عاجل

سائقي التوك توك بعد قرار استبداله بـ "الفان": سمعتنا هتتحسن

توك توك - ارشيفية

رحّب عدد كبير من سائقى التوك توك بقرار الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، بإحلاله بسيارات "فان"، حيث أكد بعضهم أن تلك الخطوة تُعد بمثابة طوق نجاة بالنسبة لهم، نظراً لمعاناتهم المستمرة مع التراخيص، بينما طالب البعض الآخر بضرورة توضيح الآلية التى سيتم من خلالها تنفيذ ذلك القرار، بالإضافة إلى ضرورة أن يتم ترخيص تلك السيارات "أجرة" وليس "ملاكى" كما هو شائع فى بعض المناطق التى تنتشر بها تلك السيارات.


"فرحات": "يا ريت الكلام يكون بجد"


داخل التوك توك الخاص به يجلس أحمد فرحات فى منطقة بولاق منتظراً قدوم أحد الزبائن، لا يفارق مركبته لحظة واحدة حتى لا تتعرض للسرقة: "ماقدرش أسيبه دقيقة لأنى هرجع مش هلاقيه تانى، ومفيش جهة مسئولة عننا نقدر نشتكى لها لو اتسرق"، هكذا لخّص الشاب الثلاثينى ما وصفه بـ"المعاناة" التى يتعرض لها يومياً منذ لحظة خروجه من مسكنه بمنطقة فيصل حتى العودة إليه فى المساء: "السواقين كتروا وكل اللى مالوش شغلانة بقى يشترى توك توك ويشتغل عليه، بقى فينا الموظف والمدرس والبلطجى والمسجّل والطفل الصغير"، ويشير "فرحات" إلى أنه بسبب عدم وجود رقابة على تلك المركبات وقائديها، أصبحت ملجأ آمناً للصوص، مما أدى إلى تشويه صورة الجميع أمام المواطنين: "كلنا فى نظر الناس بلطجية"، وعن رأيه فى مقترح إحلال التوك توك بسيارات "فان" يقول السائق: "يا ريت، أهو على الأقل نحس إننا نضفنا والناس تتعامل معانا بشكل كويس، ومايبقاش بينا حد وحش يسىء لينا".


يمسك بطرف الحديث على راضى، ٥٦ سنة، ويقول: إن قرار الاستبدال جاء متأخراً بعض الشىء، ولكنه أصبح ضرورة ملحة فى هذه الفترة، خاصة بعد انتشار الجرائم بسبب التكاتك: "الناس بتخاف تركب معانا، لأن سمعتنا ساءت"، بعد عمل يزيد على ١١ عاماً يرى راضى أن قيادة التوك توك أصبحت مهنة من لا مهنة له، مما شوه سمعة قائديها، مطالباً بضرورة تطبيق القرار سريعاً، لأنه لم يعد هناك مجال للتأخير أكثر من ذلك حتى لا تكون تلك الأزمة كارثة فى المستقبل القريب: "أنا أول واحد هقدّم على العربية، ولو هدفع قسط ٣٠٠٠ جنيه فى الشهر موافق برضه، المهم نبعد عن الشارع وعن مشاكله، عايز أحس بأمان، ببقى راكب وخايف اتثبت والتوك توك يتاخد منى".


"محمود": "العربيات هتخلى لينا قيمة"

ويقول أحمد محمود، ٢٨ سنة: "عايز أفهم التفاصيل وأعرف هياخدوا منى التوك توك بكام والفرق ده هقسّطه على قد إيه، وكمان هنشتغل بالعربيات دى فين"، ويشير محمود إلى أن هذا المقترح يمثل انفراجة لأزمة كبيرة عانى منها لسنوات عديدة، وذلك لعدم وجود ترخيص قيادة لمركبته، مما يعرضه دائماً لمشاكل مع المرور، ولا يمكنه التحرك بها خارج "الحوارى" الضيقة مما جعله يحلم بامتلاك سيارة يمكن من خلالها التنقل بين الأحياء دون مضايقات: "٧ سنين على الحال ده، ومابعرفش أخرج بره ناهيا، ويوم ما أفكر أخرج، التوك توك بيتاخد منى وبدفع غرامة كبيرة"، ويعبر العشرينى عن سعادته بهذا القرار: "هيرحمنا، وهيبقى لينا ورق وملف ورخص، ووقتها هنقدر نمشى فى أى مكان من غير ما حد يتكلم معانا فى حاجة"، بينما يرى عمرو إسماعيل ٤٣ سنة، سائق توك بشارع فيصل، أن هذا القرار ينقصه الكثير حتى يمكن تعميمه، حيث إن الطرق الداخلية فى الحوارى والأزقة غير مؤهلة لدخول سيارات بها، فلابد أولاً من إصلاح الشوارع الفرعية التى يمكن لتلك السيارات المرور بها، حتى لا يصبح الأمر مزعجاً للمواطنين الذين اعتادوا الراحة والوصول بالتوك توك إلى أبواب العقارات القاطنين بها: "لازم الشوارع تتظبط، لأن الناس اتعودت توصل لحد بيتها، والعربية بالشكل ده مش هينفع تدخل الأماكن الضيقة اللى معظمها مكسر".