عاجل

هل الغاز أم البنزين أفضل لسيارتك ؟

صورة ارشيفية

منذ ظهور جملة "السيارة تعمل بالغاز الطبيعي" في السوق المصرية قبل 12 عاما، دار الحديث حول مميزات هذا الاختراع الجديد، والفارق الكبير في تكلفة الاستهلاك بالمقارنة مع البنزين، حتى مع استخدام أقل الشرائح جودة، بالإضافة إلى كون استخدام الغاز أقل ضررا بكثير للبيئة.


لكن الأمر ليس محسوما، حيث خرج فريق آخر يتحدث عن مساوئ الغاز بالنسبة للسيارة، الأمر الذي جعل الغالبية العظمى لقائدي السيارات يعزفون عن الغاز، ولا يولون فارق السعر اهتماما، ناهيك عن عدم اكتراث معظمهم للبيئة من الأساس، وهو من أكبر الآفات التي يمكن أن تضرب مجتمعا ما، تخيل أن تعيش مع أسرتك في عصور الأوبئة. أو أن يتعامل الناس مع الأمور من منظور فردي أو مادي ضيق.


وبنظرة لا تحتاج إلى الكثير من التدقيق، نجد أن نسبة ليست بالعظمى من قائدي مركبات "الأجرة"، فضلت استخدام الغاز، مقابل قلة نادرة من قائدي السيارات "الملاكي" فعلت الشيء نفسه.


في هذا التقرير يضع لكم "صدى البلد" سيارات الغاز والبنزين في الميزان، ويقدم لكم مقارنة بين الفئتين، لحسم هذا الجدل الدائر منذ أعوام.


ما الفارق بين الغاز والبنزين ؟


في البداية علينا التعرف على طبيعة الغاز الطبيعي والبنزين. فمن حيث التركيب، فالغاز الطبيعي والبنزين كلاهما هيدروكربونات، أي أنهما مكونان من ذرات الهيدروجين والكربون الملتصقة ببعضهما البعض، والفارق هو في عدد الذرات في كل جزيء.


في الغاز الطبيعي، يكون الجزيء صغيرا جدا، ذرة كربون واحدة و4 ذرات هيدروجين، أما في البنزين، يتكون الجزيء من 8 ذرات كربون مرتبطة بـ18 ذرة هيدروجين.


وببساطة، هذا يعني أن الغاز الطبيعي خفيف جدا، أخف من الهواء، بعكس البنزين، فالبنزين سائل دائما في درجات الحرارة والضغط العاديين، أما الغاز فهو غاز دائما في درجات الحرارة والضغط العاديين.


الغاز الطبيعي كذلك أكثر نظافة من البنزين بالنسبة للكربون، ففي جزيء الغاز الطبيعي، عدد ذرات الهيدروجين تكون 4 أضعاف عدد ذرات الكربون، أما في البنزين، فالنسبة تقترب من 2 إلى 1.


معادلة الغاز والبنزين:

أثارت تلك المعادلة الكثير من الجدل على مر السنوات بسبب عيوب الغاز التي اعتبرها الكثيرون أكبر من مميزاته، لكن الواقع والمنطق يقولان إن العكس هو الصحيح.


صحيح أن هناك عيوبا في استهلاك الغاز الطبيعي، إلا أن مميزاته أكبر بكثير، خاصة أن معظم تلك العيوب يمكن تلافيها.


مميزات الغاز الطبيعي:


عمر الموتور:

كما ذكرنا سلفا، فإن الغاز الطبيعي أكثر نظافة من البنزين ودرجة احتراقه أعلى بكثير، ولا ينعكس ذلك فقط على العادم فقط، بل على السيارة أيضا، فقلة الرصاص في عادم الغاز تقابلها قلة في حجم الرواسب على "البساتم" بفارق كبير عنها مع استخدام البنزين. الأمر الذي يجعل المحرك يعيش أطول، وكذلك شمعات الاحتراق "البوجيهات".


كما تحتاج معظم السيارات حديثة الصنع إلى كمية معينة من "الأوكتان" في الوقود لحماية الموتور وإطالة عمره، لا تقل عن "بنزين 92"، في حين أن الغاز الطبيعي يحتوي على حوالي 120 أوكتان.


بالإضافة إلى أن الغاز الطبيعي يجعل المحرك يهتز بمعدل أقل.


التوفير:

استخدام متر مكعب من الغاز الطبيعي يعادل استخدام لتر من البنزين في المسافة، وبالنظر إلى سعر المتر المكعب من الغاز وهو 1.75 جنيها، وسعر لتر البنزين 6.75 جنيها، سنجد أن استخدم الغاز أكثر توفيرا بكثير من البنزين.


الأمان:

بخلاف كونه صديقا للبيئة، فاستخدام الغاز أكثر أمانا من البنزين، فهو غير سام، كما أنه في حالات التسريب، يتصاعد لأعلى لأنه أخف من الهواء. كما أن الإسطوانة عوامل أمان عدة في إسطوانة الغاز.


عيوب الغاز وطريقة تلافيها:


سرعة وسحب المحرك:

لاحظ قادة السيارات أن قدرة المحرك على السحب تنخفض بعد التحويل إلى الغاز، كما أن أداءه على الطرق السريعة لا يتسم بالاريحية السابقة.


ويمكن التغلب على تلك المشكلة بتركيب إسطوانة غاز مصنوعة من الـ"فيبر جلاس"، والتي تمتاز أيضا بأن وزنها خفيف جدا مقارنة بالأسطوانة الحديدية التقليدية، والتي تؤثر على عمر المحرك بالسلب بسبب الوزن.


الإسطوانة وشنطة السيارة:

من بين العيوب الشائعة لتحويل السيارة إلى الغاز هو شغل أسطوانة الغاز لحيز كبير من شنطة السيارة، فكان البعض يرضى بالأمر الواقع والبعض الآخر يرفضه تماما لدرجة التراجع عن فكرة التحويل خاصة أصحاب السيارات الخاصة.


كما أن البعض ممن حولوا سياراتهم بالفعل للغاز، يعمدون إلى فك إسطوانة الغاز قبيل الرحلات الأسرية في فصل الصيف والاعتماد على البنزين خلال الرحلة.


لكن، يجري حاليا العمل على تقنيات لمعالجة هذا العيب، عبر استخدام خزان للغاز في أحد جوانب السيارة أو أسفلها بعيدا عن الشنطة مع مراعاة البعد عن درجات الحرارة المرتفعة.


تآكل أسطوانات المحرك والصمامات:

تسبب ارتفاع نسبة الكبريت الناتجة عن احتراق الغاز بالمقارنة مع البنزين والسولار في تآكل إسطوانات المحرك والصمامات بشكل أسرع، ويمكن تجنب ذلك ببدء تشغيل السيارة بالبنزين ومن ثم الانتقال إلى الغاز، ما يعمل على تكوين غشاء من الكربون على الطبقة الداخلية للأسطوانات. 


نصائح أخرى:

-لا تقم بتحويل السيارة من البنزين إلى الغاز الطبيعي في حال إذا كانت جديدة أو أجريت عليها عملية "عمرة محرك" كاملة، إلا بعد قيادتها لمسافة 5 آلاف كم. وذلك أيضا لتكوين غشاء من الكربون على الطبقة الداخلية للأسطوانات لتليين المحرك.

-عند إيقاف تشغيل السيارة وإعادة تشغيلها، احرص دائما على بدء تشغيل السيارة بالبنزين.

-داوم على الصيانة الدورية للسيارة لمنع تفاقم أي مشكلات بالسيارة، فضلا عن مشكلات استخدام الغاز المحتملة.