن نفهم ما نحتاج القيام به وأن ندرك كيف نحقق الاحتواء الاجتماعي والاستقرار السياسي ونحن في حاجة إلى أن نتقبل وجهات النظر المتنوعة على نحو أكثر وهذا هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار . وتابع أن أول ما نحتاج القيام به في الوقت الراهن هو بالطبع التأكد من وقف العنف.. وثمة أعمال عنف كثيرة.. وبمجرد تحقيق ذلك، سيتعين علينا فورا الجلوس للحوار لضمان أن تدرك جماعة "الإخوان" أن الرئيس المعزول محمد مرسي قد فشل.. لكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن "الإخوان" يجب أن يتم استبعادهم". وأكد البرادعي أهمية استمرار جماعة الإخوان في المشاركة فى العملية السياسية وإعادة صياغة الدستور وخوض الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وضرب البرادعي مثلا للصحيفة الأمريكية بالقول ثمة حركة "تي بارتي" السياسية في أمريكا والاتحاد الأمريكي للحريات المدنية .. مشيرا إلى أنه على الرغم من أن هناك فجوة كبيرة بين التوجهات إلا أن الجهتين قادرتين على التعايش معا بموجب الدستور . وأعرب البرادعي عن أسفه لافتقار النظام في مصر إلى ثقافة الاستدعاء والمساءلة على غرار ما يحدث في أمريكا، مشيرا إلى أن الديمقراطية تتنافى مع استمرار رئيس في الحكم بعد خروج 20 مليون من مواطنيه إلى الشوارع احتجاجا على استمراره وإنما تقتضي الديمقراطية استقالة هذا الرئيس، في إشارة إلى مرسي. ورأى البرادعي أنه من دواعي الأسف أن الشعب وجد نفسه مضطرا لاستدعاء الجيش لأنه بخلاف ذلك كان الوضع مرشحا في نهاية الأمر لحرب أهلية.. إن الشعب خرج في 30 يونيو دونما استعداد نفسي للعودة للمنازل قبل الإطاحة بمرسي. ورأى البرادعي أن العمل المثالي الذي كان يمكن لمرسي القيام به هو أن يتقدم باستقالته من منصبه ولكنه لم يفعل. وتعليقا على حديث فئة معينة بحسب وصفه عن انقلاب عسكري، قال البرادعي "إذا خرج 20 مليون مواطن يطالبون مرسي بالرحيل، ووجد الجيش نفسه مضطرا للتدخل لتفادي الانزلاق إلى هوة حرب أهلية، فهل نسمي هذا انقلابا عسكريا؟" وتابع مجيبا "بالطبع لا.. إن ما حدث ليس تدخلا تقليديا من قبل الجيش .. ولكنه الجيش في الحقيقة هب لدعم ثورة شعبية.. تماما كما حدث إبان ثورة 25 يناير .. الاختلاف الوحيد هو أن الجيش هذه المرة وجد الشعب في مواجهة الإخوان والسلفيين وليس حسني مبارك.. وجد دولة أكثر انقساما منها عما كانت عليه في ظل مبارك.. ومن ثم كان عليه أن يتدخل". وأكد البرادعي أن أحدا لم يكن يريد أن يرى عودة الجيش للحكم، مشيرا إلى أن الجيش نفسه يدرك أنه لا يمكنه أن يحكم .. فهو لا يستطيع ذلك والشعب لا يريده في الحكم. وقال البرادعي "إننا بصدد دولة تموج بحالة من الغضب واللاعقلانية ونحن في حاجة إلى تهدئة هذا الوضع، مؤكدا أن للجيش دورا يضطلع به في حماية الأمن القومي.. ولكننا نحن الشعب نحتاج إلى ضمان أن تكون هذه مجرد مرحلة انتقالية للتوجه إلى الديمقراطية.. نحتاج إلى التأكد من أن لنا رئيسا مدنيا ونائبا للرئيس وحكومة وأنهم في موقع المسئولية". وأضاف "كما نحتاج إلى ضمان الفصل على نحو مناسب بين ما يتعين على الجيش القيام به وبين إدارة الحكم التي يجب أن تبقى مع مدنيين.. إننا بحاجة إلى إنجاز عملية انتقال صحيحة هذه المرة". وأعاد البرادعي إلى الأذهان أنه حذر منذ البداية أن العملية الانتقالية كانت تسير في الطريق الخطأ لعدم وجود دستور في المقدمة. وعن علاقات مصر مع إسرائيل، قال البرادعي لـ"واشنطن بوست" نحن في