عاجل

الأوقاف تكشف عن أكبر خطة لإعمار المساجد في تاريخ مصر

تحفيظ الأطفال بالساجد

قطعت وزارة الأوقاف شوطا كبيرا منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن فى عملية إحلال وتجديد وصيانة وفرش المساجد على مستوى الجمهورية باعتبارها بيوت الله فى الأرض، ونجحت منذ ذلك التاريخ فى إحلال وتجديد وصيانة وترميم نحو ما يقرب من 3 آلاف مسجد على نفقتها الخاصة بزيادة عن مثيلاتها فى الأعوام السابقة بنحو 139%، وهو رقم غير مسبوق فى تاريخ عمارة المساجد، وفرش نحو 1517 مسجدا بتكلفة تزيد على 100 مليون جنيه فى العام المالى الماضى فقط، كما تم تخصيص 100 مليون جنيه أخرى لفرش المساجد هذا العام المالى الحالى، وذلك فى إطار اهتمام الدولة المصرية بعمارة بيوت الله ونشر صحيح الأديان بلا إفراط ولا تفريط.. وحددت الوزارة عددا من الضوابط لبناء المساجد بالإضافة إلى نموذج موحد تم تعميمه فعليا وتطبيقه فى عدد من المحافظات.. كما نجحت الوزارة فى بسط سيطرتها على المساجد والزوايا ومنعت اقامة صلاة الجمعة فى العديد من الزوايا والمصليات الا فى حالة الضرورة القصوى كما منعت غير المؤهلين من صعود المنابر. واهتمت بتطوير المستوى المهنى والثقافى والعلمى لأئمة المساجد.، وأنشأت لذلك أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب وتأهيل وإعداد الأئمة والواعظات على أسس عصرية حديثة.


أكد الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف أن الوزارة أخذت على عاتقها عمارة بيوت الله (عز وجل)، فنحن نعمل على الاهتمام بإعمار المساجد مبنىً ومعنىً، شكلا ومضمونا ، ظاهرا وباطنا، أما من حيث المبنى فيتمثل فى إحلال وتجديد وصيانة وفرش المساجد وفق خطة منضبطة ومتكاملة وضعتها وزارة الأوقاف بما يوفر مكان العبادة المناسب للمصلين.


وأما الاهتمام بالمساجد معنى فهو فى أولى أولوياتنا، لأن عودة المسجد إلى دوره الإيمانى الروحى بعيدا عن الاستخدام السياسى يسهم فى ترسيخ منظومة القيم والأخلاق وبناء دولة آمنة مستقرة لا عنف ولا تطرف، فرسالة المسجد الحقيقية سلام للإنسانية ورحمة للعالمين كما بين لنا النبى الأمين صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أن من أهم أدوار الأئمة والدعاة من خلال تكثيف برامج الدعوة بالمساجد، والقوافل والدروس الدينية، ومكاتب التحفيظ والمدارس القرآنية والعلمية وينبغى أن تكون الدعوة بالمساجد خالصة لوجهه تعالى، حيث يقول سبحانه : "وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا"، وألا يسمح لأى إمام أن يستضيف غير مصرح له من قبل الأوقاف، إذًا فالدخلاء على الدعوة لا مكان لهم فى مساجدنا، حيث إن المساجد خصصت للدعوة الوسطية وبيان يسر وسماحة الإسلام ، ولا مكان فيه لمتشدد أو متطرف أو غير ملتزم بتعليمات الوزارة.


وأكد طايع ان واعظات الأوقاف يقمن بدور حيوى كبير فى دروس السيدات بالمساجد والمشاركة فى القوافل الدعوية والندوات الدينية والمؤتمرات المحلية والدولية وكانت مشاركتهن الأخيرة فى بعثة الحج محل اشادة كبيرة من جميع بعثات الحج كما ان برنامج واعظات وراهبات الذى يتم تنفيذه بالتنسيق مع المجلس القومى للمرأة يؤدى رسالة سامية فى ترسيخ أسس الانتماء الوطنى والمواطنة المتكافئة بين أبناء الوطن جميعا دون تمييز، كما أنهن يؤدين دورا شديد التميز فى مجال التوعية بالقضايا السكانية والصحة الإنجابية والتحذير من خطورة الانفجار السكانى بالتنسيق مع وزارة الصحة والمجلس القومى للسكان والقومى للمرأة، وفى نفس الوقت أعددنا إماماً عصرياً مستنيرا يدرك تحديات الواقع من خلال برامج متخصصة يتم تدريسها فى أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات.



