عاجل

  • الرئيسية
  • صحافة وتوك شو
  • الكاتبة التركية "إليف شفق" في مقال للجارديان: حكومة أردوغان تفشل في مواكبة إيقاع تغيرات المجتمع التركي

الكاتبة التركية "إليف شفق" في مقال للجارديان: حكومة أردوغان تفشل في مواكبة إيقاع تغيرات المجتمع التركي

اتهمت الكاتبة والأديبة التركية الشهيرة "إليف شفق" حكومة رجب طيب أردوغان بالفشل في مواكبة إيقاع تغيرات المجتمع التركي. وقالت - في مقال أوردته صحيفة الجارديان البريطانية على موقعها الإلكتروني - إنه بقدر ما كان صيف 2013 صعبا على تركيا، أقبل الخريف حاملا في جعبته أملا جديدا؛ هذا الأمل الذي طال انتظاره هو "حزمة الإصلاحات الداعمة للديمقراطية" المعلن عنها مؤخرا في مؤتمر صحفي كبير مصحوبا بترجمة فورية لللغتين العربية والإنجليزية. وأضافت الروائية الشهيرة "الحق أن وصف الحزمة بأنها داعمة للديمقراطية وتسميتها بذلك أعطى انطباعا بأنها تحمل في طياتها هدايا لكل الأطياف الدينية والعرقية والسياسية، وعليه فكالأطفال المشوقين التف نحو76 مليون تركي حولها وجعل كل واحد يمني النفس بأن يكون له نصيب في أي من هداياها؛ وسماء الراعي كما يتمناها، فالكتاب والصحفيون ينشدون حرية التعبير بعد أن أنهكتهم الملاحقات القضائية والمثول في ساحات المحاكم جراء ما تكتبه أقلامهم، والأقلية العلوية تنشد المساواة في الحقوق والاعتراف بحقهم في ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، وطلبة العلم والأكاديميون ينشدون ازدهار العلم والفكر الحر في جامعاتهم الى جانب الحق في التظاهر السلمي، والأكراد ينشدون اتخاذ خطوات فورية جادة فيما يتعلق بعملية السلام معهم. وتابعت إليف شفق "لكن عندما تم إخراج الهدايا أمام العيان؛ أصيب كثير من هؤلاء الأتراك المشوقين بخيبة أمل وإحباط وسرعان ما تم اتهام هؤلاء المحبطين بالجحود من قبل أولئك المؤيدين لهذه الحزمة من الإصلاحات التي قدمتها الحكومة. وقالت " إن قيمة العرفان يتم غرسها في الأتراك مع نعومة أظفارهم، ولكي يتسنى للمرء أن يفهم كيف تدار السياسات التركية فعليه أن يعرف أولا الدور التي تعلبه تلك السياسات؛ ذلك أن انتقادك لشيء تم إعطاؤك إياه يعتبر دليلا على جحودك – والجحود موضع استهجان.. بهذا المنطق ذاته تدار السياسات على نحو يعكس الحقيقة المؤسفة التي تقول إننا في تركيا لا نزال نعيش في رحاب دولة تعتبر نفسها "أبا" لأطفال هم المواطنون. وتطرقت الكاتبة التركية إلى حزمة الإصلاحات معددة بعض مزاياها ومساوئها، قائلة إن المشكلة في هذه الحزمة الإصلاحية أنها غير كافية ليس إلا؛ ذلك أن المجتمع قد تغير.. الأتراك يتغيرون بإيقاع أسرع من الإيقاع الذي يسير به ساستهم ما جعل الفجوة بين الفريقين في تزايد ملحوظ.. هذه الإصلاحات لا تشمل كافة طوائف المجتمع، ما يعطي انطباعا بمحابات بعض المواطنين على حساب نسيان البعض الآخر، لاسيما الأقلية العلوية التي لم تحظ بذكر اسمها على لسان رئيس الوزراء في حديثه عن تلك الحزمة. واختتمت إليف شفق تعليقها بالقول "بعد صيف 2013 أصبحت تركيا أكثر استقطابا من أي وقت مضى.. فالمرء اليوم "مع" أو "ضد"، أما من يسعى لرصد إيجابيات وسلبيات الأمور في الدولة فمصيره التهميش.. وتلك طامتنا الكبرى؛ إذ ليس لدينا جسور فكرية تصل بين المواطنين من ذوي التوجهات المختلفة.. ولكن لدينا بدلا من ذلك معسكرين غاضبين أحدهما يتمثل في الحكومة والآخر في المعارضة وكلاهما يقول للمواطن التركي إما أن تكون معي أو مع الآخر.. أما أولئك الرافضون لهذه الثنائية المصطنعة فسرعان ما يصبحون أقلية تركية جديدة، ولا عجب إذا لم يحصلوا على أي هدية من أي من المعسكرين.