عاجل

"تضامن النواب": اكتشفنا إهمالا فى إحدى دور الأيتام

فاجأت لجنة التضامن الاجتماعى والأسرة وذوى الإعاقة بمجلس النواب، برئاسة الدكتور عبد الهادى القصبى، ملجأ "عبير الإسلام" لرعاية الأيتام بحى مدينة نصر، فى جولة ميدانية مفاجئة للوقوف على إجراءات الدار لرعاية الأطفال، خاصة عقب ما أثير فى وقت سابق عن تعرضهم للتعذيب.


وقالت اللجنة، فى بيان صادر عنها، اليوم الأربعاء، "كانت المفاجأة أن الدار من سيئ إلى أسوأ، إذ اكتشفت اللجنة خلال الزيارة عدم وجود مسؤولى الدار، وإغلاق الباب فى مواعيد العمل الرسمية، ورصد رئيس اللجنة بحضور النائبة الدكتورة مهجة غالب، وعدد من أعضاء اللجنة، إهمالا جسيما، منه عدم وجود تهوية كافية، وسوء حال الإقامة لـ32 طفلا تضمهم الدار، إضافة إلى افتراش بعض الأطفال الأرض للمبيت، وسوء نظافة غرف النوم، وعدم وجود ملابس كافية ونظيفة للأطفال، وانتشار فضلات الطعام على الأرضية، كما لا يوجد اهتمام بالتغذية، والثلاجات رائحتها كريهة".

وتابعت لجنة التضامن الاجتماعى بيانها، بالقول: "رصدت اللجنة وجود أنابيب الغاز بجوار المطعم وعدد من الملابس المهملة، وأى شرارة ستؤدى لكارثة كبيرة، والمفارقة طفايات الحريق موجودة بالمخازن وغير موزعة على الغرف، تحسبا لأى حرائق، كما عثرت اللجنة خلال تفقدها على لحوم فاسدة منتهية الصلاحية، ومكرونة وأطعمة محفوظة ولكن غير قابلة للاستهلاك الآدمى".


من جانبه، أكد الدكتور عبد الهادى القصبى، رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، أن دار الأيتام قابلة للاشتعال، وليس اشتعال الأنابيب، وإنما اشتعال الأطفال أيضا، موصيا بضرورة تغيير إدارة الملجأ التى أهملت فى الدار بعدم وجود مشرفين كافين لرعايتهم من كل النواحى، إضافة إلى عدم انتظام فى المدارس أو التغذية الكافية، ما أصاب الأطفال بالجوع فى معظم الأوقات، وذلك حسب ما أكده بعض الأطفال بالدار لرئيس اللجنة.


وفى نهاية الزيارة، حضر نائب رئيس مجلس الإدارة، ووجه "القصبى" عدة أسئلة له، أبرزها على حد قوله: "إزاى سايبين الدنيا كده؟"، فرد نائب رئيس مجلس إدارة الدار قائلا: "دارنا أحسن دار فى العالم، ولكن لا نستطيع السيطرة على الأطفال، وأرسلت خطابات لوزارة التضامن الاجتماعى تفيد بما يحدث، ولكن لم أتلق أى ردود على تلك الخطابات والبلاغات".


وخلال جولة اللجنة داخل الدار وحديثها مع الأطفال، اتهم بعض الأطفال مسؤولى الدار بالاعتداء عليهم بالضرب وحبسهم فى غرف مظلمة، إضافة إلى تجويعهم، وأن الفئران تأكل معهم وتتجول داخل الدار، ولا توجد أى رعاية صحية لهم، وعثرت اللجنة على أدوية منتهية الصلاحية داخل الأدراج، كما اكتشفت أن رئيس مجلس الإدارة ترك هذا الإهمال وسافر للحج.


وتضمنت قائمة الاتهامات التى وجهها الأطفال لمسؤولى الدار، عدم توفير الملابس والأثاث اللازمين لهم، وقال بعضهم إن كثيرا من الملابس والأثاث تم إخراجه من الدار وبيعه عقب حريق سابق، وأن هناك إدارة سابقة برئاسة اللواء إبراهيم عبد الجليل كانت جيدة، وكانت ناجحة فى احتواء الأطفال، ولكن المسؤولين الجدد اختلقوا المشكلات معهم.


وفى ختام الزيارة، جلس النائب عبد الهادى القصبى، رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، وسط الأطفال وداعبهم، واستمع لشكاواهم ومطالبهم، وكان أبرزها رغبتهم فى توفير حياة آدمية لهم، وفتح صالة "الجيم" التى كانت موجودة فى السابق، والسماح لهم بممارسة الرياضة، ومساعدتهم فى ممارسة هواياتهم فى التمثيل وغيرها من الفنون كالرسم والغناء.