حاجة إلى ضمان أن ثمة سلاما حقيقيا مع الإسرائيليين و إن لديهم فرصة مواتية في الوقت الراهن.. في الماضي كانوا في سلام مع نظام مبارك وليس مع المصريين.. أما الآن فالفرصة أمامهم وأتمنى اغتنامها لعمل سلام مع المصريين.. لكن ذلك يتطلب منهم عمل تعديلات رئيسية في سياساتهم مع الفلسطينيين. وتطرقت الصحيفة في هذا الصدد إلى السؤال عن وجهة نظر البرادعي في نتائج مساعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لاستئناف المحادثات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأجاب البرادعي معربا عن تفاؤله طالما أن المحادثات قائمة على أساس حل الدولتين وكافة الأركان الأساسية التي أرساها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في الأسبوع الأخير من رئاسته. وأعرب البرادعي عن اعتقاده أنه بمجرد تحقيق ذلك سيكون الطريق ممهدا من أجل تطبيع في العلاقات مع الإسرائيليين وسلام شامل في المنطقة. وعادت الصحيفة الأمريكية إلى سؤال الدكتور محمد البرادعي، عن موقف الجيش من اعتصامات أنصار جماعة "الإخوان" في ميداني رابعة العدوية والنهضة، وعن إمكانية لجوء الجيش إلى الحوار لإقناعهم بضرورة المغادرة، فكان رد البرادعي بأن الطريقة المثلى هي اللجوء للحوار ونبذ العنف كلية, مؤكدا أن أحدا لا يريد رؤية مزيدا من الدماء المراقة, وقال البرادعي "إننا نبذل قصارا جهدنا في هذا الصدد, وهذا سبب تفضيلي للحوار ونبذ العنف كجزء من حزمة تدابير تصب في مصلحتهم لفض كل هذه التظاهرات والبدء في بناء الدولة بعد ذلك". وأكد البرادعي، في هذا الصدد، أن جماعة "الإخوان" في حاجة إلى الشعور بالأمان والحصانة, وأنهم في حاجة إلى الشعور بأنهم غير مستبعدين, كل هذه احتياجات نستطيع تلبيتها. ولدى سؤاله عن أهمية استعادة القانون والنظام، أكد البرادعي على ضرورة تحقيق ذلك في نهاية المطاف, قائلا "إننا في سباق مع الزمن في سبيل تحقيق هذا الهدف". وأضاف البرادعي في هذا السياق جملة "الناس غاضبون للغاية..الناس غاضبون للغاية مني لأني قلت "دعونا نأخذ وقتنا، لنتحادث معهم" فيما يقول لسان الحال المزاجية في الوضع الراهن "دعونا نسحقهم، لن نتحادث معهم". وحذر البرادعي من أن الاستماع لصوت الغضب قد يخلي الميدانين من المتظاهرين، ولكن ذلك لن يستمر أكثر من أسبوع واحد حتى يعودوا، وبعودتهم ستكون الكارثة في كل مكان داخل مصر وخارجها. وشدد على أهمية الحاجة إلى تبني وجهة نظر بعيدة المدى قائمة على أساس من استعادة النظام والإجماع الوطني والمصالحة، معربا عن أمله أن تدرك الجماعة أن الوقت ليس في صالحهم، قائلا إنه لن يستطيع الحول بين مداهمة الاعتصامات لوقت طويل. وعما إذا كان ثمة آخرون يشاطرونه هذا الرأي أم لا، أكد البرادعي أن ثمة كثيرين يتفهمون الأمر، ولكنهم ليسو أكثرية. ثم سألته "واشنطن بوست" هل الفريق عبد الفتاح السيسي بين من يشاطرونك هذا الرأي؟ فرد البرادعي بالإيجاب، قائلا إن الفريق السيسي يدرك ضرورة أن يكون هناك مخرجا سياسيا..ولكن بالطبع ثمة مسئولية تحتم عليه حماية الدولة فيما يتعلق بالأمن..والجيش على المحك. وهل السيسي بصدد الترشح لمنصب الرئاسة؟ هكذا سألت الصحيفة، مشيرة إلى أن صور الرجل تملأ أرجاء القاهرة، فأجاب البرادعي قائلا "ترون صور السيسي في كل مكان، وحسن أنه لا يفكر في الترشح لمنصب الرئاسة..حسن أنه لا يرغب في أن يتولى الجيش قيادة الدولة..لكن الشعب في ظل حالة طوارئ وطنية يتطلع إلى القوة، والقوة بقبضة الجيش في الوقت الراهن".