عاجل

  • الرئيسية
  • محليات
  • ننشر بيان "الدعوة السلفية" بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي حول "الجولان"

ننشر بيان "الدعوة السلفية" بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي حول "الجولان"

الدعوة السلفية بمصر

استنكرت الدعوة السلفية، تصريحات الرئيس الأمريكي حول "الجولان"، داعيةً، حكام البلاد العربية والإسلامية إلى تأمين الجبهة الداخلية برفع الظلم والمعاناة عن كاهل المواطنين، وغرس وتنمية روح الانتماء والولاء، والتصدي للأفكار المتطرفة.


وإلى نص البيان:


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فمنذ وصول الرئيس الأمريكي "ترامب"، وهو يفاجئ العالَم بتصريحاتٍ عجيبةٍ تتلوها قرارات ثم خطوات تُتخذ على الأرض؛ لا سيما فيما يتعلق بما بشَّر به العالَم العربي كثيرًا تحت مسمَّى: "صفقة القرن"، بين العرب وإسرائيل، مع أن جميع الأطراف المعنية أعلنت عدم علمها بتفاصيل تلك الصفقة باستثناء أمريكا وإسرائيل!


وشيئًا فشيئًا أخذت معالم تلك الصفقة تتضح، وتبيَّن أنها قد تجاوزتْ في باطلها وظلمها وانحيازها للجانب الصهيوني مبدأهم القديم: "مبدأ الأرض مقابل السلام"، والذي كان يقايض الدول العربية التي لها أرض اُحتلت في 67 وتريد أن تأخذها، أن تعطي لإسرائيل سلامًا في مقابلها، وأما أراضي 48 فمِن المعلوم أن القرارات الدولية فد اعتبرتها أرضًا إسرائيلية!


والآن صفقة القرن -أو إن شئتَ قل: ما يتم مِن قراراتٍ أمريكيةٍ منفردة- تطالب العرب بأن يتنازلوا عن الأرض ويعطوا لإسرائيل السلام، وعلاوة -وأخطر- مِن هذا كله: أن يحرِّفوا دينهم ويحرفوا تاريخهم بحيث لا يدرس أبناء المسلمين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دعا اليهود وغيرهم إلى دين الحق، كما قال -تعالى-: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (المائدة:15-16).


- وأنه لما أصر معظمهم على البقاء على دينهم لم يكرههم أحد على الدخول في الإسلام، بل قال الله -تعالى-: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(البقرة:256).


- وأن النبي -صلى الله علية وسلم- عاهد اليهود؛ فوفى وغدروا؛ فجاهدهم في الله ونصره الله عليهم نصرًا عزيزًا مؤزرًا؛ لأن كل هذه الأمور يُراد تحريفها كوقائع تاريخية، ويُراد حذفها كشرائع إلهية تَعامل بها النبي -صلى الله عليه وسلم- مع مَن كقر به وبرسالته -صلى الله عليه وسلم-.


والدعوة السلفية إذ ترفض تلك السياسة الجائرة جملة وتفصيلًا تؤكِّد على الأمور الآتية:

1- أن الموقف المتطرف المتعصب لترامب وإسرائيل قد دلنا عليه القرآن في قوله -تعالى-: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) (البقرة:120)، ولا بد مِن توعية الأجيال بهذه الحقائق القرآنية، ولا يتعارض هذا قط -بل يتكامل- مع أننا في البلاد الإسلامية نطبِّق مع الجميع قوله -تعالى-: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8).


2- يُلاحظ أنه كلما مرَّت الأمة الإسلامية بحالات ضعف واضطراب يعظم طمع الأعداء في التهامها، ومِن ثَمَّ تناشِد الدعوة السلفية كل مَن له اهتمام بالعمل العام "لا سيما الدعوة الإسلامية" أن يجعل مصلحة استقرار المجتمعات نصب عينيه؛ لأنه لا يستفيد مِن اضطرابها إلا الأعداء.


3- تدعو الدعوة السلفية حكام البلاد العربية والإسلامية إلى تأمين الجبهة الداخلية برفع الظلم والمعاناة عن كاهل المواطنين، وغرس وتنمية روح الانتماء والولاء، والتصدي للأفكار المتطرفة التي تطعن في الأمة وثوابتها وتاريخها، وعقيدتها وشريعتها.


4- تدعو الدعوة السلفية منظمة التعاون الإسلامي، وحكام العالم الإسلامي والعربي إلى التنسيق فيما بينهم، وإصدار موقف موحد مِن تلك السياسات.


5- وتؤكد الدعوة السلفية أن سرعة الانتهاء مِن حل يزيح الظلم والاستبداد مِن على كاهل الشعب السوري وتكوين جيش سوري قوي موحد غير طائفي، كفيل -بإذن الله- بقطع الأطماع الأمريكية والإسرائيلية في الالتهام النهائي للجولان، بل سيكون -بإذن الله- خطوة على استعادتها.


وأخيرًا: نناشد الأمة ككل "برجالها ونسائها، وكبارها وشيوخها، وحكامها وشعوبها": أن يَعلموا أن كل هذه التفاصيل ليستْ إلا أعراض لمرضٍ حقيقيٍ ينخر داخل صفوفنا مِن البُعد عن شرع الله -عز وجل-، وقد خاطب الله -عز وجل- الصحابة -رضي الله عنهم- وقائدهم حينئذٍ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن المصيبة التي ألمت بهم يوم "أُحد" كانت بسبب ذنوبهم، فقال -تعالى-: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (آل عمران:165).


وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بهذا الدين، فمهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، فإذا عدنا إلى ديننا بشموله والذي مِن جملته الأخذ بأسباب القوة المادية، بارك الله في هذا الجهود وهيأ لنا طريق النصر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد:7).


نسأل الله أن يهيئ لأمتنا العربية والإسلامية مِن أمرها رشدًا، وأن يعزنا الله بالإسلام، ويعز الإسلام بنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الدعوة السلفية

السبت 16 رجب 1440هـ

23 مارس 2019م