عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • خبراء صينيون يستبعدون اتخاذ كل من مصر وتركيا مزيدا من القرارات بينهما تجنبا لتدهور العلاقات أكثر

خبراء صينيون يستبعدون اتخاذ كل من مصر وتركيا مزيدا من القرارات بينهما تجنبا لتدهور العلاقات أكثر

رأى خبراء صينيون أن موقف تركيا المتشدد تجاه حكومة ما بعد الرئيس المعزول محمد مرسي له ما يبرره، في ضوء الرابط الأيدلوجي بين الحزب الحاكم في تركيا والحزب الحاكم السابق لمصر "الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين من جانب، ورغبة تركيا في انتهاز فرصة الاضطرابات في مصر الدولة المهمة، لرفع مكانتها كقائدة للمنطقة من جانب آخر. وتوقع الخبراء الصينيون ، فى تقرير لوكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا" ، أن تستمر "العلاقة الصعبة " بين البلدين على المدى القصير، مستبعدين في الوقت ذاته إقدام أي من الجانبين على اتخاذ قرارات أو تدابير جذرية قد تؤذى العلاقات الثنائية. من وجهة نظر دونغ مان يوان نائب رئيس معهد الصين للدراسات الدولية، فإن تأييد تركيا لحليفها السابق مرسي مرجعه "ثلاثة عوامل دينية وسياسية واقتصادية، وأنه "دينيا"، فإن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، يعتبر حزبا إسلاميا قريبا من جماعة الإخوان المسلمين، التي ينحدر منها مرسي وحزبه الحرية والعدالة، وتجمعهما نقاط كثيرة متشابهة ". وأضاف أنه سياسيا، يتخوف النظام التركي من أن يمثل ما حدث في مصر حافزا للجيش للعودة مرة أخرى إلى السياسة في ضوء صراعه الطويل والمرير مع الجيش لإبعاده عن السياسة ، مستشهدا بتطورت العلاقات السياسية بين البلدين بشكل سريع وسلس في عهد مرسي، وتعاونتا في الوساطة لإنهاء نزاع دموي بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة عام 2012، وسعتا لدفع إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا. وأضاف دونغ "على الصعيد الاقتصادي، تعتقد حكومة تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان بأن التغيير السياسي الذي حدث في أعقاب أحداث 30 يونيو في مصر قد يؤثر سلبا على مصالحها التي تطورت في عهد مرسي بشكل ملحوظ، فى وقت يوجد حوالي 250 شركة تركية في مصر باستثمارات تقدر بملياري دولار، كما تجاوزت قيمة التجارة بين البلدين العام الماضي 5 مليارات دولار وزادت الصادرات التركية لمصر بحوالي 30 بالمائة. ورغم أن الخبير الصيني يرى أن العوامل الثلاثة السابقة تلخص سبب دفاع أردوغان المستميت عن حكومة مرسي السابقة، إلا أن الباحث في المعهد الصيني للعلاقات الدولية المعاصرة تيان ون لين كان له رأى أخر في التصعيد التركي ضد السلطة الجديدة في مصر، معتقدا أن "تركيا تريد استغلال فرصة الاضطرابات الحالية في مصر في تدعيم طموحها في أن تصبح قائدة للمنطقة". وقال تيان إن بعض الدول العربية، التي تعد مهمة جدا في منطقة الشرق الأوسط، مثل مصر وسوريا، تمر حاليا بمرحلة صعبة للغاية، ومن الواضح ان تركيا، التي تعد دولة علمانية ولديها بيئة تنموية مستقرة ونفوذ قوية بشكل عام بالمنطقة، ترغب في انتهاز هذه الفرصة بغية رفع مكانتها في المنطقة لقيادة المنطقة". وتركزت الإستراتيجية التركية بحسب لي قوه فو، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لمعهد الصين للدراسات الدولية، في السنوات الأخيرة على كسب المزيد من النفوذ في منطقة الشرق الأوسط بدلا من أوروبا، حتى باتت مواقف تركيا إزاء شئون دول المنطقة لا تغيب عن كل صغيرة وكبيرة. ورأى لي أن "النمو السريع للاقتصاد التركي مع توتر الأوضاع بالشرق الأوسط يوفر فرصة سانحة لها لتحقيق هذا الهدف وإن كان من الصعب تحقيقه قريبا، في ضوء الوعي العربي الواضح بالهدف التركي" . ورغم أن التلاسن بين الحكومتين التركية والمصرية في تصاعد مستمر منذ فض اعتصامي أنصار مرسي في رابعة العدوية والنهضة، إلا أن إقدام أي من الجانبين على اتخاذ إجراءات جذرية تلحق الضرر بالعلاقات الثنائية مستبعد، من وجهة نظر الخبراء السياسيين فى الصين . وقال لي قوه فو "إن تركيا تريد إعادة النظام الإسلامي في مصر من خلال تدويل الأزمة الجارية هناك، ولكنها لن تنجح، فالدول الخليجية، بما فيها السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة، تدعم التغيير في مصر، كما أن معظم المصريين يرون في مرسي مزيدا من تدهور الأوضاع، إذ فقدوا الثقة في قدرة مرسي وجماعته". وشاركه الرأي دونغ مان يوان، مضيفا أن موقف العالم الغربي، وخاصة الولايات المتحدة، رغم إدانة استخدام العنف مع المتظاهرين، يؤيد التغيير السياسي الذي حدث في مصر، موضحا أن الجانبين، المصري والتركي على المدى القصير، قد يمران بمرحلة صعبة جدا، وقد لا تستأنف العلاقات الطبيعية سريعا، إذ أن تركيا قد أوضحت موقفها الشديد إزاء الأزمة المصرية، ومن المؤكد أن تحافظ على وعودها لأوقات معينة لكن لن تصل الأمور إلى قطع شعرة معاوية بين الطرفين". واتفق تيان ون لين حيث أعربا عن اعتقادهما أنه "لن يتخذ الجانبان المصري والتركي مزيدا من القرارات والتدابير الجذرية بغية تجنب عن تدهور العلاقات بشكل أكثر".

اقرأ أيضاً