/وقال طايع: إنه فى إطار خطة الوزارة لعمارة المساجد، والوفاء بوعدها فى إحلال وتجديد جميع المساجد المغلقة والتى تبلغ نحو ثلاثة آلاف وأربعمائة مسجد ،وضعت الوزارة خطة متكاملة لإحلالها وتجديدها جميعًا تم من خلالها إحلال وتجديد وصيانة وترميم أكثر من 2575 مسجدا على نفقة الوزارة فى الفترة من 2014 /2015م إلى 2019/201م، وهو رقم غير مسبوق فى تاريخ عمارة المساجد، كما تستهدف الوزارة خلال العام المالى 2020/2019م عدد 642 مسجدًا بتكلفة إجمالية 500 مليون جنيه. وجاءت هذه الخطة المتكاملة لتحكى قصة نجاح وزارة الأوقاف فى السيطرة على البناء غير المنتظم للمساجد، وقطع الطريق أمام استغلال بعض الناس للانفلات الأمنى فى وقت سابق والبناء على الأراضى الزراعية وتبويرها، واستغلال عناصر الجماعات المتطرفة لهذه الفترة باستحداث عدد من الزوايا أسفل العقارات أو بناء بعض المساجد فى أطراف القرى والمدن، حيث لا رقيب ولا حسيب لتكوين حواضن جديدة للإرهاب والفكر المتطرف، وذلك على النحو التالي:


فى العام المالى 2014/ 2015 م تم إحلال وتجديد وصيانة وترميم عدد 288 مسجدا، وفى العام المالى 2015/ 2016 م تم إحلال وتجديد وصيانة وترميم عدد 649 مسجدا، وفى العام المالى 2016/ 2017 م تم إحلال وتجديد وصيانة وترميم عدد 424 مسجدا، وفى العام المالى 2017/ 2018 م تم إحلال وتجديد وصيانة وترميم عدد 605 مساجد.


وأكمل المهندس مجدى عيد، رئيس الإدارة المركزية للشئون الهندسية بوزارة الأوقاف قائلا: فى العام المالى الحالى 2018/ 2019م حرصت وزارة الأوقاف على وضع برامج عديدة لإحلال وتجديد وصيانة وترميم مئات المساجد حيث تم إحلال وتجديد وصيانة وترميم عدد 609 مساجد، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 700 مليون جنيه، وقد تميزت خطة هذا العام بتصميم ( كود هندسى ) نماذج موحدة للمساجد الجامعة على مستويين: الأول : نماذج هندسية تشمل مفهوم المسجد الجامع، حيث إن المساحة التى سيتم إنشاء المسجد عليها تتسع لتنفيذ أماكن خدمية يمكن من خلالها تقديم الخدمات المختلفة، مثل: (مكتبة - دار مناسبات - مركز ثقافى - مكاتب تحفيظ - عيادات طبية)، ومن أمثلة ذلك مسجد الميناء بالغردقة: حيث تم إنشاء المسجد ليسع 2500 مصلٍّ، ويشتمل على (صحن المسجد - مصلى للسيدات - ساحة للعيد - مركز ثقافى إسلامى باللغات - دار مناسبات). ومسجد آل صابر بالبحر الأحمر: حيث يتم إنشاء المسجد حاليا ليسع 1000 مصلٍّ، ويشتمل على (صحن المسجد - مصلى سيدات - ساحة العيد - مستوصف خيري).


أما المستوى الثانى : نماذج هندسية يمكن تنفيذها فى المساحات المحدودة، ويمكن تقديم الخدمات المختلفة من خلالها، وقد روعى فيها التناسب مع الأماكن والكثافات السكانية المختلفة،بالإضافة إلى (159) مليون جنيه من صندوق عمارة المساجد، لصيانة وترميم عدد (626) مسجدًا، منها (14) مسجدًا أثريًّا، وإعانات نقدية لعدد: (255) مسجدًا تم إحلالها وتجديدها بالجهود الذاتية. وتهدف الوزارة فى العام المالى الحالى 2020/2019م لإحلال وتجديد وصيانة وترميم 642 مسجدًا بتكلفة إجمالية 500 مليون جنيه.

