عاجل

تطورات الوضع في مصر تتصدر افتتاحيات الصحف الخليجية

اهتمت الصحف الخليجية في افتتاحيتها اليوم الأربعاء الصادرة في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة الإمارات بتطورات الوضع في مصر . ففي السعودية ، قالت صحيفة "البلاد" إن وكالات الأنباء العالمية تتحدث الآن عن المملكة العربية السعودية وموقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من مصر في مواجهة الإرهاب الذي تتعرض له هذه الأيام والذي يحاول زعزعة أركان الدولة المصرية الشقيقة الكبرى للبلدان العربية. وبينت أن المملكة بادرت وعلى لسان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بتقديم صورة صادقة أمام المجتمع الأوروبي لحجم التضامن العربي وأحقية مصر في مكافحة الإرهاب الذي يواجه كافة الأراضي المصرية. ورأت أن التضامن العربي في هذه الأيام الذي يقوده خادم الحرمين الشريفين سوف يعيد للأمة العربية توهجها ولحمتها في مواجهة هذه الهجمة التي تلوح في الأفق وتحاول أن تنفرد بنا دولة إثر دولة. من جانبها، نوهت صحيفة "المدينة" بحرص الأمير سعود الفيصل على نقل مضامين رسالة خادم الحرمين للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، التي تضمنها بيانه التاريخي في أهمية تحقيق استقرار مصر، واستحالة صمت المملكة إزاء محاولات البعض العبث بأمنها، وعدم سماحها بأن يرتهن مصير مصر على تقديرات خاطئة من قبل البعض .. وقالت "إن المملكة قيادةً وحكومةً وشعبا لن ترضى بأن يتلاعب المجتمع الدولي بمصير مصر، أو العبث باستقرارها. فيما قالت صحيفة "اليوم" إنه على غير عادة مجلس الأمن ومشاحنات أعضائه واختلافاتهم واجتماعات الاتحاد الأوروبي، عقد مجلس الأمن جلسة سريعة للنظر في المسألة المصرية استجابة للرضا الأمريكي وكأن المندوبين مربوطون بمفتاح اليكتروني في البيت الأبيض. كما سارع الاتحاد الأوروبي إلى عقد جلسة خاصة بمصر. وأوضحت أنه فوق السرعة المريبة وغير المسبوقة تقريبا التي عقدت فيها هذه الاجتماعات والتصريحات المعادية لمصر، فإن الاجتماعات والتصريحات أصلاً لا مبرر لها في المنطق السياسي ولا الأخلاقي ولا الواقعي. وأضافت الصحيفة أنه لم يكن لجلسة مجلس الأمن ولا اجتماعات أوروبا أي داع أو ضرورة وإنما كانت نوعا من الممارسات العبثية في هيئات دولية يفترض أن تمارس أعمالها بجدية ومسئولية بلا تحيز أو تمييز، لا أن تتحول لعصا تجلد فيها الشعوب المسالمة وتغض الطرف عن الجرائم والفظائع التي ترتكب بحق الإنسان وخيارات الشعوب وحقوقها وإراداتها وسيادتها. وفي دولة الإمارات، أكدت صحيفة "الوطن" أن الاتحاد الأوروبي بل والغرب عموما لديه معايير حول الديمقراطية وحقوق الإنسان وصناديق الاقتراع وغيرها من المعايير لقياس الاستقرار والتنمية والحريات ، ولكن دول الشرق الأوسط ليست أوروبا أو الغرب، لا في المناخ السياسي ولا في الاستعداد الكامل لبناء ديمقراطية كاملة ..وهذا الأمر يعود إلى طبيعة المرحلة والاستعداد المعرفي ونسبة الأمية والوضع الاقتصادي والوعي السياسي . وتحت عنوان " الاتحاد الأوروبي والأزمة المصرية " أضافت الصحيفة أن محاولة إنزال عقوبة على مصر بدعوى الديمقراطية وحقوق الإنسان يناقض المعايير العادلة للحكم على أية دولة خارج الاتحاد الأوروبي ، كما أن هناك دواعي أخرى جعلت مصر تمر بهذه الأزمة وهي أن الخيار الذي كان أمام الشعب المصري هو أن "تحافظ مصر على هويتها كدولة مدنية ديمقراطية" أو أن تنزلق نحو دولة دينية متخلفة عن روح العصر ..والدولة الدينية هي من مخلفات العصور الوسطى في التاريخ الأوروبي . وقالت إن مصر الآن مؤهلة أكثر من أي مرحلة أخرى لبناء نظام ديمقراطي متبرأ من فكرة الدولة الدينية وقد انفتح الباب واسعا لتطور هذا المسار تحت إمرة الشعب وحماية الجيش وقد أعلنها وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبدالفتاح السيسي واضحة أن شرف القوات المسلحة أن تحمي وليس أن تحكم. ودعت الصحيفة أوروبا لأن تنظر بعين سياسية عادلة ، وقالت إنها تعلم الأسباب الحقيقية التي دعت الشعب المصري للخروج يوم 30 يونيو وتعلم لماذا استجاب الفريق أول عبدالفتاح السيسي وتعلم أيضا ماذا كان سيحدث إذا لم يستجب الجيش لتطلعات عموم الشعب المصري وتدرك جيدا أن عدم تدخل الجيش في الوقت المناسب كان سيكلف مصر والأمة العربية والإسلامية والعالم أثمانا غالية بل سوف يجعل الأمر فادحا ومؤلما..وأوروبا تعلم أن الإرهاب جميعا خرج من عباءة جماعة الإخوان التي اخرجت عشرات التنظيمات الإرهابية التي تجوس في العالم إرهابا وفسادا. وفي سلطنة عمان، قالت صحيفة (عمان) إن مصر الشقيقة تشهد الآن نوعا من التصعيد لأعمال العنف والممارسات الإرهابية التي تتم مع سبق الإصرار والترصد ضد مواطنين مصريين أبرياء – عسكريين ومدنيين – وضد مؤسسات الدولة المصرية وعلى نحو غير مسبوق. وأوضحت الصحيفة تحت عنوان / تصعيد أعمال العنف يضر كل الأطراف / ان السلطات المصرية تبذل قصارى جهدها للحفاظ على أمن واستقرار مصر دولة وشعبا ومجتمعا بكل مكوناته وأنها لا تدخر وسعا لاحتواء كل مصادر الخطر والعمل على تفويت الفرصة على كل من يحاول تصعيد العنف أو إشعال الفتنة بشكل أو بآخر .. مؤكدة ان دعم ومؤازرة تلك الجهود لتمكين القيادة المصرية من استعادة الأمن والاستقرار لمصر هو أمر على جانب كبير من الأهمية لأن خلخلة أمن مصر هو خلخلة للأمن في المنطقة ككل. وأشارت إلى أن أكثر من دولة عربية تدفع الكثير من الأرواح والدماء كل يوم تقريبا بسبب جماعات العنف الأسود والإرهاب وأن سنوات طويلة من تلك الممارسات التي تتعارض مع كل القيم والمبادئ الدينية والاخلاقية والقانونية لم تهيئ للتوافق والتقارب ولم تحل مشكلة ولم تحقق مصلحة، ولم تفد أي دولة أو شعب عربي . وأكدت الصحيفة ان ما يجري في مصر هو شأن داخلي وأن التضامن والوقوف إلى جانب الدولة والشعب المصري الشقيق في هذه الأوقات الصعبة هو مصلحة عربية ومصرية وإسلامية وحضارية أيضا بغض النظر عن حسابات السياسة وتلاعباتها ومناوراتها .