عاجل

اليوم.. ذكرى غزوة "بدر الكبرى" أول معارك الإسلام الفاصلة مع مشركي قريش

أرشيفية

يحل، اليوم الاثنين، السابع عشر من شهر رمضان المبارك، ذكرى انتصار المسلمين فى غزوة بدر، التى تسمى بغزوة بدر الكبرى وبدر القتال، ويوم الفرقان، وهى غزوة وقعت في نفس هذا اليوم من العام الثاني للهجرة، بين المسلمين بقيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ضد كفار قريش ومن حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومى القرشى، وتُعد غزوةُ بدر أولَ معركةٍ من معارك الإسلام الفاصلة، وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى المنطقة التي وقعت المعركة فيها، وبدرٌ: بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكة والمدينة المنورة. 
 
بداية الغزوة:
كانت بتعقب المسلمين قافلة لقريش التي كان يقودها أبو سفيان، لاستعادة الأموال التي اغتصبها منهم المشركون ظلما، ولكنّه استطاع الفرار والنجاة هو والقافلة، إذ إنه كان يتتبّع أخبار المسلمين. وعندما وصل بئر بدر في عودته سأل أهلها إن كانوا شاهدوا أحداً، فأخبروه بأنّهم شاهدوا اثنين، ولا يعرفوا من هم، فتفحّص آثار بعيرهما، وفتتّه، فوجد فيه نوى للتمر، فعرف أنه من نوى المدينة، وأن هذين الرجلين بالتأكيد من المسملين، ففرّ بالقافلة، وأرسل إلى قريش طالباً منهم العون في حماية أموالهم، فخرجوا هم ومن حالفهم لمقاتلة المسلمين، فسبقهم المسلمون عند بئر بدر، وعسكروا عنده.

قوة وتعداد الفريقين:
ولم تكن غزوة بدر متكافئة بالقوة والتعداد؛ حيث فاق عدد المشركين وعتادهم عدد المسلمين وعتادهم؛ فبلغ عددهم ثلاثة أضعاف المسلمين؛ حيث بلغ عدد المقاتلين المسلمين حوالي ثلاثمئة رجل، معهم اثنان من الخيل، وسبعون إبلاً، فيما بلغ عدد المقاتلين المشركين ألف رجل، معهم مئتان من الخيل.

سير المعركة:
تولّى الرسول - صلى الله عليه وسلم - تنظيم الجيش وقيادته بنفسه، فقد قام بترتيب الجيش في صفوف جهة الغرب، وقد كان هذا أسلوباً جديداً عند العرب، وذكره الله في سورة الصّف، وأراد الرسول أن تكون الشمس في ظهورهم، وتستقبل المشركين فتشوش أبصارهم، وعند وصول المشركين، أرادوا الشرب من ماء بدر، ولكنّ المسملين كانوا يسيطرون عليه، فخرج ثلاثة منهم للمبارزة، ثلاثة من الأنصار، ولكنّ المشركين لم يريدوا مبارزتهم، وطالبوا بالمهاجرين أولاد عمومتهم، فخرج حمزة، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث، واستطاع حمزة وعلي قتل خصومهم، بينما جُرح أبو عبيدة جرحاً كبيراً، فسحبه عليّ وحمزة، ولكنه ما لبث أن استشهد، ثم اشتبك الجمعان.

نتيجة المعركة:
على الرّغم من قلّة عدد المسلمين في المعركة فإنّهم استطاعوا الانتصار على المشركين بعون الله وتوفيقه، وقد قتلوا قائد المشركين، وكان مجموع قتلاهم سبعين رجلاً، بينما لم يستشهد من المسلمين سوى أربعة عشر رجلاً، بالإضافة إلى ذلك استطاع المسلمون أسر سبعين مشركاً، وكان لذلك أثر كبير في نفوس المسلمين، كما أنّ هذا الانتصار جعلهم مهيبين في المدينة، وحسّن من وضعهم الاقتصادي أيضاً.