المساجد الميسرة


وكشف الشيخ جابر طايع أنه بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية لعام 2018م عامًا لذوى الاحتياجات الخاصة، قامت وزارة الأوقاف بتصميم نماذج جديدة عند الإحلال والتجديد لذوى القدرات الخاصة بما يسمى بالمساجد الميسرة، بحيث يتضمن إنشاؤها ما يتلاءم وحاجات ذوى الاحتياجات الخاصة، سواء فى دخول المسجد أو الخروج منه أو استخدام دورات المياه وأماكن الوضوء، وعمل إشارات ضوئية لمتحدى الإعاقة السمعية وتوفير كل التيسيرات الخاصة بهم.كما وضعت الوزارة عددا من الضوابط لبناء المساجد على أراض فضاء بشروط وهى أن تكون المنطقة فى حاجة حقيقية للمسجد المراد إنشاؤه بها، وذلك بسبب الكثافة السكانية التى لا تستوعبها المساجد المقامة فعلاً. ومراعاة ألا تقل المسافة بين المسجد القائم والمسجد المزمع إنشاؤه عن خمسمائة متر.


وألا يقام المسجد على أرض مغتصبة أو على أرض متنازع على ملكيتها، وأن يلتزم من يتطوع ببناء المسجد بالرسومات والتصميمات الهندسية التى تعدها وزارة الأوقاف مجاناً بما يتناسب مع الموقع والمساحة والتكاليف المقدرة للمشروع، ويمنع منعًا باتًّا إقامة مساجد أو زوايا تحت العمارات السكنية، ولا يجوز إقامة مساجد أو زوايا على شواطئ النيل أو الترع إلا بموافقة صريحة من وزارة الرى والأشغال العامة وذلك بالإضافة إلى توافرالشروط الأخرى. ولا يجوز التصريح من الجهات المختصة فى المحليات بإنشاء المسجد إلا بعد الموافقة الصريحة من وزارة الأوقاف بعد التحقق من ملائمة الموقع والحاجة إلى هذا المسجد.


وأكد رئيس القطاع الدينى أن وزارة الأوقاف نجحت فى السيطرة على المساجد التى يتم بناؤها بالجهود الذاتية، حيث يشترط للموافقة على بناء المسجد أن يكون خاضعًا للإشراف الهندسى لوزارة الأوقاف، ويلتزم المتبرع بالإنشاء على نفقته الخاصة بتنفيذ النماذج التى تتناسب مع المساحة المتبرع بها لبناء المسجد الجديد، وأن تكون المنطقة بحاجة إلى بناء المسجد وفق الضوابط والشروط التى وضعناها، وفور الانتهاء من بناء المسجد تتسلمه وزارة الأوقاف إشرافًا دعويًّا كاملًا ولا يسمح لغير المرخص لهم بالإمامة أو أداء الخطابة.


أما عن المساجد الأثرية فإن وزارة الأوقاف تحرص على ترميمها وصيانتها وتطويرها ورفع كفاءتها، وذلك بالمشاركة والتنسيق الكامل مع وزارة الآثار، وعلى سبيل المثال :مسجد زغلول الأثرى بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة، حيث تم افتتاح المرحلة الأولى من ترميم المسجد، والتى تمت بتكلفة تزيد على خمسة وعشرين مليون جنيه. ومسجد سيدى إبراهيم الدسوقى (رضى الله عنه) بمدينة دسوق بكفر الشيخ، حيث تم اعتماد مبلغ 15 مليون جنيه لترميم المسجد على مرحلتين، تشمل صيانة وترميم واجهات المسجد، ومصلى السيدات، وأعمال إضافية أخرى. ومسجد الإمام الشافعى (رضى الله عنه) بالقاهرة، حيث تم اعتماد نحو 10 ملايين جنيه على مرحلتين، لصيانة وترميم أرضيات المسجد ومعالجة الأسقف الخشبية، وأعمال الكهرباء، وترميم المئذنة، والأسقف المزخرفة، والحوائط الداخلية، وغير ذلك من الأعمال. ومسجد على المحلى برشيد بمحافظة البحيرة، حيث تم اعتماد مبلغ 5،5 مليون جنيه لأعمال الصيانة والترميم بالمسجد. ومسجد السيدة زينب (رضى الله عنها) بالقاهرة، حيث تم تطوير الساحة الخلفية، وتركيب قطع موفرة لجميع الحنفيات، وعمل سور من الرخام، وأعمال دهانات للأعمدة، وتغيير أرضيات الساحة الأمامية، بتكلفة إجمالية بلغت 3،9 مليون جنيه بالجهود الذاتية.


