عاجل

الإهمال يضرب مستشفى كفرالشيخ العام والمسئولون غائبون

صورة أرشيفية

الإهمال واللامبالاة شعار ترفعه بعض مستشفيات محافظة كفر الشيخ، خاصة مستشفي كفر الشيخ العام، الذي أصبح مضرب الأمثال في الفوضى، فلا يكاد يمر يوم دون حدوث كارثة بحق مريض مسكين لا سند له، إما من تشخيص خاطىء أو لامبالاة ترتسم على أوجه أغلب العاملين بها، الذين استبدلوا البسمة بالتجهم في وجه المرضى الذين يطول انتظارهم للأطباء او البحث عنهم لفترات طويلة قد تتجاوز الساعات، في ظل غياب إدارة حازمة قادرة علي إدارة المنظومة الصحية بمحافظة كفر الشيخ، وأصبح الشغل الشاغل للأطباء الاهتمام بعياداتهم الخاصة التي تنشط في اوقات العمل الرسمية بالمستشفيات، علي حساب المريض البسيط، غير مبالين بآلام المرضي او حاجتهم الماسة لنظرة عطف أو ابتسامة تخفف عنهم آلامهم.

 

يقول "أحمد على"، مرافق لأحد المرضى بمستشفى كفرالشيخ العام، إن والده أصيب بحمى التيفود وارتفاع فى درجة الحرارة وصلت إلى 39,8 درجة، بالإضافة إلى جلطة بالمخ؛ وعلى الفور نقلوه للمستشفى عن طريق سيارة الإسعاف فى تمام الساعة السادسة مساءً، وكانت الصدمة أنه من ساعة الوصول حتى مغادرة المستشفى تمام التاسعة والنصف لم يتم الكشف الطبى على والده ولم يتم تقدم الإسعافات الأولية له رغم حالته الصحية السيئة.

 

 ويضيف "المرافق" أنه رغم مناشدته مسئولى الصحة بالمحافظة أكثر من مرة لكن أحدا لم يبال أو يتحرك للكشف على والده الملقى على سرير في استقبال بالمستشفى، وبعد مرور أكثر من ثلاث ساعات اضطروا إلى نقله لمستشفى المنصورة الدولى التي تعاملت مع المرضي بشكل إنساني وقدمت له خدمة علاجية متميزة.

 

يلتقط منه الحديث "أمجد مصطفى"، طالب جامعي، فيقول إن مجرد المرور بجوار المستشفى يشعره بالغثيان ويذكره بحادثة مريرة كادت تودي بحياة والده الذي تعرض لحادث سير على رافد الطريق الدولي، وحمدنا الله ان سيارات الاسعاف وصلت بسرعة الى المكان وقام المسعفون بإجراء الاسعافات الاولية للمصابين، قبل ان يتم نقلهم الى مستشفى كفرالشيخ العام، وبينهم والدي، الذي كان ينزف بشدة بعد اصابته بجروح عميقة في انحاء جسده، إلا أنه مع وصوله الى المستشفى فوجيء الجميع بعدم وجود أي شخص في قسم الاستقبال سواء من الاطباء او أطقم التمريض، وظل والدي ينزف بشدة لأكثر من ساعة، لولا ان خطورة الحادث وكبر عدد المصابين في الحادث اجبر المسئولين على الاهتمام واجراء عدد من الاتصالات، وبقدرة قادر وجدنا العاملين بالمستشفى والاطباء يتوافدون واحدا تلو الاخر، لا نعلم من أين اتوا ولكن هذا ما حدث!  

 

ولم يقتصر الأمر داخل مستشفى كفر الشيخ على هذا الحد؛ فيقول مرافق لمريض آخر ان شقيقه أصيب فى حادث تصادم وعند الوصول إلى المستشفى لم يجد غير طبيب واحد فى الاستقبال وطلب منه أن يذهب لشراء العقاقير والمستلزمات الطبية من الخارج، ومع تدهور حالة شقيقه وازدياد خطورة حالته الصحية؛ حاول نقله الى مستشفى اخر تتوافر به رعاية افضل الا ان طبيب الاستقبال اكد له أنه لا يوجد غيره فى المكان لذلك لا يمكنه الذهاب معه وترك استقبال المستشفى بلا طبيب.

 

إنعدام الرقابة واستفحال الإهمال



من جانبهم، أكد الأهالى أن انعدام الرقابة من قبل المسئولين علي المنظومة الصحية بكفر الشيخ هو السبب فى الإهمال الجسيم بالمستشفى، يقول محمد السيد، مواطن من كفرالشيخ، واحد المواطنين "المضطرين" للتردد على المستشفى لقلة ذات اليد، إن قلة الضمير وغياب الرقابة هما السبب فى الإهمال داخل المستشفى، فمنذ زمن بعيد لم نسمع عن قيام احد المسئولين بمرور مفاجئ على المستشفى، مطالبا المسئولين بالنظر لهذا المستشفى بعين الاهتمام، قائلا "نحن لا نطالب بشى أكثر من حقنا وهو وجود الطببيب لتوقيع الكشف الطبى علينا ووجود العلاج"

 

وفي السياق ذاته، أكد مصدر مسئول في مديرية الشئون الصحية بكفرالشيخ، لـ"آخر الأنباء"، رفض ذكر اسمه، أن الوضع داخل المستشفيات سئ لقيام الأطباء بالإمضاء ثم الذهاب لعياداتهم الخاصة، ولا يتواجدون في المستشفى خلال فترة الدوام الكامل، تاركين طبيبا أو اثنين ممن لا يمتلكون عيادات خاصة، داخل القسم الواحد يقفان حائرين بين المرضى لعدم امتلاك الخبرة الكافية للتعامل معهم ولقلة الامكانيات بالمستشفى

 

وبين كل هذه المشاكل يظل المريض البسيط هو الضحية الدائمة، ولا ذنب له الا عدم امتلاكه من المال مايكفيه لتلقي العلاج المناسب، ولا يملك من الواسطة او العلاقات ما يشفع له ليتم التعامل معه على انه انسان.. فقط انسان.. فهل هذا كثير؟