عاجل

ملفات ساخنة تنتظر قمة البشير وسيلفا كير اليوم

تتجه الأنظار اليوم إلى العاصمة السودانية الخرطوم حيث تعقد قمة بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الجنوبي سيلفا كير ميارديت، لمناقشة أهم القضايا العالقة بين البلدين، وعلى رأسها قضايا إغلاق أنابيب تصدير النفط، وإجراء الاستفتاء في منطقة أبيي، وترسيم الحدود المتنازع عليها بين البلدين. كما أنه من المتوقع أن يتم مناقشة آليات تنفيذ اتفاقات التعاون المعلقة والتي وقعت بين البلدين في سبتمبر الماضي. وتعتبر زيارة سيلفا كير هي الثانية من نوعها منذ إعلان استقلال جمهورية جنوب السودان عام 2011. وتحظى تلك الزيارة بأهمية ملحوظة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها البلدان للعديد من الأسباب، أولها أن الزيارة تأتي مع اقتراب انتهاء المهلة التي أعطتها الحكومة السودانية لحكومة الجنوب لإغلاق خطوط أنابيب تصدير النفط، والتي تنتهي في السادس من سبتمبر المقبل، وهو الأمر الذي يمثل أولوية قصوى في علاقات البلدين. وكانت الخرطوم قد هددت في يونيو الماضي بإغلاق خط الأنابيب الذي يمر عبره نفط جنوب السودان في مطلع أغسطس الجاري وذلك إثر اتهامها لجوبا بدعم المتمردين في الأراضي السودانية وهو ما نفته جوبا. ووافقت السودان مؤخرا على تمديد فترة مرور نفط الجنوب عبر أراضيها إلى السادس من سبتمبر الماضي أملا في إحداث انفراجة في العلاقات وتراجع جوبا عن دعم المتمردين. أما ثاني الأسباب التي تكسب زيارة سيلفا كير أهمية خاصة في ذلك التوقيت هو تصاعد الخلاف حول استفتاء أبيي حيث تتمسك الحكومة السودانية بموقفها الرافض لقيام جنوب السودان بإجراء استفتاء من جانب واحد في أكتوبر القادم لتحديد مصير منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين، مؤكدة أنها لن تعترف بنتائجه. كما حذرت قبيلة "المسيرية" العربية من أنها ستخوض حربا دامية في حال حرمان أفرادها المقيمين بالمنطقة من المشاركة في الاستفتاء، وهو الأمر الذي يهدد بإشعال المنطقة من جديد ويعيد إلى الأذهان سنوات الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب والتي استمرت عقودا طويلة. من جانب آخر، أكدت دولة الجنوب أن الاستفتاء سيجري في موعده سواء رضت الخرطوم أم لم ترضى مشيرة إلى أن أبناء قبيلة المسيرية ليسوا من مواطني أبيي ولكنهم رعاة متنقلون، يمرون للرعي في المنطقة بشكل موسمي فقط وبالتالي لا يحق لهم المشاركة في الاستفتاء. وكان من المقرر أن يجري الاستفتاء على مصير منطقة أبيي بالتزامن مع الاستفتاء على مصير جنوب السودان في يناير 2011، لكن الطرفين اختلفا على هوية من يحق لهم المشاركة في الاستفتاء وتشكيل المفوضية التي ستشرف عليه مما أدى إلى تعطيله. وتبنى الاتحاد الأفريقي في قمة رؤساء الدول في سبتمبر الماضي، المقترح الذي تقدم به رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ثابو مبيكي، والذي ينص على إجراء استفتاء أبيي في أكتوبر المقبل، وهو ما لقي ترحيبا من قبل حكومة الجنوب وتحفظت عليه حكومة الخرطوم حيث أنه لم يتفق على تشكيل مفوضية للإشراف على الاستفتاء لتحديد هوية الذين يحق لهم المشاركة فيه. كما رأت الخرطوم أن الأولوية ينبغي أن تكون لتشكيل الإدارة الانتقالية ومؤسسات الشرطة والبرلمان في المنطقة.

خبر في صورة