عاجل

غيرة قاتلة.. وراء حبس الأطفال وقتل الزوجة

جريمة قتل

ما إن علم "عوض م." أن ابنته التي يبحث عنها منذ 10 أيام، مختبئة لدى جدها (والد أمها)، وأن زوجته كانت تعرف مكانها وتخفي عليه، لم يتمالك أعصابه وانهال على الأخيرة طعنا بسكين أرداها قتيله داخل حجرة نومها.


"قتلت مراتي.. خدوا بالكوا من العيال " بتلك الكلمات أعلن عوض جريمته فجر الثلاثاء الماضي لأهالي شارع علي عبدالمجيد بمنطقة الزرايب بمحافظة القليوبية، بعد دقائق من ارتكابه الواقعة ومحاولتهم الإمساك به "هروح أسلم نفسي للشرطة".


قبل 20 سنة تزوج عوض ومروة تقليديا وسكنا في منطقة عزبة النخل، رزقا بـ7 من الأبناء "4 أولاد-3 بنات، تراوحت أعمارهم بين 19 و3 سنوات"، أكبرهم "هدير" طالبة بالصف الثاني الثانوي.


في البداية كانت حياتهما هادئة، خالية من المشاكل، تسير على وتيرة منتظمة. المتهم سائق نقل ثقيل، تفرض عليه طبيعة عمله الغياب لأيام بعيدا عن أسرته، بينما زوجته ترعى شؤون بيتها، بجانب عملها في تجميع لعب الأطفال وبيعها لتجار الجملة.


بعد انتهاء عقد ايجار مسكنهم القديم انتقلت الأسرة للإقامة في عقار جديد بشارع علي عبدالمجيد بالخصوص، ومن وقتها اعتاد الأهالي سماع أصوات شجار الزوجين " دايما بيتخانقوا بسبب غيرة عوض على عياله ومراته" يقول أحد الجيران لـ"مصراوي"، موضحًا أن بعض الجيران حاولوا في بادئ الأمر التدخل لإنهاء الخلافات لكن الزوج رفض تدخلهم.


يتذكر الجار -الذي طلب عدم نشر اسمه-، شجارا دب بين الزوجين، بعدما علم عوض أن زوجته اشترت هاتفا لابنتهما الكبرى "جيبتيلها موبايل من غير ما أعرف". ظل يعنفها وحاول طردها من المنزل الا أنها رفضت المغادرة واعتذرت له.


يوم وقفة عيد الأضحى الماضي، توجهت هدى الابنة الكبرى، إلى محافظة الشرقية، لقضاء فترة العيد بمنزل "جدها لأمها"، وفي نفس اليوم عاد الزوج للمنزل بعد مبيته عدة أيام في العمل، واكتشف عدم وجود ابنته الكبرى، وادعت زوجته عدم معرفتها بمكان ابنتهما.


ترك الأب عمله، وظل يبحث عن ابنته في كل مكان، بينما زوجته تظاهرت بعدم معرفة مكانها، حتى علم من أحد الأهالي مكان تواجدها، صباح الاثنين الماضي "بنتك عند أهل مراتك".


لم يصدق الأب ما أخبره به أحد الأهالي، وبسؤال زوجته ارتبكت قائلة "أيوه البنت عند أبويا في البلد". غضب الأب وعنف زوجته، ونشبت بينهما مشادة كلامية استمرت للساعات الأولى من اليوم التالي، بحسب أحد الجيران.


عقارب الساعة تشير إلى الثانية صباح الثلاثاء الماضي وبعد فترة مشادات ومشاجرات، ترك عوض زوجته داخل حجرة النوم، وأغلق الباب من الخارج، ثم أمر أطفالهما بالجلوس داخل الحجرة الأخرى وعدم الخروج منها، وتوجه الى المطبخ، أحضر سكينا وعاد الى زوجته الممددة على السرير، وانقض عليها وطعنها في القلب، بحسب اعترافات المتهم أمام الشرطة.


أغلق المتهم باب مسكنه وتوجه الى قسم الشرطة، وبينما هو في طريقه التقى بعض جيرانه فأخبرهم بقتله زوجته وأوصاهم على أبنائه.


انتقلت قوة أمنية إلى مكان الحادث، وألقت القبض على المتهم، وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة، وإحالته للنيابة التي تولت التحقيق.


وأمام النيابة اعترف المتهم بارتكابه الواقعة، فقررت حبسه 15 يومًا.


وصرحت النيابة بتشريح جثة المجني عليها وتسليمها لذويها لدفنها، وانتقلوا لدفنها في محافظة الشرقية.