عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • الأقصى بين خطر الاقتحامات المتكررة والتهويد وانشغال المسلمين عنه بالسياسة

الأقصى بين خطر الاقتحامات المتكررة والتهويد وانشغال المسلمين عنه بالسياسة

المسجد الأقصى هو واحد من أكثر المعالم قدسية عند المسلمين حيث يعتبر أولى القبلتين في الإسلام ، ويقع المسجد الأقصى داخل البلدة القديمة لمدينة القدس ، كما يقدس اليهود أيضا نفس المكان ويطلقون اسم "جبل الهيكل" على ساحات المسجد الأقصى نسبة لهيكل النبي سليمان المفترض ، وتحاول العديد من المنظمات اليهودية المتطرفة التذرع بهذه الحجة لبناء الهيكل حسب معتقدها. واستغلت إسرائيل المشاكل السياسية التي تجتاح حاليا كبرى الدول العربية وانشغالها بتأمين الجبهة الداخلية لها بممارسات خطيرة لتهويد القدس واستباحة المسجد على يد يهود متطرفين وبتشجيع من الحكومة الإسرائيلية على الاستمرار في اقتحام المسجد بما ينذر بانتفاضة جديدة للأقصى. وقال يوسف مخيمر، رئيس هيئة المرابطين بالمسجد الأقصى الشريف ، إنه في الآونة الأخيرة تصاعدت الدعوات الإسرائيلية لتشجيع المستوطنين اليهود المتعصبين لدخول واقتحام المسجد ، بل أيضا تشجيعهم علي ممارسة شعائرهم الدينية. وأضاف أن إسرائيل بدأت ذلك بالتقسيم الزمني ، حيث حددت ساعات الصباح لدخول اليهود ، ومنع المسلمين من أداء فريضة الصلاة خلال تواجد المستوطنين بالمسجد الأقصى. وأكد مخيمر أن معركة اليهود في الفترة الحالية تتركز في حربها مع المرابطين بالمسجد الأقصى ، حيث تقوم بالضغط عليهم عن طريق زيادة عدد الاعتقالات اليومية لهم ومنعهم من دخول المسجد. ونوه مخيمر إلى أن إسرائيل تدرس منذ فترة تضائل ردود الأفعال العربية والعالمية نتيجة اقتحامها للمسجد بصورة متكررة مما شجعها في الفترة الأخيرة علي تكرار اقتحام المسجد خلال فترات زمنية صغيرة استعدادا لدخول المسجد لوضع حجر الأساس للهيكل المزعوم. ومن جانبه، قال عماد الديجاني - أحد مرابطي بيت المقدس - إن استغلال بعض الفصائل الإسلامية التي تنتمي لجماعة أو حزب سياسي لقضية الأقصى برفع لافتات تؤيد للحزب أو للجماعة خلال اقتحامات اليهود للمسجد ووجود أعداد كبيرة من المرابطين كنوع من استغلال الموقف والمتاجرة به إعلاميا لقضية خاصة عمل على إضعاف الموقف الإسلامي أمام اليهود. وأوضح الديجاني أن تكرار تلك المحاولات شجع اليهود علي اقتحام المسجد ، حيث أن إسرائيل تدرس جيدا ردود الأفعال الإسلامية نتيجة اقتحامها للمسجد ، مما بين لليهود أن المسلمين في العالم الإسلامي وخاصة في المنطقة منشغلين حاليا عن الأقصى بقضايا سياسية بحتة. ومن جانبه ، حذر الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى ، مما وصفه بـالدعوات الخطيرة والمتزايدة لاقتحام المسجد الأقصى والسيطرة عليه ، والتي كان آخرها دعوة مفوض شرطة الاحتلال المدعو يوحنان دانينو والتي ادعى فيها حق اليهود بدخول الأقصى والصلاة فيه باعتباره من ساحات الهيكل المزعوم. كما اعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات اقتحام مجموعة من الحاخامات اليهود لباحات المسجد الأقصى المبارك بالزي الخاص بالهيكل ، وتنظيم حصة تدريبية على عبادات الهيكل بحماية معززة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي ورفقة عشرات من المستوطنين المتطرفين ، سابقة خطيرة من نوعها تمهد به إسرائيل لقيام الهيكل المزعوم على انقاض المسجد المبارك. ووصفت الهيئة السلامية المسيحية - في بيان لها - صمت المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته المختلفة بأنه له دوره في تمادي سلطات الاحتلال بانتهاك حرمة المسجد الأقصى والاعتداء اليومي عليه باقتحامه وتدنيسه ، حيث تكررت المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد الحرم القدسي الشريف ، وسلخه عن هويته الإسلامية لتحقيق الحلم اليهودي بإقامة الهيكل المزعوم. ومن جانبه ، قال الأمين العام للهيئة الدكتور حنا عيسى إن هذا الاقتحام النوعي يحمل في طياته رسالة خطيرة فحواها أن المسجد الأقصى المبارك لليهود وحدهم ومركز لهيكلهم المزعوم ، وهي رسالة مفادها أن اليهود باتوا أقرب مما نتصور لبلوغ غايتهم المنشودة بتهويد المسجد والسيطرة الكاملة عليه وتحويله لكنيس يهودي بحت تفتح بواباته أمام اليهود والمتطرفين دون عائق أو مانع. وقال النائب العربي في الكنيست مسعود غنايم ، إن الاعتداءات الأخيرة والمتكررة على المصلين والمرابطين في المسجد الأقصى ، ومحاصرته من قبل قوات الأمن الإسرائيلية لمنع المصلين من الوصول إليه وممارسة حقهم الشرعي والطبيعي بالصلاة والمرابطة فيه ، تدل على أن هناك في الحكومة الإسرائيلية وصناع القرار في الدولة من يعتقد أنه يستطيع فرض واقع جديد يسلب من خلاله حق العرب والمسلمين في القدس والأقصى ، ويحقق أحلام وأوهام التيارات والمنظمات اليهودية المتطرفة التي تريد إما هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل أو بالمرحلة الأولى تقسيمه زمنيا ومكانيا كما حدث في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل. وأضاف أن الأوضاع غير المستقرة والفوضى التي عمت المنطقة العربية شجعت الحكومة الإسرائيلية والمنظمات والحركات العنصرية على محاولة تغيير الأمر الواقع في الحرم القدسي الشريف ومصادرة حق المسلمين فيه أو مقاسمتهم هذا الحق ويرونها فرصة قد لا تعوض. وأكد النائب غنايم أن المسجد الأقصى حق للعرب والمسلمين ، ولن يسقط هذا الحق مهما طال الزمن ومهما كانت الظروف التي يمر بها العالم العربي والإسلامي ، مؤكدا أن منع المصلين ومحاصرة الأقصى على يد قوات الأمن الإسرائيلية هي سياسة عنصرية تتعارض مع حق الإنسان في العبادة وفي المحافظة على مقدساته.