عاجل

مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية

تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم، اليوم الجمعة، عددا من القضايا المهمة التي تفرض نفسها بشكل تام على واقع المجتمع المصري. ففي مقاله (هوامش حرة) بصحيفة "الأهرام" بعنوان "ثلاثية الأحزان في مصر"، قال فاروق جويدة إن بين المصريين والحرب الأهلية خطوات قليلة للغاية وإن اعتبر البعض أحداث الأيام الماضية مقدمة كافية لهذه الحرب. يعلم الله أن كثيرا من العقلاء فى هذا الوطن حذروا من هذه الكارثة وكانوا يصرخون أن مصر تقف على حافة الكارثة وان المستنقع السياسي يوشك أن يتحول إلى طوفان من العنف والكراهية. وأشار إلى أنه رغم كل مظاهر التخلف التي كانت بيننا تعليما وثقافة وفقرا، إلا أن الحب والتراحم كان من أهم ثوابت الشخصية المصرية ولم يغير الاستبداد رغم بشاعته هذه الثوابت ولم يستطع الفقر رغم سطوته أن يدمر أجمل الأشياء فينا وهو التراحم. ولفت إلى أن نقطة البداية كانت هى تقسيم المصريين بعد ثورة يناير، وبدأ التقسيم فى ميدان التحرير بين الثوار انفسهم، وكان ذلك واضحا بعد أن رحل الشرفاء منهم الى خالقهم وانقسم المغامرون على موائد الغنائم. وأضاف أنه كان من الممكن أن يبقى انقسام الثوار حالة فكرية طارئة ولكنه تحول إلى خلاف سياسى حاد، وكانت الاستفتاءات أول مراحل التقسيم حين ظهرت العلامات الخضراء والسوداء بين الكفر والإيمان ودولة مصر ودولة الإسلام وكأن مصر خرجت عن إسلامها. ورأى أنه حين وصل "الإخوان المسلمين" الى السلطة لعبوا كثيرا على هذا الوتر وهو تقسيم مصر، وكان ظنهم أن ذلك هو الطريق الأسرع نحو السيطرة على مقدرات الدولة ومؤسساتها. ولأن الإخوان فصيل عاش دائما فى السراديب المظلمة حياة وفكرا عادوا إلى أساليب الجماعة وأخذوا مكانا قصيا فى المجتمع وظنوا انهم قادرون على حكم مصر بالفصائل والتنظيمات وليس دولة المؤسسات. وحاول رئيس الدولة أن يطبق هذا الأسلوب فجمع حوله من يتناسب مع فكره وخلفياته وبدأت رحلة انسحاب الإخوان من الشارع إلى كراسى السلطة ولم يكن غريبا أن يغرقهم المستنقع السياسى ومشروع التقسيم حتى وجدوا انفسهم خارج المجتمع تماما. وأشار إلى أنه كان شيئا غريبا أن يكره المصريون الإخوان بهذه الصورة وهذه الدرجة خلال عام واحد. وان هذا التحول فى مشاعر الشارع المصري تجاه الإخوان يحتاج الى دراسات نفسية واجتماعية عن العلاقة بين أساليب العمل السياسى والتحولات الإجتماعية العميقة فى حياة الإنسان. وأن هذه الصورة يعكسها ميدان التحرير والرئيس المعزول يؤدى اليمين أمام الشعب يوم 30 يونيه 2012 ونفس هذا الشعب يخرج بالملايين يطالب بعزله يوم 30 يونيه 2013 انه الفشل وعدم التواصل والعناد. ولفت إلى أن المصريين سيحتاجون زمنا طويلا حتى ينزعوا أشجار الكراهية التي نبتت على ارض الكنانة ليعودوا مرة اخرى شعبا واحدا لا يفرقه دين أو انتقام أو مصالح. وفي مقاله (رأي) بصحيفة (الجمهورية) بعنوان "العودة إلى السجون"، أكد الكاتب الصحفي سيد البابلي، أنه لم يكن هناك