عاجل

"برافدا" الروسية: ثورات "الربيع العربي" انتهت إلى ثورات مضادة ذات صبغة طائفية

صورة أرشيفية

رأت صحيفة "برافدا" الروسية أن النزاع الطائفي الأعمى بات ظاهرة يتسم بها الشارع العربي مؤخرا، قائلة إن ثورات "الربيع العربي" انتهت إلى ثورات مضادة ذات صبغة طائفية. وأشارت - في تعليق على موقعها الإلكتروني الأربعاء- إلى أن إعلاميي الغرب عندما اختاروا اسم "الربيع العربي" أرادوا به تشبيه ما يحدث في العالم العربي بما يشهده فصل الربيع من ولادة جديدة للطبيعة أملا في تغيير حالة الركود السياسي والاجتماعي والاقتصادي التي أظلت العالم العربي على مدى عقود. ولكن لسوء الحظ، على حد قول الصحيفة الروسية، تحول الحلم بموسم الربيع إلى موسم للاقتتال والتدمير والخراب على أيدي جحافل الثورة المضادة المدعومة ماديا ولوجستيا وعسكريا وسياسيا من قبل أكثر الأنظمة العربية تحفظا في شبه الجزيرة العربية وحلفائهم من القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة. ورصدت الصحيفة كيف جرف إعصار هذا النزاع الطائفي في طريقه ما تمتلكه البلاد التي نزل بها من كنوز ثقافية ومقدرات تراثية، وكيف استباح ساحات دور العبادة والأماكن المقدسة في تلك البلاد، والأهم من ذلك ما تركه من أثر مدمر في نفوس المسلمين والمسيحيين العرب وقد رأوا أماكن عبادتهم الآمنة تتعرض للتدنيس والنهب والتفجير وتتحول إلى مصائد للقتل ومتاحف للدمار على أيدي متطرفين من أي دين. وأشارت "برافدا" إلى أن سابقة تدمير دور العبادة الإقليمية الوحيدة التي كانت بهذا القدر كانت على أيدي الإسرائيليين الذين دمروا نحو ألف مسجد منذ أعلنوا قيام دولتهم عام 1948. ورجحت الصحيفة الروسية أن يكون سبب غض الطرف الغربي عن ظاهرة تدمير دور العبادة التي صاحبت الثورات العربية هو أنهم غضوا الطرف من قبل عن الجرائم الإسرائيلية بحق دور العبادة. وقالت الصحيفة الروسية إن أغلب الظن أن يعتبر قادة حركة "أمناء جبل الهيكل وأرض إسرائيل" المتشددون إقبال المسلمين على تدمير دور عبادتهم بأيديهم بمثابة مبرر كاف لتنفيذ تهديداتهم المعلنة بإقامة "الهيكل الثالث" على أنقاض المسجد الأقصى، ثالث الأماكن الأكثر قداسة عند المسلمين. وقرنت الصحيفة بين ظاهرة تدمير دور العبادة وظاهرة "الربيع العربي" معتبرة الأولى جزءا لا يتجزأ من الثانية التي أطاحت برئيسين اثنين في مصر وثلاثة آخرين في كل من تونس واليمن وليبيا، بينما تم احتواؤها بنجاح في ممالك مثل المغرب والأردن. ورأت "برافدا"أن ظاهرة تدمير دور العبادة هذه لم يعرفها العالم العربي إلا بعد اجتياح العراق واحتلاله بقيادة أمريكية قبل عشر سنوات وأنها تفاقمت مع الحملة الأمريكية لتغيير النظام في سوريا. وقالت إن ذلك يمكن ترجمته فقط بأن هذه الظاهرة إنما كانت نتيجة سياسة محسوبة ومخطط لها مسبقا، وهي سياسة "فرق تسد" في العالم العربي.

اقرأ أيضاً