اعتبرت صحيفة "كريستاين ساينس مونيتور" الأمريكية أن إعلان الخارجية الأمريكية غلق عدد لا بأس به من سفاراتها وقنصلياتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إنما يعكس تحولا ملحوظا في الرد الفعل الأمريكي لمجابهة التهديدات التي يشكلها تنظيم القاعدة على الأمن القومي للولايات المتحدة وطبيعة هذه التهديدات، على حد سواء. ورأت الصحيفة - في تحليل إخباري أوردته على موقعها الالكتروني اليوم الأحد - أن اقدام الولايات المتحدة على اتخاذ قرار بغلق سفارتها في الشرق الاوسط شاهدا في حد ذاته على أن القاعدة ستظل تهديدا مستداما للامن القومي الأمريكي ومؤشرا يوضح إلى مدى تطورت طموحات القاعدة منذ هجمات الـ11 من سبتمبر. وقالت إنه في الوقت الذي تظهر فيه المؤشرات أن تنظيم القاعدة استطاع توسيع قاعدته العالمية منذ هجمات 11 من سبتمبر، إلا إنه بات أقل ترابطا وتماسكا عن ذي قبل، لذا تحولت أهداف أفرعه المختلفة حول العالم إلى استهداف المصالح الامريكية في الخارج بدلا من شن هجمات داخل الولايات المتحدة. ونقلت الصحيفة عن خبير في شئون الإرهاب سيث جونز قوله "يريدون تأسيس إمارات إسلامية داخل دول ومناطق بعينها وربما يكون استهدف السفارات الغربية في دول الشرق الاوسط هدفا أكثر ملائما وسهولة لهم في هذه الفترة". وشبهت الصحيفة طبيعة نشاط القاعدة في هذه الفترة بالحقبة التي سبقت هجمات الـ11 من عشر من سبتمبر؛ حيث شنت القاعدة أكبر هجوما لها على السفارات الامريكية في كلا من كينيا وتنزانيا خلال 1998 متسببة في مقتل ما لا يقل عن 200 شخص. ورأت أن الاختلاف بين الفترتين يمكن في ماهية الرد الفعل الامريكي الذي أصبح أكثر حرصا وانتباها لاسيما بعد الصدمة التي تلقتها واشنطن بعد هجمات 11 من ستبمبر والحقائق السياسية التي انكشفت منذ ذلك الحين.