ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن القوات الحكومية تضيق الخناق على احدى البلدات التي ضربت بالأسلحة الكيماوية في شهر أغسطس الماضي، مما يثير مخاوف بشأن حدوث أزمة إنسانية جديدة في وقت يبحث فيه سكان هذه البلدة عن الزيتون وأوراق العنب وغيرها من الأطعمة الأساسية. وقالت الصحيفة –في سياق تقرير نشرته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني – إن المقاتلين الموالين للنظام حاصروا نحو 12 ألف شخص، معظمهم من المدنيين لكن من بينهم ايضا بعض عناصر المعارضة المسلحة في بلدة المعضمية، بحسب عمال مساعدات إنسانية محليين ودوليين ونشطاء من المعارضة وأشخاص أجريت معهم مقابلات في جزء تسيطر عليه الحكومة من البلدة. ونقلت الصحيفة عن مقاتل موال للنظام في البلدة قوله "لن نسمح لهم بالحصول على الغذاء ليقتلونا. دعوهم يتضورون جوعا قليلا فيستسلمون ومن ثم يحاكمون"، في إشارة إلى عناصر المعارضة المسلحة ومؤيديهم. وأشارت الصحيفة إلى أن البلدة وضعت تحت الحصار من جانب القوات الحكومية منذ شهر إبريل الماضي، لكن سكانها اوضحوا ان الضغط زاد كثافة منذ أن ضربت أسلحة كيماوية تحمل غاز الأعصاب "السارين" المنطقة في 21 أغسطس الماضي. ولفتت الصحيفة إلى أن الهجوم الكيماوي، الذي أكده تقرير لفريق مفتشي الأمم المتحدة الشهر الماضي، قتل نحو 80 شخصا في الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة المسلحة من البلدة بحسب نشطاء. ونسبت الصحيفة إلى ناشط من المعارضة بالبلدة تحدث إليها عبر برنامج "سكايب" قوله "إن الموقف رهيب للغاية حاليا في المنطقة التي تسيطر عليها عناصر المعارضة المسلحة لدرجة أن الناس يعيشون على ما يتمكنون من الوصول إليه بما فيه الزيتون وأوراق العنب والنعناع والتين الطازج". ونوهت الصحيفة إلى أن بلدة المعضمية تشتهر ببساتين الزيتون، وأن المحتجين الذين خرجوا أولا في بداية الانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في شهر مارس من عام 2011 استخدموا أغصان الزيتون للتعبير عن الطبيعة السلمية لحركتهم.