ومن جانبه أكد الشيخ صبرى ياسين وكيل الوزارة ورئيس قطاع المديريات أن الوزارة تتعاقد سنويًا مع هيئة الأوقاف المصرية لتوريد سجاد (المحراب) لفرش المساجد التابعة للوزارة، وذلك من خلال مصنع سجاد دمنهور التابع لهيئة الأوقاف المصرية، حيث تم فرش 1517 مسجدا بإجمالى 625 ألف م2، بتكلفة تزيد على مائة مليون جنيه وذلك خلال العام المالى 2018/2019م، إضافة إلى الجهود الذاتية التى تدعمها الوزارة وتشجعها وتتم تحت إشرافها، كما تم تخصيص مائة مليون جنيه لفرش المساجد خلال العام المالى الحالى 2019 / 2020م.


وقال الدكتور نوح العيسوى، وكيل وزارة الاوقاف لشئون المساجد: قمنا بتنظيم العمل بالزوايا، ونجحنا فى منع إقامة الجمعة فى أكثر من 22 ألف زاوية على مستوى الجمهورية وقصرها على الصلوات الخمس تطبيقا للضوابط الشرعية، ذلك أن الجمعة لا تنعقد الا فى المسجد الجامع ولا تنعقد فى الزوايا والمصليات إلا فى حالة الضرورة القصوى كعدم وجود مسجد جامع بالمنطقة مع ضرورة ان يكون ذلك بتصريح كتابى مسبق من وزارة الأوقاف وبخطيب معتمد منها حتى لا نترك الباب مفتوحا أمام عناصر الجماعات المتشددة والمتطرفة التى كانت تبث سمومها من خلال بعض هذه الزوايا، وقد وضعنا هذه الزوايا تحت الإشراف الكامل لوزارة الأوقاف حتى لا نترك اى فرصة لعودة او سيطرة اى من جماعات التطرف عليها، وتم التنبيه على أن تكون خطبة الجمعة بالمساجد الجامعة دون الزوايا والمصليات ، أما ما بنى لله مسجدًا فيظل على صفته المسجدية لا يجوز تغيير هذه الصفة إلى أى صفة أخرى أو استخدام آخر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بحيث تبقى هذه الزوايا لإقامة الشعائر دون الخطب والدروس وتحت إشراف كامل من الوزارة، ولا تقام بها الجمعة إلا للضرورة وبتصريح من الأوقاف وإمام أو خطيب مكافأة منها. والوزارة لا تستهدف ولاتنتوى التوسع فى مسألة الزوايا لأنها معرضة أن تكون بؤرا بعيدة عن اعين الرقابة يستغلها المتشددون والمتطرفون.


وفى اطار سياسة الوزارة بتجفيف منابع الإرهاب ومحو كل ما له علاقة بالجماعة الإرهابية وأذنابهم، قال العيسوى قررنا تغيير اسماء المساجد التى تحمل أسماء جماعات أو جمعيات وتم تعديل أسماء 516 مسجدًا كدفعة أولى بناء على ما تم رفعه من المديريات الإقليمية، ليتأتى ذلك فى إطار التأكيد المستمر على أن المساجد لله وحده، ولا ينبغى أن تحمل أسماء أى جماعات أو جمعيات أو دلالات فكرية أو أيدولوجية لأى جماعة أو فصيل، وأن الولاية على المساجد من الولايات العامة التى هى من شأن الدول وليست بأية حال من شأن الجماعات أو الجمعيات، فرسالة المساجد تجمع ولا تفرق، وينبغى ألا تستخدم لصالح أى جماعة أو حزب أو فصيل، وألا يزج بها فى الصراعات الحزبية أو السياسية أو الأيديولوجية، وألا يسمح بما كانت تقوم به الجماعات المتطرفة من استخدام المساجد للتحريض على العنف واستهداف الآمنين من أبناء المجتمع والخروج بها عن رسالتها السمحة السامية التى تبنى ولا تهدم، تعمر ولا تخرب، تصلح ولا تفسد، إذ ينبغى أن نجعل من رسالتها عمارة للكون وسلاما للإنسانية جمعاء، وهو ما نعمل وسنظل نعمل عليه وله بكل ما أوتينا من قوة بإذن الله تعالى.وعلى سبيل المثال تم تغيير اسم كمسجد (حسن البنا) بمدينة ناصر بمحافظة بنى سويف إلى مسجد (الهدى).


