م يجد "أشرف.ن" مالك إحدى شركات الإنتاج السينمائي، حلا لأزمته المالية وديونه المتراكمة إلا اختلاق حجة لخداع شاب أوهمه بإنتاج فيلم سينمائي له، فقد استغل المتهم شركته للنصب على الشاب "باسم.ط" 26 سنة، وأوهمه بالمستقبل الباهر الذي ينتظره فى مجال السينما، وشرع فى رسم مخططه الشيطاني، وهو المخطط الذي استمر لمدة عامين كاملين.
إذا طالعنا وثيقة الحالة الجنائية الخاصة بالمتهم "أشرف.ن.ف" نجد أنه مواليد 1960، ويقيم بمنطقة الدقي، ويمتلك شركة إنتاج سينمائي، سنجد أيضا جملة قضايا سبق اتهامه فيها، وقضايا حُكم عليه فيها بالسجن، فقد سبق اتهامه في 21 قضية تنوعت ما بين "أموال عامة، نصب، تبديد، شيكات واستيلاء"، كما أنه محكوم عليه فى 9 قضايا بلغت جملة العقوبة فيها 10 سنوات، ومطلوب القبض عليه للتنفيذ على ذمتها، وله سجل إجرامي حافل يجعل "أشرف" غير مبال بطموح شاب فى مقتبل عمره، وبدأ في تنفيذ أول مرحلة في مخططه.
البداية حين اتفقا على موعد للتفاوض حول المشروع السينمائي، توجه الشاب يحدوه الأمل فى النجاح والشهرة والربح المادي.. تحدثا سويا وفوجئ الشاب بـ"أشرف" يطلب منه مبلغ 2 مليون جنيه، فوافق.
حرر الطرفان عقدا، عام 2016، متفقين فيه على إنتاج فيلم سينمائى، وتم تحرير عقد تمويل للفيلم، وحصل "أشرف" من "باسم" على مبلغ 2 مليون جنيه، نظير حصوله على نسبة 20% من أرباح الفيلم، وإمعانا فى مخططه حرر له 6 شيكات كضمان للمبلغ المدفوع.
مرت الأيام والشهور، وبعد 8 أشهر من التوقيع، لم يتخذ "أشرف" خطوات جدية فى تنفيذ إتفاقهما، واكتشف "باسم" أنه تعرض لواقعة نصب واحتيال وأن "أشرف عمل عليه فيلم"، خاصة بعدما توجه إلى البنك لصرف الشيكات فكانت الطامة الكبرى حين أبلغه موظف البنك أن الشيكات دون رصيد.
حاول "باسم" التفاوض مع "أشرف" بشكل ودي، لكن الأخير يحترف التهرب والتخفي، واختلاق الحجج حال الرد على اتصالات المجني عليه، ما دفع "باسم" للجوء إلى النيابة العامة وأقام دعوى ضد "أشرف"، وحصل على 6 أحكام قضائية بإجمالى 8 سنوات، وعلم "أشرف" بالأحكام الصادرة ضده، فلجأ إلى حيلة أخرى، وهي التفاوض مع "باسم"، واتفق الطرفان على أن يتنازل الثانى عن الدعاوى المقامة منه، مقابل الحصول على أمواله، في شهر أكتوبر.
حان موعد تسلم الأموال، وتقابل الطرفان، واستلم "باسم" مبلغ 90 ألف دولار أمريكي، بيد أن تلك المبالغ كانت "مُزورة"، واختفى "أشرف" من محل سكنه وأغلق هواتفه، هربا من الرصد الأمني.
لجأ "باسم" مُجددا إلى مباحث الأموال العامة، والتى فحصت الواقعة، وفحص ضباط قسم البحوث الفنية بالإدارة، مبلغ الـ 90 ألف دولار، حيث تبين أنها مزورة تزويرا كليا، وبدأ ضباط المباحث فى تتبع المتهم "أشرف"، ووردت إليهم معلومة من مصادر سرية أكدتها تحرياتهم، مفادها أن المتهم يتردد على أحد كافيهات الدقي، حيث تمكنوا من القبض عليه.
وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وقال إن تلك المبالغ كان يحتفظ بها منذ فترة لاستخدامها فى تصوير مشاهد سينمائية وأقر بعلمه بتقليدها دون معرفة القائم بالتقليد، وأكد أنه سلمها لـ"باسم"، وحُرر محضر بالواقعة، وأُحيل للنيابة العامة التى باشرت التحقيق معه.
