عاجل

مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية

تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم السبت عددا من القضايا المهمة ، أبرزها هجوم الإعلام الغربي ومواقف حكوماته إزاء مصر والأزمة السياسية بها ، والسياسة المرتبكة للولايات المتحدة الأمريكية تجاه ما يحدث في مصر. ففي عموده (نقطة نور) بصحيفة الأهرام ، قال الكاتب مكرم محمد أحمد " لا أعتقد أن تشدد قادة جماعة الإخوان المسلمين في فرض شروط شبه مستحيلة تطالب بعودة الرئيس المعزول للدخول في عملية المصالحة الوطنية ، سوف يلزم غالبية المصريين الإذعان لهذه الشروط خوفا من الحرائق التي تهدد الجماعة بإشعالها فى كل أرجاء الوطن. وأضافت أن هذا التشدد لن يعفي قادة الجماعة من آثار إعصار قادم لا محالة ، يمكن أن يعصف بمصير الجماعة لعقود قادمة ، منشأه الغضب العارم الذي يجتاح قواعد الجماعة من حجم الخسارة الفادحة التي منيت بها ، والتي تتجسد في كراهية المصريين العميقة لحكم الجماعة ، ويصعب تبريرها بتعليق الأسباب على شماعة الإعلام المضلل ، أو اختراع عدو وهمي للجماعة يتمثل فى الولايات المتحدة! ، التي يعرف الجميع أنها كانت السند الأول والأخير لحكم الرئيس المعزول وجماعته. وأكد الكاتب أنه حتى لو نجحت تهديدات الجماعة في هز استقرار مصر ولن تنجح لن يقبل المصريون الإذعان لمطالب الجماعة ، وأغلب الظن أن آثار هذه التهديدات سوف تنتهى خلال مدة زمنية محدودة ، لكنها سوف تزيد من كراهية الناس للجماعة وربما تؤدى إلى اجتثاث جذورها. وتابع :"وربما يكون أقصر الطرق لإعادة تأهيل الجماعة بما يمكنها من اختصار الفترة الزمنية لاستعادة بعض الثقة المفقودة ويساعدها على استيعاب الإعصار القادم ، أن تعترف الجماعة فى رسالة أسف للشعب المصري بأخطائها الفادحة، وتقدم اعتذارا علنيا عن جرائم العنف التي ارتكبتها في حق المصريين منذ مقتل الخازندار فى الأربعينيات إلى محاولة اغتيال عبد الناصر في الخمسينيات، إلى أعمال العنف وقطع الطرق واستباحة دماء المصريين فى الأحداث الأخيرة ، مرورا بتكفير المجتمع المصري الذي روجت له كتابات وأفكار سيد قطب في الستينيات"، لكن الاعتذار والأسف لا يدخلان ضمن أدبيات جماعة الإخوان. وقال إن الأكثر احتمالا أن يتشبث قادة الجماعة بالرفض ، ويتمسكون بفرض شروطهم المستحيلة أملا في خروج أمن من الأزمة ، يعفيهم من جرائم العنف والإرهاب التي ارتكبتها الجماعة ويصعب على الجميع غفرانها أو نسيانها خاصة أن بينها جرائم تصل إلى حد الخيانة العظمى. وفي مقاله بجريدة "الشروق" ، استخلص فهمي هويدي من زيارة السيدة كاثرين آشتون للقاهرة وكذلك وفد الاتحاد الأفريقى برئاسة ألفا كونارى رئيس مالى السابق وزيارة مبعوثين اثنين للرئيس الأمريكي باراك أوباما القاهرة هذا الأسبوع ، أحدهما السناتور جون ماكين المرشح الرئاسي السابق ، أن الدول الغربية والأفريقية هي التي تتحرك في الفراغ المخيم ، استشعارا منها أن ثمة أزمة سياسية في مصر يتعين حلها ، وهي لا تقف على الحياد في ذلك ؛ لأنها تنطلق من الأمر الواقع الذي استجد بعد تظاهرات 30 يونيو. وقال الكاتب "في الوقت الذي يبذل فيه الغربيون والأفارقة (وفدهم التقى الرئيس السابق الدكتور مرسي) هذا الجهد فإننا نجد أن الموات يهيمن على الساحة السياسية المصرية ، حيث لا نكاد نرى أي جهد يبذل من جانب القوى السياسية المختلفة لمعالجة الأزمة ، كما إننا نلاحظ أن الأطراف الواقفة على رصيف السياسة تزايد في الحديث عن الاقتلاع والإقصاء ، وتعتبر الكلام عن المصالحة منكرا والإشارة إلى التوافق الوطني انتكاسة وعودة إلى الوراء" - حسب تعبير الكاتب-. وخلص الكاتب إلى أن هناك أزمة سياسية في مصر لا ينبغي إنكارها ، وأن الأزمة الراهنة لا حل أمني لها ولا بديل عن الحل السياسي. وفي عموه (هوامش حرة) بجريدة الأهرام ، استنكر الكاتب فاروق جويدة هجوم الإعلام الغربي ومواقف حكوماته على مصر بعد عزل مرسي. وتساءل الكاتب : لماذا خرج الإعلام الغربي وحكوماته بثورة عارمة ضد مصر الشعب والحكومة أمام عزل الرئيس السابق محمد مرسي وإقصاء الإخوان عن السلطة ، في حين استسلم الإعلام نفسه أمام عزل الرئيس الأسبق حسني مبارك وكلا الرئيسين ترك السلطة مخلوعا بثورة شعبية..فهل كانت العلاقات بين الغرب والإخوان أكبر وأعمق من علاقاته مع نظام مبارك. وخلص الكاتب إلى أن موقف الحكومات الغربية مثير للشكوك أمام حالة الرفض والفزع مما يجري في مصر الآن .. إنها دموع التماسيح على الديمقراطية ولكن الحقيقة أنها المصالح والأجندات وخبايا الكواليس في دنيا السياسة. أما رئيس تحرير مجلة (روز اليوسف) عصام عبد العزيز تطرق في مقاله "..وهكذا" إلى السياسة المرتبكة للولايات المتحدة الأمريكية تجاه مصر - حسب الكاتب - ، ورأى أن واشنطن اعتبرت هزيمة الإخوان المسلمين في مصر بإرادة شعبية هزيمة لها وتدمير لكل خططها في مصر والشرق الأوسط ، ومن هنا كانت روعة الشعب المصري". ولفت الكاتب إلى أن ما يحدث في مصر الآن ليس مجرد اعتصام في رابعة العدوية أو ميدان النهضة بالجيزة بقدر ما هو صراع إدارات بين أطراف كثيرة محلية وإقليمية ودولية. وخلص الكاتب إلى أن الجماهير المصرية أصبحت الآن تتوقع من الحكومة أن تتحدث معهم بشجاعة وحيوية وأن تقدم حلولا إبداعية للمشكلات التي تواجه الوطن والمواطن ، وفي هذه الحالة سيصبح النصر في حروب الاقتصاد مؤكدا تحت شعار الشعب والحكومة إيد واحدة.