انتقدت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية تقاعس الولايات المتحدة عن الوفاء بوعدها بتسليح قوات المعارضة السورية عقب مرور أكثر من شهرين على إعلانها ذلك في 13 يونيو الماضي. وأشارت الصحيفة الأمريكية – في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد - إلى أن بطء وتيرة نقل الأسلحة يؤكد أن الإدارة الأمريكية لا تزال مذبذبة بشأن اتخاذ هذه الخطوة ، وذلك خوفا من أن تقع الأسلحة في أيدي المتشددين الذين يشكلون جزءا متناميا من قوات المعارضة ، كما أن موعد تسليم المساعدات العسكرية لم يحدد بعد ، وفقا للمعارضة السورية ودبلوماسيين في الشرق الأوسط. وفي حديث عبر الهاتف من تركيا ، نقلت الصحيفة عن خالد صالح مسئول من ائتلاف المعارضة السورية ، قوله "إنه في الوقت الذي يواصل فيه المسئولون الأمريكيون إبرام وعود بتقديم المساعدات العسكرية ، لم تصل إلينا أي منها حتى الآن ، كما لم يتم تحديد موعد . وأكد صالح أن مسئولي الائتلاف السوري ، الذين على اتصال يومي بالمسئولين الأمريكيين ، أوضحوا احتياجاتهم للإدارة الامريكية بصورة جيدة"، وبرغم من ذلك لا يعلم الثوار الذين يضغطون منذ أشهر للحصول على أسلحة مضادة للدبابات ومضادة للطائرات ، حتى الآن نوعية المساعدات العسكرية التي سيحصلون عليها". وألمحت الصحيفة إلى أنه من المتوقع أن تشمل المساعدات العسكرية على أسلحة صغيرة وليس الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات - الأسلحة الأشد قوة - والتي يرغب الثوار في الحصول عليها. ولفتت الصحيفة إلى أن عملية تسليم المساعدات العسكرية التي وعد مسئولون في البيت الأبيض بأنها ستتم في غضون أسابيع ينظر إليها على أنها خطوة نحو المزيد من الانخراط العسكري الأمريكي في الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث على التوالي. واعتبرت الصحيفة أنه برغم أن الثوار يتلقون بالفعل أسلحة من دول الخليج العربى ، كما أنه ليس من المتوقع أن تغير شحنات الأسلحة الأمريكية موازين القوي في الحرب ، إلا أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن بالثوار وأن تكون رسالة إلى الحكومة السورية وحلفائها "إيران وروسيا"، بأن الولايات المتحدة يمكن أن تزيد من انخراطها. ونسبت الصحيفة إلى أندرو تابلر محلل مخضرم في الشأن السوري في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ، قوله إنه "يرى بطء وتيرة وفاء الإدارة الأمريكية بوعدها باعتباره علامة على "تردد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المشاركة في الحرب السورية" ، معربا عن اعتقاده بأنه وحتى مع تسليح المعارضة السورية ، فإنه لا يمكن أن نتوقع حدوث أي تحول في النهج الأمريكي تجاه الثورة السورية ، إضافة إلى أن المعارضة ستبقى غير راضية عن الدور الأمريكي. واختتمت الصحيفة الأمريكية بإشارة تابلر إلى أن اليوم الأحد هو الذكرى السنوية على مرور عامين من إعلان أوباما أن الرئيس السوري بشار الأسد يجب أن يتنحى ، ويوم الثلاثاء المقبل سيكون الذكرى السنوية على مرور عام من تحذير أوباما لدمشق بأن استخدام الأسلحة الكيماوية يعد "خطا أحمر" بالنسبة للولايات المتحدة ، وكلتا الذكرتين تعد مؤشرا على رغبة الإدارة في الحد من انخراطها في الحرب السورية.