وتابع العيسوي: إذا تأكدنا من وجود إمام مسجد يستخدم المنبر لأهداف حزبية أو سياسية على الفور حال حدوث أى تجاوز فردى تتم المحاسبة وفق اللوائح والقوانين المنظمة للعمل، ويتم استبعاد المخالف من الخطابة فورًا. لافتا إلى أن عمارة المساجد تكون بالعلم والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة من خلال الخطب والدروس والندوات والقوافل العلمية والمدارس القرآنية والمدارس العلمية، والمتابعة المستمرة لسير العمل بالمساجد من أجل النهوض بالدعوة، وبذل مزيد من الجهد فى نشر الفكر الإسلامى الصحيح، والحرص على المنهج الوسطى المعتدل، وعدم السماح لأى فكر متشدد باستغلال المساجد.


وحول المدارس القرآنية داخل المساجد قال نوح إنها تعد سلاح وزارة الأوقاف لمواجهة الأفكار المتشددة، والتصدى لبث سموم الكيانات الإرهابية فى عقول الأطفال فى سن مبكرة لايتمكنون فيه من التفرقة بين الصواب والخطأ، ففى السنوات الأخيرة الماضية تحولت بعض حلقات تحفيظ القرآن الكريم، فى المساجد والزوايا والكتاتيب المنتنشرة حتى وقتنا هذا فى القرى والنجوع، وبعض الأماكن بالمحافظات، إلى مقاصد لـ"خفافيش الظلام" المتخذين من الدين ستارا للترويج لأفكارهم الهدامة، ونشرها بين الأطفال.


وشدد وكيل الوزارة لشئون المساجد على اهتمام الوزارة بالقرآن الكريم، ولذلك أطلقنا مشروع مدرسة القرآن الكريم بالمساجد الكبرى تحصينا للنشء من اختطاف الجماعات المتطرفة، وذلك بعد نجاح مدرسة المسجد الجامع، وقررت وزارة الأوقاف تعميم مدرسة القرآن الكريم بالمساجد الكبرى خدمة للقرآن الكريم.


مع العلم أن هذه المدارس بالمجان وتتكفل وزارة الأوقاف بجميع نفقات المشروع، كما أنها ستفتح الباب أمام المتطوعين من المحفظين والمحفظات بشرطين اثنين : الأول إجادة حفظ القرآن الكريم والقدرة على تحفيظه، والآخر عدم الانتماء إلى أى جماعة أو فكر متطرف، مع ضرورة التركيز على الجانب الأخلاقى والسلوكى، وذلك لعدم ترك أولادنا فى أيدى المتطرفين.


وقد بلغ إجمالى عدد المدارس القرآنية بالمساجد الكبرى (1060) مدرسة قرآنية، تهدف إلى غرس القيم الأخلاقية لدى النشء والشباب، وتحصينهم من الفكر المتطرف ومخاطره، وتهدف مجتمعة إلى تحصين المجتمع وبخاصة النشء والشباب من الفكر المتطرف، وتوفير التعليم الدينى الوسطى الآمن، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وكبح جماح الجماعات المتطرفة، منهم (18) مدرسة قرآنية تُدرِّس بها الواعظات المتميزات بوزارة الأوقاف.


وكذلك ضاعفنا قيمة المكافآت والدعم لكل ما يتصل بالقرآن الكريم، خدمة وتكريما للقرآن وأهله، فقد ضاعفنا الدعم لنقابة القراء من (100) ألف جنيه إلى (200) ألف جنيه، وكذلك ضاعفنا مكافآت أعضاء المقارئ ومشرفيها، وكذلك المحفظون، ونعقد المسابقات لاختيار المحفظين والمحفظات على أساس الكفاءة وعدم الانتماء لأى جماعة من أصحاب الفكر المتطرف.


وقد بلغ إجمالى عدد مكاتب تحفيظ القرآن الكريم (2290) مكتب تحفيظ، وذلك فى إطار توفير المكان الملائم والآمن لتحفيظ القرآن الكريم، وبما يضمن عدم توظيف هذه المكاتب للناشئة وتجنيدهم مبكرًا لصالح بعض الجماعات أو التيارات المتشددة أو المتطرفة.


