قالت الدكتورة شيرين علي زكي، رئيس لجنة سلامة الغذاء والمتابعة الميدانية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، إن استخدام الزيوت النباتية بدلًا من دهن اللبن فى صناعة منتجات الألبان على مستوى العالم بدأ منذ السبعينيات، وفي مصر بدأت مؤخرًا المصانع فى انتهاج هذا الأسلوب على نطاق واسع، خاصة بعد تزايد الفجوة فى إنتاج الألبان وارتفاع أسعارها، علمًا بأن إنتاج كيلو جبن واحد وبدون إضافة أى زيوت يحتاج إلى خمسة كيلو من اللبن، وهو ما يسبب ارتفاعًا كبيرًا فى سعر الأجبان.
أوضحت شيرين زكي أنه صدرت تصريحات عن قسم بحوث الألبان بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، تؤكد أن الاتجاه السائد حاليًا لاستخدام الزيوت النباتية كبديل للدهن الحيوانى جاء نتيجة للظروف المعيشية حاليًا، والنقص الكبير فى إنتاج اللبن لذلك كان يجب اللجوء للبدائل، ومن أفضل هذه البدائل زيت النخيل وزيت جوز الهند وزيت الكتان.
وأكدت زكي، أن الشخص العادى لا يستطيع التفرقة بين الجبن نباتى الدهن أو حيوانى الدهن، إلا إذا قامت الشركة المنتجة بكتابة ذلك على العبوات، بل أن الغالبية تستسيغ طعم الجبن بالزيوت النباتية عن الجبن بمكونات طبيعية، بسبب التعود على الطعم، ولكن بالنسبة للجبن السائب فلا يمكن أن تتوافر للمستهلك المعلومة.
وأشار المتخصصون إلى أن أنواع الزيوت المستخدمة فى استبدال دهن اللبن فى السوق المصرية، تتضمن زيت الشورتينج (زيت نخيل مكرر)، وزيت بديل زبدة الكاكاو(زيت نواة النخيل المهدرج)، وزيت نواة النخيل وزيت جوز الهند، أو فى صورة مخلوط من مشتقات هذه الزيوت بنسب مختلفة.
وأفادت عضو المجلس، أن هذه الزيوت تحتوي على نسبة من الأحماض الدهنية المشبعة، وأيضًا يحتوي على الأحماض الدهنية الترانس نتيجة انخفاض جودة العمليات التى تجرى على هذه الزيوت بغرض تنقيتها مثل نزع الرائحة واللون، وتؤدى زيادة نسبة الأحماض الدهنية الترانس لارتفاع مستوى البروتين قليل الكثافة فى الدم، ما يؤدى لمخاطر أمراض الشريان التاجى وتصلب الشرايين، وهنا تكمن الخطورة فى استخدام الزيوت النباتية كبديل.
وأضافت: أن الخطورة الحقيقية تكمن في مصانع بير السلم البعيدة عن الرقابة، وبالتالي لا تخضع لأي معايير لسلامة المنتج، حيثُ تحتوى هذه الجبن على مبيضات كيميائية كزهرة الغسيل، ومواد تساعد على الليونة والالتئام بين الجزيئات كالصودا الكاوية، التى تستخدم فى صناعة الصابون، وأنواع رديئة من الدهن النباتى لتعويض دهون اللبن المنزوعة أثناء عملية الغش، وعندما تزيد نسبة الدهون النباتية عن حدود معينة تصبح لها أضرار بالغة على صحة الإنسان، وهو ما انتشر مؤخرًا تحت مسمى جبن الغسالات، حيثُ يوضع هذا الخليط فى الغسالات المنزلية العادية، لأنها تعمل كمقلب أو خلاط بمصانع بير السلم.
