مع دخول موسم حصاد الأرز بمصر خلال شهر سبتمبر من كل عام تنتشر حرائق قش الأرز خصوصا بحقول دلتا مصر المتسعة، وتتسبب هذه الحرائق في ظاهرة ما يعرف بـ"السحابة السوداء"، حيث يقوم الفلاحون بحرق قش الأرز، مؤكدين ان الدولة لم توفر لهم حلولا بديلة.

يقول الحاج علي السيد، فلاح، مبررا حرق قش الأرز "هنعمل ايه الدولة لا توفر للفلاح مقابل لهذا القش، او وسيلة للتخلص منه، وبالتالي أسهل طريقة يقوم بها الفلاحون للتخلص من هذا القش هي الحرق"، مضيفا "مع أني أسمع في التليفزيون إن الحرق بيسسب أمراض ويعمل علي تلوث البيئة لكن هانقول ايه ما باليد حيلة".

ويوضح الحاج حلمي اسماعيل، فلاح، ان أسهل طريقة للتخلص من هذا القش هي حرقه، قائلا "لأنه لو تم تخزينه هيكلف علينا فلوس كتير واحنا في أمس الحاجه إلي الجنيه"، متابعا "مع أننا في بعض الأحيان بنستخدمه في علف الحيوانات إلا أن تخزينه مكلف".

ويؤكد الحاج خيري محمد، فلاح، ان "الدوله لو قامت بمنح الفلاح اي مقابل كان هيحافظ على قش الارز، ولما لجأ إلي حرقه، مع أننا بنسمع أن هذا القش ممكن الدولة تستخدمه في الأعلاف، وبالتالي الدولة هتستفيد واحنا كمان هنستفيد".

وفي النهاية بالرغم من صدور قانون البيئة لسنة 1994، وتجريمه لتلك الممارسات  الضارة والزامه الفلاحين بعدم حرق هذه المخلفات، الا أن الحكومة المصرية تبدو عاجزة أمام هذه المعضلة وتفضل أن تتخذ مقاعد المتفرجين وتترك هذه الادخنة تنهش في صدور المصريين علي مدار أكثر من شهرين وربما ثلاثة اشهر سنويا، ويكلف علاجهم مبالغ تقارب من تكلفة التخلص من قش الارز بطريقة امنة ومفيدة للمواطن والمجتمع.