يعاني أهالي قرية "البدراوي ـ المحض"، التابعة للوحدة المحلية لقرية "الكوم الطويل في مركز ومدينة بيلا بكفر الشيخ، من الرعب بسبب التهديد بفقد المسكن والسجن، بسبب خطأ كارثي لأحد موظفي الدولة بحسب تصريحات الأهالي، وينتظر أهالي القرية نظرة إنصاف من المسئولين، مطالبين بتقنين أوضاعهم، فالقرية بحسب الأهالي تتكون من عدد كبير من المنازل من بينها 80 منزلا مقامة علي البر الايسر لمصرف الغربية الرئيسي  "كوتشنر"، وتأوي مئات الأسر؛ فمعظم المنازل يسكنها أكثر من أسرة، وهي مقامة منذ عام 1985، ما يعني أن هذه الأسرة تستقر في المنطقة منذ 37 عاما على الأقل.

وأرجع أهالي القرية سبب المشكلة إلي أن مهندس صرف شرق كفرالشيخ، حررت محاضر تعدي وبناء على أملاك الدولة ضد سكان القرية، بحجة أن هذ المساكن أنشئت في العام 2016، أي أنها، وبجرة قلم، حذفت 36 عاما من عمر القرية، دون أن تفكر في منطقية هذه المحاضر؛ فكيف لمئات الأسر أن تتواطأ على التعدي والبناء والاستقرار في منطقة واحدة وفي عام واحد؟ وكيف يتم توصيل المرافق إلى هذه القرية في أقل من عام رغم أنها أرض مغتصبة حسب المحاضر؟

وأضاف الأهالي إن المهندسة لم تكتف بالمحضر بل أحالته إلى القضاء الذي أصدر أحكاما بالإزالة والسجن لمدة عام والغرامة ٥٠٠ جنيه، وهذا بناء على المحاضر المثبت بها أن الابنية جديدة أقيمت في ٢٠١٦.

الحاج عبداللطيف عطا عزب (٦٤ سنة)، من أهالي القرية، يقول إنه قام بالبناء والسكن في منزله سنة ١٩٨٥، مؤكدا أنه يقوم بسداد الايجارات "الخفية" منذ هذا التاريخ، وفواتير الكهرباء والمياه منذ أوائل التسعينات، في حين أن المحضر المحرر ضده بتاريخ ٢٠١٦/١٢/٢٩

ويضيف الحاج "عزب" انهم ذهبوا إلى المحافظ منذ ٣ شهور، وكان رد المحافظ بأنه سيجتمع بالمختصين "مهندس الصرف ووكيل وزارة الري بكفرالشيخ، مشيرا إلى أنه أوقف قرارات الإزالة ولكنه لا يملك فعل شيء إزاء أحكام السجن والغرامة الصادرة ضدهم.

أما الحاج عطية السعيد عطية (٦٢ سنة)، من سكان القرية، فيؤكد أن القرية موجودة من عام ١٩٨٥ والسكان يملكون الإيصالات والمستندات التي تثبت ذلك، ولكنهم فوجؤا بالأحكام الصادرة ضدهم دون انذار سابق.

أما حمادة الفقي (٤٦ سنة)، من أهالي القرية، فيضيف أنهم ذهبوا إلى وكيل وزارة الري بكفرالشيخ للحصول على خطاب رد الشئ إلى أصله بناء على طلب المحكمة لوقف الأحكام، لكنه رفض وطلب خريطة معتمدة من وزير الري، فحصل الأهالي علي الخريطة إضافة إلى رسم كروكي من هيئة المساحة في بيلا، إلا أن وكيل الوزارة تجاهل ما طلبه بنفسه ورفض إعطائهم الخطابات!

 حسن محمد عبداللطيف (٣٥ سنة)، من سكان القرية، يقول إن الأهالي ذهبوا إلى رئيس مجلس مدينة بيلا بعد سماعهم بوجود تقنين لأوضاعهم، وتم الرد عليهم بعدم وجود تقنيين لأوضاعهم.

فيما قال محمد عبده محمد عبده (٦٥ سنة)، من أهالي القرية، فيقول إنهم منذ علمهم بالأحكام الصادرة ضدهم وهم يعيشون في رعب ويخشون المبيت في منازلهم خوفا من القبض عليهم وهم في هذه السن المتقدمة، مؤكدا انهم يعيشون في هذه القريه منذ أكثر من ٣٠ عاما.

والآن ينتظر أهالي القرية نظرة إنصاف من المسئولين، مطالبين بتقنين أوضاعهم وتحصيل ثمن الأرض منهم، وهو شيء ليس بالمستحيل على الحكومة.