عاجل

اليوم.. "فاو" تستضيف الندوة العالمية لانجراف التربة

منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)

تستضيف اليوم الأربعاء، منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "فاو"، ولمدة 3 أيام، الندوة العالمية لانجراف التربة (GSER19)، تحت شعار "أوقف انجراف التربة من أجل إنقاذ مستقبلنا".

ويشارك في هذه الندوة إلي جانب (فاو) وشراكتها العالمية في مجال التربة (GSP)، الفريق التقني الحكومي الدولي المعني بالتربة (ITPS)، وواجهة السياسات العلمية (SPI) التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD)، والوكالة الدولية للطاقة الذرية (FAO/IAEA) في مجال الأغذية والزراعة، والتي تهدف بشكل أساسي لإنشاء منصة مشتركة لعرض ومناقشة أحدث المعلومات عن حالة التدخلات والابتكارات في مجال تعرية التربة وإدارة الأراضي ذات الصلة.

وتعد تعرية التربة أحد التهديدات العشرة الرئيسية للتربة المحددة في تقرير حالة موارد التربة في العالم لعام 2015.. ويتم تعريفها على أنه الإزالة السريعة للتربة السطحية من سطح الأرض بفعل المياه والرياح والحرث.

وتحدث تعرية التربة بشكل طبيعي في جميع الظروف المناخية وفي جميع القارات، إلا أنها تزداد بشكل ملحوظ وتتسارع بسبب الأنشطة البشرية غير المستدامة حتى 1000 مرة من خلال الزراعة المكثفة وإزالة الغابات والرعي الجائر وتغيير استخدام الأراضي بشكل غير لائق، فيما تمثل معدلات تعرية التربة أعلى بكثير من معدلات تكوين التربة.

وتؤثر تعرية التربة على صحة التربة وإنتاجيتها عن طريق إزالة التربة السطحية شديدة الخصوبة وكشف طبقات التربة المتبقية، كما تقلل من الإنتاجية الزراعية، كما تزيد تعرية التربة من المخاطر الهيدروجيولوجية، مثل الانهيارات الأرضية أو الفيضانات مما يسبب خسائر كبيرة في التنوع الحيوي فضلا عن تدمير البنية التحتية الحضرية، وفي الحالات شديدة الخطورة يؤدي إلى تشريد البشر.

ويمكن أن تؤثر تعرية التربة على تسرب المياه وتخزينها وتصريفها في التربة، مما يؤدي إلى الغدق وندرة المياه، ومما يؤدي إلى خسارة زراعية تصل إلى 50% في غلات المحاصيل.

وتشكل تعرية التربة وتدهور الأراضي تهديدا كبيرا للأمن الغذائي العالمي ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مما يهدد رفاهية ما لا يقل عن 3.2 مليار شخص حول العالم.. ونظرا لأن 95% من الأغذية التي نتناولها مصدرها التربة المزروعة، لذا يعد التخفيف من تعرية التربة من خلال تطبيق الإدارة المستدامة للتربة أمرا ضروريا لحماية تربتنا مع ضمان عالم مستدام وآمن للغذاء.

وأوضح تقرير صدر حديثا عن منظمة (فاو) تحت عنوان (فلنوقف تآكل التربة لضمان مستقبل آمن للغذاء) إلى أن أحد العناصر الرئيسية لتحقيق مستقبل خال من الجوع هو التربة التي توجد تحت أقدامنا.

وكشف التقرير أن أحد التهديدات الرئيسية للتربة وأمننا الغذائي هو التآكل، ويعني ذلك إزالة التربة السطحية بالمياه أو الرياح أو الأنشطة الزراعية غير المستدامة، مثل الحرث المكثف.. ويمكن أن يكون لتآكل التربة المتسارع عواقب وخيمة إذا لم يتم وقفها سريعا، وذلك حيث أن أكثر من 90% من تربة الأرض قد تتحلل بحلول عام 2050.

وهناك خمس طرق تهدد بها تآكل التربة أمننا الغذائي وتحقيقَ أهداف التنمية المستدامة، فأولا: عن طريق تقويض الحد من قدرتنا على زراعة الطعام المغذي بتقليل العناصر الغذائية المتاحة للنباتات وكذلك المساحة الكافية لإمكانية التجذر، وثانيا: تؤدي لتدهور النظام الإيكولوجي، وثالثا: تؤثر على إمدادات المياه، ورابعا: تدمر البنية التحتية الحضرية، وخامسا: تؤدي إلى الفقر الذي بدوره يؤدي نزوح أكثر من 68 مليون شخص من ديارهم في جميع أنحاء العالم.

وكشف التقرير أن هناك أنباء سارة في بعض أنحاء العالم، حيث انخفضت معدلات تآكل التربة خلال العقود القليلة الماضية.. وفي الواقع، يمكن تقليل التآكل بشكل كبير في كل موقف تقريبا مع ممارسات الإدارة المستدامة للتربة، مثل بناء المدرجات أو زراعة المحاصيل التي تحمي سطح التربة.

فعلينا أن ندرك أسباب تلوث التربة حتى نتمكن من إيجاد الحلول وتنفيذها، حيث أن حماية التربة والحفاظ عليها تبدأ بنا، واتخاذ الخيارات الغذائية المستدامة وإعادة تدوير المواد الخطيرة، مثل البطاريات بشكل صحيح وصنع السماد في المنزل لتقليل كمية النفايات التي تدفن في مدافن النفايات أو إدارة فضلات المضادات الحيوية بشكل أكثر مسئولية، هي مجرد أمثلة قليلة عن كيف يمكننا أن نكون جزءا من الحل.

وعلى نطاق أوسع، علينا تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة في مجتمعاتنا.. فالتربة الصحية هي سلعة ثمينة وغير متجددة تتعرض لتهديد متزايد من السلوكيات البشرية المدمرة، ونحن مسئولون عن التربة التي تزودنا بالغذاء والماء والهواء، وعلينا اتخاذ إجراءات اليوم لضمان أن لدينا تربة صحية من أجل مستقبل مستدام وآمن غذائيا.