سلطت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) الضوء على ما شهدته مصر من أحداث في الأيام الأخيرة من أعمال عنف وإراقة للدماء متسائلة هل هناك أمل في إجراء مصالحة بين جماعة الإخوان المسلمين والسلطة الحالية في مصر في ضوء الأحداث الأخيرة التي تشهدها البلاد، أم أنه قد أصبح من المستحيل سد الهوة الكبيرة بين الطرفين. وذكرت (بي بي سي)، في معرض تعليقها على الأحداث الأخيرة اليوم /السبت/، أن الأزمة الحالية باتت تتمثل في المواجهة المباشرة بين جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسة الجيش، مع وجود الملايين من المؤيدين للجماعة ونزولهم للشارع للمطالبة بعودة الرئيس السابق محمد مرسي إلى سدة الحكم، غير أنها نوهت إلى العدد الأكبر لمناهضي حكم الإخوان داخل البلاد. وأشارت (بي بي سي) إلى أنه مع عزل مرسي، شعر مؤيدوه بتعرضهم للخداع الأمر الذي دفعهم للقيام بأعمال عنف ومنها حرق أقسام الشرطة والكنائس والمنشآت المدنية والحكومية تعبيرا عن غضبهم، الأمر الذي أدى إلى دخول مصر في حلقة مفرغة من العنف، مستشهدة بتأكيدات من المسئول الدولي السابق عن التجنيد بجماعة «حزب التحرير» الإسلامية الباكستاني ماجد نواز الذي قال: "إن تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة الأخرى ستحاول استغلال الموقف الحالي داخل مصر لصالحها وتقوم بتجنيد المزيد من شباب الجماعة للقيام بعمليات جهادية تستهدف المصالح الحكومية والمنشآت الحيوية". ونوهت إلى الاحترام والتقدير الذي تحظى المؤسسة العسكرية من قبل الشعب المصري نظرا لما تقوم به من حماية لمصالح وشئون البلاد فضلا عن تحكم الجيش بنحو ثلث الاقتصاد المصري، مستشهدة بما قالته أستاذة دراسات سياسات الشرق الأوسط بجامعة "سيتي يونيفرستي" في لندن روزماري هوليس: "إن الجيش يعد بمثابة الخادم الأكبر للشعب المصري، فهو لا يدافع فقط عن حدود البلاد بل لديه مهام أكبر في الدفاع عن الهوية المصرية".
