حصلت شبكة التواصل الاجتماعى فيس بوك على نصيب الأسد من تدقيق الكونجرس حول طبيعة تعامل شبكات التواصل الاجتماعى مع بيانات المستخدمين، والكيفية التى تسمح بها للمعلنين والشخصيات السياسية استهداف جماهير محددة، إلا أن فيس بوك قد لا تكون بمفردها فى هذا الأمر، فلدى كل من "يوتيوب" وجوجل و "تويتر" أيضا منصات عملاقة تمتلئ بالكثير من محتويات الفيديو والمشاركات والصفحات بشكل أكبر مما يمكن لأى شخص التحقق منها أو مراقبتها، وعلى ما يبدو أن طرق عرض الإعلانات الخاصة بهذه المحتويات بدأت تخضع للمراقبة كذلك.

الإعلانات على محتويات متطرفة:

وفقا لما نشره موقع gadgetsnow الهندى، يقول خبراء الإعلان والخصوصية أن هناك ردة فعل حتمية ضد شبكات إنترنت '' الغرب المتوحش '' التى نجت من التدقيق من قبل بما فى ذلك جوجل ويوتيوب، فلا يزال هناك وابل مستمر من الأمثلة الجديدة، خاصة بعد عرض إعلانات العديد من العلامات التجارية الكبرى بمحتوى متطرف على منصات رئيسية.

وفى أحدث اكتشاف، ذكرت شبكة CNN أنها عثرت على أكثر من 300 علامة تجارية، ووكالات حكومية وشركات تكنولوجيا كانت إعلاناتها تعمل على قنوات يوتيوب التى روجت لبعض المحتويات العنصرية مثل "الوطنيين البيض، والنازيين، ونظريات المؤامرة والدعاية الكورية الشمالية"، كما أثار المدافعين عن حقوق الطفل التهديدات حول سهولة تعرض الأطفال الذين يمتلكون هواتف ذكية لمقاطع فيديو غير ملائمة وإعلانات خادعة.

جوجل هو التالى:

وقال جوش جولان مدير حملة "طفولة حرة " أنهم طلبوا من لجنة التجارة الفيدرالية التحقيق فى اعلانات يوتيوب المملوكة لشركة جوجل، مضيفا: "أعتقد تماما أن جوجل هو التالى وسنكون فى انتظاره"، فيما أشارت يوتيوب إلى الطرق التى تحاول من خلالها الإبلاغ عن مقاطع الفيديو المفعمة بالكراهية والعنيفة أو الجنسية أو الضارّة وحذفها، ولكنها غالبا ما تفتقد لجهود الفحص الذاتى.

سحب الإعلانات:

فيما كشفت شركة 20th Century Fox Film، التى علمت أن إعلاناتها تعمل على مقاطع فيديو نشرها شخص "نازي" أنها طلبت استرداد أى أموال مشتركة مع هذه “القناة البغيضة"، وقالت:" YouTube مرة أخرى فى تصفية القنوات بشكل صحيح من عمليات الشراء التسويقية"، ورقم أن يوتيوب حذف القناة المسيئة، ولكن استوديو هوليوود يقول إنه ليس لديه أسئلة حول كيفية حدوثه فى المقام الأول.

كما كشفت شركة الملابس الرياضيةUnder Armour أنها سحبت إعلاناتها فى أعقاب تقرير سى إن إن ، على الرغم من أن التهدئة استمرت بضعة أيام فقط الأسبوع الماضى عندما تم إخطارها لأول مرة بالمشكلة. . بعد عرض منتجها التجارى للأحذية على قناة معروفة بتأييدها معتقدات قومية بيضاء، ومن ناحية أخرى، قالت شركة Procter & Gamble، التى أبقت إعلاناتها خارج YouTube منذ مارس 2017، إنها عادت إلى المنصة ولكن قلصت بشكل كبير القنوات التى ستعلن عنها إلى أقل من 10000. وقد عملت من تلقاء نفسها، مع أطراف ثالثة، ومع يوتيوب لإنشاء قائمتها المقيدة.

خطوات جديدة:

وكشفت شبكة يوتيوب أمس الجمعة أنها أدخلت "تغييرات مهمة لجعل السياسات أكثر صرامة، وإتاحة ضوابط أفضل وشفافية أكبر"، مشيرة إلى أنها تسمح للمعلنين استبعاد قنوات معينة من الإعلانات، كما انها تزيل الإعلانات عندما يتم إعلامها بأنها تعمل بجانب محتوى لا يتوافق مع سياساتها، قائلة:"نحن ملتزمون بالعمل مع معلنينا والحصول على هذا الحق".

إغراء الوصول للمستخدمين:

ويقول الخبراء إن المشكلة الكبرى هى أن المعلنين الذين أغرتهم إمكانية الوصول إلى منصات الإنترنت واستهدافها يمكن أن يتوقعوا عن طريق الخطأ أن يتم تطبيق المعايير نفسها المتعلقة بالآداب على شبكة التلفزيون على الإنترنت، وبنفس الطريقة، فإن قواعد البث التلفزيونى التى تتطلب الشفافية حول مشترين الإعلانات السياسية غائبة على الويب.