عاجل

الأطباء الأخصائيين في مستشفى زليخة يقدمون الرعاية الحرجة الفورية لعلاج المضاعفات

انقاذ طفلة عمرها خمس سنوات من الالتهاب الرئوي عالي الخطورة

سماح مع والدها وأطباءها المعالجين

التدخل والعلاج المبكر لالتهابات الصدر أمر مهم جداً لحماية الأطفال

أصيبت سماح البالغة من العمر خمس سنوات بالتهاب رئوي حاد وتم نقلها إلى وحدة العناية المركزة للأطفال في مستشفى زليخة دبي، في حالة معقدة بسبب التراكم المكثف للسائل والقيح في الأماكن المحيطة لرئتيها.

كانت صحتها تتدهور بسبب المرض وتحتاج إلى دعم غذائي خاص وعلاج طبيعي لتستعيد قوتها، وخلال الأسابيع القليلة الماضية، كانت تتلقى دعماً للتنفس، وتبخير منتظم والعلاج الطبيعي للصدر.


أثناء التشخيص، لاحظ الدكتور ديبو أبراهام استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة أن كمية إفرازات القيح قد شكلت ضغطًا كبيرًا على الرئتين، مما أدى إلى انهيار الحالة بالكامل، وكان الالتهاب الرئوي شديدًا لدرجة أن جزءًا صغيرًا من رئتها اليمنى قد تدمر تمامًا.

وكانت بحاجة إلى الدعم بجهاز التنفس الصناعي للحفاظ على رئتيها مفتوحتين، كما وأصيبت بارتفاع في درجة الحرارة على الرغم من المضادات الحيوية القوية التي كانت تعطى لها.

انضم أخصائي الجراحة الصدرية، الدكتور خلدون أبو دقة إلى الدكتور إبراهيم لإتمام العلاج بالمساعدة في إدخال أنبوب تصريف في تجويف الصدر لتصريف افرازات القيح وتوسيع رئة الطفل مرة أخرى، وزادت المضاعفات بسبب شدة الالتهاب والقيح الذي تراكم في تجاويف صغيرة تشكلت داخل التجويف الأولي، مما جعل تصريفه بواسطة أنبوب الصدر عمليا صعبة للغاية، فقرر فريق الخبراء من الأطباء معالجتها بالأدوية التي كانت فعالة في تحطيم الجدران بين حجرات القيح المتشكلة، مما يجعل تصريفها أسهل.

وقال الدكتور خلدون أبو دقة إن: "إحدى مناطق رئتها تأثرت بشدة، وأصيبت بالناسور لدرجة أن فرص الشفاء كانت معدومة، ومثل هذه المناطق يمكن أن تخفي وتغذي البكتيريا مما يحتم إزالتها، لذلك اضطررنا إلى إجراء تنظير للصدر على الفور، وهو تحد كبير للمرضى من الأطفال بسبب تعذر القدرة على ضمان العزل الرئوي الكافٍ بالتخدير.

وفي الوقت نفسه، كان علينا حماية الرئة الأخرى غير المتضررة وتأمين التهوية طوال العملية. وعلى الرغم من التعقيدات، فقد تمكنا من إزالة الجزء الذي لا يمكن إصلاحه من الرئة، مما يضمن عدم وجود ندوب في نفس الوقت ".

إن إعطاء سماح الدواء من خلال أنبوب التصريف بالصدر لكسر حجرات القيح في صدرها، إلى جانب وجود أنسجة الرئة المصابة زاد بشكل واضح من خطر النزيف أثناء جراحة التنظير الصدري لها. وبفضل طريقة التنظير الصدري، والتي كانت الخيار الأقل خطراً عليها من الجراحة المفتوحة إضافةً إلى مهارات الطاقم الطبي من الجراحين في المستشفى، باتت مضاعفات النزيف ضئيلة في هذه الحالة.

لم يكن هذا كله فقط بالنسبة إلى سماح الشجاعة، والتي قاومت بطريقها المضاعفات التي تعرضت لها. فقد تعرضت لفقدان في هيموجلوبين الدم خلال علاجها بالأدوية، مما قد يجعلها أكثر عرضة للأمراض التي تطول وخطر الإصابة بالالتهابات الثانوية. والذي تم اكتشافه مرة أخرى وعلاجه على الفور من خلال الدعم الطبي من قبل الفريق المعالج.

بعد إجراء العملية الجراحية لها، أصيبت بانهيار في أحد فصوص رئتها بسبب إفرازات الرئة السميكة التي قامت بسد مجرى الهواء من هذا الجزء. وتمت إدارة هذه المشكلة عن طريق فتح الكتلة بقسطرة الأنابيب الهوائية بالمنظار، حيث تم تمرير أنبوب القسطرة بتوجيه الكاميرا إلى مجرى الهواء الرئيسي.

بعد شهر من إجراء العملية الجراحية، أصبحت سماح الآن في وضع مستقر وستستمر في تلقي العلاج الطبيعي للصدر ودورة طويلة من المضادات الحيوية حتى شفاءها من الالتهاب تمامًا.

وتعليقاً على الاحتياطات الواجب اتخاذها من قبل الوالدين عندما يصاب الأطفال بالتهاب رئوي، أشار الدكتور إبراهيم إلى أن "حالات الالتهاب الرئوي والمضاعفات ليست بالحالات غير الشائعة عند الأطفال، ولكن في حالات الرئة بمثل هذا التعقيد والشدة. فإن العلاج المبكر والسريع للالتهابات الصدر البكتيرية أمر بالغ الأهمية. وفي الوقت نفسه، يجب أن يحرص الخبراء المعالجون على تجنب الاستخدام المفرط غير الضروري للمضادات الحيوية. إنها مهمة صعبة للأطباء لتحقيق هذا التوازن ونحن سعداء لأننا نجحنا في إدارة هذه الحالة المعقدة بحذر شديد "

تعد تجربة إدخال الطفل إلى وحدة العناية المركزة تجربة محزنة للغاية على الوالدين، ولكن على الرغم من الطبيعة المطولة والخطيرة للمرض، والإجهاد الذي تعرضت له الطفلة بسبب الإجراءات المتعددة، والشكوك السريرية العرضية، إلا أن الوالدان أظهرا هدوءً ملحوظًا وحكمة مشهودة، ولم تكن لهذه الحالة أن تكلل بالنجاح دون الإيمان القوي والثقة اللتان وضعاها الوالدان في الفريق الطبي المعالج لطفلتهم.

وأضاف الدكتور أبراهام: "من المهم جداً التعاون والتكاتف بين جميع الأطباء المعالجين والعمل معًا في مثل هذه الحالات، ونحن لم نترك أي جهد ممكن تقديمه في سبيل الحصول على أفضل ما لدينا للمريض، وهنا نزكي زملائنا أخصائي طب الأطفال الدكتور ضراج سيداجوندا شيدبالي، والدكتور أحمد إسماعيل الدهشان، وجميع أفراد طاقم الرعاية التمريضية الرائعة في تحقيق هذه النتيجة وشفاء سماح.