عاجل

استهلاك اللحوم في مصر إلي أين ؟!

اللحوم

وفقًا للدراسات الحديثة فإن المواطنين بإمكانهم تقليل التكاليف التي تنتجها الحكومات لتخفيف آثار التغيُّر المناخي بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2050، فقط إذا كان لديهم وعي بضرورة استهلاك كميات أقل من اللحوم.

 

ووفقًا للعديد من الأفلام الوثائقية ومقاطع الفيديو المنتشرة على اليوتيوب مثل «Cowspiracy» و«Meat the Truth»، ومواقع التواصل الاجتماعي، ومقالين هامين حول الاستهلاك المفرط للحوم وما يسببه من مشاكل متزايدة على الاحتباس الحراري بموقعي «The Atlantic» و«Scientific American»، جميع ما سبق يؤكد أن الأبحاث الجديدة تُظهر أن معظم الناس ما زالوا لا يدركون المدى الكامل لتأثير استهلاكهم اللحوم على المناخ.

 

مستثمر مصري: استهلاك المصريين من اللحوم حاليًا يبلغ 1.2 مليون طن

وبالنسبة لمصر فإن الوضع ليس سيئا كثيرا، حيث أكد برعي أبو المجد، أحد مستثمري الثروة الحيوانية، خلال حواره مع أحد الفضائيات المحلية، أن مصر حققت الاكتفاء الذاتي من اللحوم على مدار ثلاث سنوات وهم منذ عام 1987 وحتى عام 1990، مشيرًا إلى أن الفجوة الحالية وصلت بين الإنتاج والاستهلاك إلى نسبة تتراوح ما بين 45-50%.

 

وأضاف "أبو المجد"، أن إجمالي استهلاك المصريين من اللحوم حاليًا يبلغ 1.2 مليون طن من اللحوم، مشيرًا إلى أن سنة 2014 مصر كانت تحتاج إلى 930 ألف طن من اللحوم، كنا ننتج 390 ألف ونستورد حوالي 250 ألف طن عبارة عن لحوم مجمدة ولحوم حية تذبح في مصر.

 

وأوضح "أبو المجد"، أن مشروع إحياء البتلو المشرفة عليه وزارة الزراعة حاليا سوف يؤتي ثماره خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن المشروع بدأ في عام 1983، حيث أنشأت وزارة الزراعة المشروع القومي للبتلو بـ15 ألف رأس ووصل 275 ألف رأس في سنة 1990 وتم تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم خلال 3 سنوات من 1987 وحتى عام 1990 وقتها توقف المشروع بدأت الفجوة في الزيادة بين الانتاج والاستهلاك.

 

وزيرة البيئة: مؤتمر التنوع البيولوجي بشرم الشيخ قدم نماذج عملية كثيرة حول تقليل الاستهلاك

وتؤكد الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة المصرية في حوار خاص لمحرر الموقع، أن لدينا في استراتيجية التنمية المستدامة 2030، وفي بعض الأعمال التي قومنا بها مثل "الاستهلاك والإنتاج المستدام"، وخلال المؤتمر نقوم بمثال عملي لغداء أحد الأيام حيث لا يوجد بهذا اليوم أي لحوم، ايضًا الاستهلاك والإنتاج المستدام ليس في اللحوم فقط وتأثيرها كنوع من أنواع الكائنات التي تؤثر وتتأثر في موضوعات التنوع البيولوجي، ولكن هناك استخدام البلاستيك ايضًا والمؤتمر بكافة جوانبه لا توجد به زجاجات بلاستيك إنما يتم استخدام الكارتون، كما تم توزيع زجاجات صديقة للبيئة علي جميع المشاركين في المؤتمر، كمثال حي نريد أن تصل به رسالة هامة نروج بها بأن مصر تستضيف مؤتمر للبيئة فحسب ولكن نقدم مبادرات عملية خلال فعاليات هذا المؤتمر تعكس ما يتم مناقشته داخليًا، الشنط والبلوك نوتس معاد تدويرها، منع استخدام زجاجات البلاستيك، كل هذ وغيره رسائل تساعد مصر علي مواكبة ما يقوم به العالم الخارجي.

 

ومن وجهة نظري أن كل هذه المعلومات تعتبر قوة في المعرفة لدي الأشخاص والحكومات والجميع، لكن هذه القوة ليست كافية إن لم تخرج في صورة قرارات او سياسات حكومية ولن تستطيع وحدها أن تغير سلوك الأفراد نحو تقليل استهلاك اللحوم، فتغيير السلوكيات أمر راسخ ثقافيًّا، مثل العادات اليومية لتناول الغذاء، والأمر يحتاج منا إلى دراسات طويلة للديناميكيات النفسية والثقافية لكل شعب على حده، واحيانًا دراسة مستقلة لكل محافظة في مصر نظرا للتنوع الكبير في عادات وسلوكيات الأفراد من منطقة إلى أخري.