وبلغ إجمالى عدد شيوخ المقارئ (186) شيخًا، كما تم التحاق عدد (1087) إمامًا بعضوية المقرأة خلال العام الحالى، ليرتفع عدد أعضاء المقارئ إلى (8420) عضو مقرأة، وكذلك بلغ إجمالى عدد المقارئ (961) مقرأة، وبلغ إجمالى عدد مراكز إعداد المحفظين (69) مركزًا، استمرارًا لخدمة كتاب الله (عز وجل)، وحرصا على إعداد محفظ واع ومؤهل ومعتمد لتحفيظ القرآن الكريم ، من خلال حفظ القرآن الكريم وإتقان تجويده على أيدى العلماء والقراء المتخصصين.


الوزارة لا تألو جهدًا فى إنشاء المدارس العلمية وافتتاحها داخل المساجد الكبرى لتدريس العلوم المتخصصة بطريق الإجازات فى كل علم على حدة ، بحيث يختار الدارس إمامًا كان أم غير إمام العلم الذى يريده والأستاذ الذى يدرس على يديه من بين القائمين بالتدريس بالمدرسة العلمية، ويمنح فى نهاية دراسة العلم أو الكتاب شهادة معتمدة من الأستاذ ووزارة الأوقاف بإجازته فى هذا الكتاب أو ذلك العلم ، وبحيث يلحق كل من يجاز فى خمسة كتب من الأئمة بالأئمة المتميزين أو أئمة المساجد الجامعة حسب درجاته فيها ، فإن كان قد نجح فى مسابقة الإمام المتميز ألحق ببرنامج الإمام العصرى أو الإمام المجدد ، تمهيدًا لحصوله على زمالة الأوقاف المصرية.


وأضاف نوح العيسوى أن فكرة المدرسة العلمية بالمسجد، تعمل من خلال تخصيص عدد من علماء ووعاظ الأزهر الشريف، بالإضافة لدعاة الأزهر بتقديم فرع من العلوم الشرعية سواء كان هذا الفرع حديث أو تفسير أو قرآن، أو فقه، أو توحيد أو سيرة، ويتم تدريس تلك الفروع والعلوم بالمسجد ويحضرها الناس، بسكل متسلسل، حتى يتم الانتهاء من تدريسها فيحصل الدارس على إجازة فى تدريس ذلك العلم.


وبلغ إجمالى عدد المدارس العلمية بالمساجد الكبرى (274) مدرسة علمية تهدف إلى نشر الفكر الإسلامى الوسطى المستنير وتصحيح المفاهيم الخاطئة وترسيخ القيم والأخلاق والتعايش السلمي، منهم (12) مدرسة علمية تدرس بها الواعظات المتميزات بوزارة الأوقاف.


ومن بين أشهر المدارس العلمية التى بدأ العمل بها فى وزارة الأوقاف، المدرسة العلمية بمسجد عمرو بن العاص بالقاهرة، والمدرسة العلمية بمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، والمدرسة العلمية بمسجد الأحمدى بطنطا، والمدرسة العلمية بمسجد ناصر بأسيوط، ومسجد سيدى عبد الرحيم القنائى بقنا، ومسجد العارف بالله فى سوهاج، ومسجد سيدى أبو الحجاج الأقصرى بالأقصر.


قال وكيل الوزارة لشئون المساجد: سيرت وزارة الأوقاف 1102 قافلة دعوية للمحافظات الحدودية والمناطق النائية كما عقدت الوزارة العديد من الملتقيات الفكرية خلال شهر رمضان المبارك على مستوى الجمهورية حيث بلغت (12000) ملتقى فكرى.كما تقيم وزارة الأوقاف ندوة علمية كل سبت بالمساجد الكبرى. وذلك فى إطار الدور التثقيفى والتنويرى الذى تقوم به وزارة الأوقاف، والتوعية بقضايا الدين والمجتمع التى تسهم فى بناء الإنسان، وغرس القيم الإيمانية الصحيحة ، كما تقيم وزارة الأوقاف أيضًا ندوة للرأى لمناقشة قضايا تجديد الخطاب الدينى ، ونشر الفكر الوسطى المستنير ، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام ، وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصرى كل ثلاثاء بالمساجد الكبرى.