من يتوقع لجماعة الإخوان هذه النهاية السريعة. وأن يعودوا من حيث أتوا.... وأن يعيد التاريخ نفسه معهم..! فقد جاءت الفرصة للإخوان بعد ثورة 25 يناير. والفرصة لا تأتي إلا مرة واحدة. فإما أن تستثمر وتستمر.. وإما أن تذهب ولا تأتي أبداً مرة أخري. وقد ذهبت.. ولن تعود.. ولن تتكرر.. فقد جاءوا من السجون إلي مقاعد الحكم.. وعادوا إلى السجون قبل أن ينعموا بهذا الحكم وقبل أن يعتادوه. لم يبك علي رحيلهم أحد.. فقد كانت التجربة قصيرة ولكنها لم تكن مشجعة. ولا يوجد فيها الكثير مما يستحق الترحم عليه أو الأسف لفقدانه. وأضاف أنه لابد أن نلتمس لهم العذر في ذلك.. فلم يكونوا مؤهلين للحكم.. ولم يكن في مقدورهم أيضا أن يتعلموا. فالأمم الكبيرة ليست حقل تجارب وتعليم. وإنما تحتاج لمن يستطيع أن يضيف إليها ويقدم لها الجديد والمفيد. ولم يكن لدي الإخوان ما يقدمونه لمصر... فقد كانوا بلا كوادر مؤهلة للقيادة. وبلا مشروع للوطن. وأشار إلى أنهم عندما طرحوا مشروع النهضة. فقد كان مشروعاً وهمياً منذ البداية. ولا يزيد عن كونه توصيفا لمشاكل وقضايا مصر دون طرح حلول حقيقية أو تقديم أفكار واقعية للحل.. ولم يكن أكثر من كونه مشروعاً انتخابياً فضفاضاً في فترة لم يكن فيها من يستمع كثيراً للمشروعات والبرامج. بقدر ما كانت هناك رغبة في التغيير وإتاحة الفرصة للمشروع الإسلامي لكي يأخذ فرصته بعد عقود طويلة ظل فيها أصحاب هذا المشروع يحاولون إقناع الناس بأن الحل في أيديهم وأنهم يملكون مفاتيحه. ولفت إلى أنه وما أن وصل الإخوان إلى الحكم. حتى أدركوا بأنفسهم قبل الآخرين. أن الواقع شيء آخر مختلف. وأن النظرية غير التطبيق.. وارتبكوا عندما أدركوا ضعفهم وعجزهم.. وضاعوا عندما اكتشفوا وتعرفوا علي الدولة العميقة في مصر. فهي الدولة التي تحكم وتدير. وهي الدولة التي تتحرك علي أرض الواقع.. وهي التي تقوم بالتنفيذ والتطبيق. ولأنهم كانوا في أبراج عاجية. يخاطبون بعضهم البعض بمفاهيم وفلسفة ورؤية خاصة فإنهم لم يتمكنوا من الإندماج والترابط والتفاعل مع هذه الدولة العميقة. فانفصلوا عنها وحاربوها وحاولوا إضعاف تأثيرها ونفوذها. واعتقدوا أنه بتغيير القيادات فإنهم قد يتمكنون من السيطرة عليها وإخضاعها لنفوذهم. وفشلوا في ذلك لأنهم كانوا بلا خبرة في الحكم والإدارة ولم يستوعبوا أن الدولة العميقة هي جزء من منظومة الحكم يجب احتواؤها ولا يجب الدخول معها في معارك أو تصفية حسابات. وضاعوا لأنهم أصبحوا بلا أنصار. وبلا أدوات للحكم. وبلا سلطات حقيقية في الإدارة والتنفيذ. وبلا خيوط للتواصل بينهم وبين الرعية. وأضاف: ولهذا جاءت صيحة الرحيل مبكرة.. فقد أدرك الناس أنه كلما طال الوقت زادت الخسائر.. وتراجع المجتمع للوراء وزاد حجم الخراب. ولم يستوعبوا معني الصيحة والنداء بالرحيل.. و.لم يتفهموا معني إرادة الشعب.. فحاولوا المقاومة. وأظهروا الوجه الآخر القبيح. واعتقدوا أن في استطاعتهم أن يتصدوا للرياح العاتية وأن يتمكنوا من الصمود أمامها حتي تعبر بأي قدر من الخسائر والدمار.

اقرأ أيضاً