أكد أحمد بيطاطاش السكريتير الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية بالجزائر ـ أقدم أحزاب المعارضة ـ أن الجزائر تمر بأزمة مؤسساتية خطيرة جدا نتيجة الشلل الذي أصاب هياكل الدولة من قمتها إلى قاعدتها ، مرجعا ذلك إلى الطبيعة الشخصية للزمرة الحاكمة التى ترفض أن تمنح أدنى اعتبار للشعب وممثليه وأغلقت أبواب الحريات والمبادرات والاقتراحات. وقال بيطاطاش ـ فى كلمة له أمام عدد من نشطاء الحزب ـ "إن الجزائر لا تستحق هذا الوضع خاصة وأن الأخطار تحيط بها على الحدود والسلطة الحاكمة تصفها باللاحدث والأجيال القادمة لن تغفر لها عواقب الانزلاقات المحتملة ..موضحا أن الحزب يسعى إلى تحقيق الإجماع الوطنى الذى يعيد التلاحم الوطنية على أسس صادقة وقوية". وفى رد غير مباشر لبعض الأحزاب التي أعلنت تزكية عمياء لترشح رئيس الجمهورية ، قال إن الإجماع المنشود لا يدور حول إطالة عمر النظام وإنما حول خلق فرص إطالة عمر البديل الديمقراطى ..مشيرا إلى أن هذا يتطلب تواجد مجتمع مدني قوى قادر على خلق وضع التغيير وقيادته نحو ديمقراطية لا تخضع لنزوات مغامرين سياسيين. وحول الوضع العام للبلاد ، أشار بيطاطاش إلى أن الفضائح التى عرفتها الجزائر خلال الأيام الأخيرة ـ في إشارة إلى سوناطراك وسونلجاز وغيرها ـ أمر طبيعى في مجتمع الفاسدين خاصة وأن الصراع في الجزائر محصور في الأسر المتناحرة حول كيفية تقسيم الثروات الوطنية ونصيب كل واحدة منها ..مؤكدا أن حزب جبهة التحرير الوطنى لم ينتظر أن يتحرك القضاء الإيطالي والسويسري للتحرك ضد الفساد وطالب منذ سنوات بدولة القانون وتصفية الحكم من المفسدين.