وأضاف أنه فى إطار التعاون المشترك والمثمر بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وبرعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ومن أجل تصحيح المفاهيم الخاطئة ، ونشر الفكر الوسطى المستنير، وبيان يسر وسماحة الإسلام، ونشر مكارم الأخلاق والقيم الإنسانية، وترسيخ أسس التعايش السلمى بين الناس جميعًا، تنطلق أسبوعيًّا القوافل الدعوية المشتركة بين علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى جميع المحافظات لأداء خطبة الجمعة حيث انطلق حتى الآن 9 قوافل دعوية بالمحافظات.


ونوه نوح إلى ان وزارة الأوقاف تدعم ما يقرب من 373 مكتبة بإصدارات وزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والتى من شأنها تصحيح المفاهيم الخاطئة ومحاربة الفكر المتطرف وترسيخ ثقافة التعايش الإنسانى بين أبناء المجتمع، وأن وزارة الأوقاف بصدد إعداد مائة مكتبة كبرى على مستوى الجمهورية.


واستطرد العيسوى أن من بين الأمور التى عنيت بها الوزارة مراكز الثقافة الإسلامية الملحقة بكثير من المساجد وان الإقبال الكثيف للدارسين من حملة المؤهلات العليا المختلفة على مراكز الثقافة الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف على مستوى الجمهورية يؤكد مدى ارتفاع مستوى الوعى بخطورة الفكر المتطرف والجماعات المتطرفة. كما يؤكد لفظ الشعب المصرى الأصيل لكل الجماعات المتطرفة وأفكارها الظلامية المدمرة للفرد والمجتمع الهادمة للدول، وهو ما دفع الوزارة للتوسع فى مراكز الثقافة الإسلامية على مستوى الجمهورية مع الإعداد لفتح مراكز إعداد محفظى القرآن الكريم المعتمدين، لتخريج محفظ واع معتمد، وسيتاح الالتحاق بمراكز إعداد محفظى القرآن الكريم للمؤهلات العليا والمتوسطة، خدمة لكتاب الله عز وجل. وأن مَّا يدعو لمزيد من الأمل إقبال عدد كبير من السيدات الفضليات الوطنيات على الدراسة بمراكز الثقافة الإسلامية.


ومن أهمها مركز الثقافة الإسلامية لغات بمسجد الصحابة بمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء ومركز الثقافة الإسلامية لغات بمسجد الميناء بمدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر، هذا اضافة إلى مشاركة مئات المساجد فى مشروع محو الأمية حيث أقامت الوزارة أكثر من 2000 فصل لمحو الأمية وتعليم الكبار.


يعتبر المسجد الجامع من أهم الوسائل الدعوية التى قامت وزارة الأوقاف بتفعيلها، فقد أصبح المسجد الجامع منارة إشعاع دعوى وفكرى لما له من رسالة دعوية ومجتمعية كبيرة، حيث أصبح المسجد الجامع محور ارتكاز لنشر الفكر الإسلامى المستنير، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وترسيخ أسس التعايش السلمى، والتكافل المجتمعى، وذلك من خلال تكثيف الدروس الدينية، وتنظيم ندوات أسبوعية ودروس يومية، وتفعيل حلقات تحفيظ القرآن الكريم المقسمة على مدار الأسبوع للبنين والبنات، مما كان له أكبر الأثر فى ترسيخ القيم الأخلاقية والإيمانية الإسلامية فى نفوس النشء والشباب، والحفاظ على عقولهم من أن تترك فريسة للجماعات الضالة، أو الأفكار المتطرفة. لافتا إلى أن الاهتمام بتجربة المسجد الجامع تأتى من خلال عودة الدور الطبيعى للمسجد، الذى يعد من الثوابت الأساسية فى الدين الإسلامى.


فضلا عن دوره المؤثر فى محاربة الجهل من خلال فصول محو الأمية التى كانت سببا فى محو أمية الكثير من أبناء المجتمع.


وقد كان اختيار أفضل العناصر من الخطباء المتميزين، للقيام بهذا الدور الدعوى، مع اختيار واعظات متميزات مؤهلات لأداء الدروس اليومية للسيدات من أجل التوعية الدينية ونشر الأخلاق والقيم سببًا رئيسا فى عودة المسجد لدوره التثقيفى والمجتمعى الرائد.