عاجل

دموع أسر شهداء الشرطة تبلل أرضية مطار الملك عبدالعزيز بجدة

بوجوه مستبشرة فى أن ينال أصحابها رضا الله وغفرانه ، وصلت اليوم الثلاثاء الى الأراضى المقدسة بعثة حجاج أسر شهداء الشرطة ؛ حيث استقبلهم اللواء مصطفى بدير مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية الرئيس التنفيذى لبعثة الحج رئيس بعثة حج القرعة بمطار جدة الدولى. وفور هبوط الطائرة التى أقلت أسر شهداء الشرطة الذين ضحوا بحياتهم من أجل أمن وآمان الوطن ، كانت تظهر على الوجوه مشاعر الحزن والأسى على فراق الزوج أو الابن أو الأب ، ولكن فور خروجهم من المطار تبدلت تلك المشاعر وحلت مكانها مشاعر اللهفة على رؤية بيت الله الحرام وآداء شعائر الحج والعمرة، طمعا فى أن يغفر الله لأصحابها ذنوبهم ويتقبل حجتهم ويعيدهم كيوم ولدتهم أمهاتهم. قلوبهم كانت منقسمة فور وصولهم الى أطهر بقاع الأرض، نصفها حزن ووجيعة على فراق أعز الناس اليهم ، والنصف الاخر فرحا بالهدية الالهية التى منحهم الله اياها بحج بيته الحرام. ومن أبرز من شملتهم الرحلة التى قدمتها وزارة الداخلية هدية إيمانية لأسر شهدائها نظير ما قدموه من بطولات سطروا بها أسمائهم بأحرف من نور فى سجلات الواجب والشرف ، أسرة الشهيد اللواء مصطفى الخطيب مأمور قسم شرطة كرداسة، والعميد عامر عبدالمقصود نائب مأمور القسم ، والرائد هشام شتا معاون مباحث القسم، والذين استشهدوا خلال المجزرة التى شهدها القسم فى أعقاب فض اعتصامى ميدانى رابعة العدوية والنهضة، والعميد طارق أحمد محمد رئيس قسم شرطة المرافق بمديرية أمن بورسعيد ، والذى استشهد المرافق بمديرية أمن بورسعيد حال قيامه بتأدية واجبه, إثر اصطدام سيارة نقل به و4 مواطنين آخرين على طريق المعاهدة (بورسعيد/ الإسماعيلية) ، والملازم أول باسم عادل محمد سرور من قطاع الأمن المركزى بأسيوط، والذى استشهد أثناء مشاركته فى حملة لتطهير احدى البؤر الاجرامية بمنطقة عرب الكليبات بمركز الفتح بأسيوط ، والنقيب أحمد أشرف إبراهيم البلكى الضابط بقطاع الأمن المركزى ، والذى استشهد اثر اصابته بطلق نارى أثناء محاولة اقتحام سجن بورسعيد العمومى فى أعقاب صدور الأحكام فى قضية أحداث إستاد بورسعيد. كما ضمت الرحلة أسرة الشهيد النقيب محمد سيد عبدالعزيز أبو شقرة الضابط بوحدة مكافحة الارهاب بقطاع الأمن الوطنى، والذى استشهد خلال احدى المواجهات الأمنية للعناصر الخطرة بمدينة العريش بشمال سيناء ، والنقيب هشام كمال الدين طعمة الضابط بقوة مباحث قسم شرطة بنى سويف إثر إصابته بطلق نارى بالفخذ أثناء تأديته لواجبه بفحص بلاغ مشاجرة ، والملازم أول محمود أحمد أبوالعز ناصف رئيس الدورية الأمنية بقسم شرطة مصر القديمة إثر إصابته بطلق نارى بعد أن قام شخصان يستقلان سيارة ملاكى باطلاق النيران على سيارة الدورية أمام مدخل عزبة أبو قرن بجوار حديقة الفسطاط ، والعميد محمد هانى مصطفى مفتش الداخلية بمديرية أمن شمال سيناء ، والذى استشهد بطلقات الغدر اثر قيام 3 مسلحين ملثمين باطلاق النيران على سيارته أثناء تفقده للأكمنة الأمنية بمدينة العريش، والمقدم أحمد محمود أبوالعينين من قوة إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن شمال سيناء، والذى أثناء استقلاله لمدرعة شرطة لتفقد الحالة الأمنية بطريق المطار بمدينة العريش بعد قيام ملثمين بإطلاق قذيفة (آر بى جيه) صوب المدرعة. والتقت /أ ش أ/ ببعض من أسر الشهداء الأبطال بمطار جدة الدولى؛ حيث التقت بالحاجة فردوس والدة الشهيد عامر عبدالمقصود نائب مأمور قسم شرطة كرداسة ، والذى استشهد خلال مجزرة قسم شرطة كرداسة ، والتى قالت "الحمد لله أن ربنا كرم ابنى بالشهادة، ويا رب يعوضنى خير عليه .. هو كان حلو وأمير ولكن نصيبه من الدنيا كده"، مشيرة الى أن الشهيد البطل اعتمر 7 مرات وأدى فريضة الحج مرتين، وهو ما أدى الى قيام أهالى الجيزة بتعليق صوره بجميع شوارع الدقى نظرا لما يتسم به من دماثة الخلق ومساعدة المحتاجين ونصرة المظلومين. ومن جانبها ، قالت الحاجة هويدا حسن عبدالحميد والدة الشهيد الملازم أول محمد على المسيرى ، الذى استشهد فى أحداث الحرس الجمهورى ، إن الاخوان وراء مقتل ابنى الذى استشهد فى ريعان شبابه وعقب تخرجه من أكاديمية الشرطة بسنة واحدة ، وان الاخوان أرادوا اتهام القوات المسلحة بانهم وراء مقتل ضباط الشرطة فى أحداث الحرس الجمهورى... وهذا اتهام باطل ، لأن الحقيقة أن ابنى كان فى خدمة بمنطقة رابعة العدوية وتوجه للحرس الجمهورى لتفقد الحالة الأمنية ولكنه فوجىء باحد البلطجية الذى احتجزه من قبل بقسم شرطة مدينة نصر يترصده ويتعقبه .. والمتهم الذى كان يرتدى جلبابا أزرقا صوب سلاحه على صدر أبنى داخل سيارته بشارع الطيران ، ففجر رأسه بست طلقات . وقالت الحاجة نجاة والدة الرائد محمد حامد المنيسى رئيس مباحث ديروط ، والذى استشهد خلال الهجوم على قسم شرطة ديروط والاعتداء على رجال الشرطة فى أعقاب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، "إن أبنى وزملاءه كانوا يتسلحون بطبنجات أثناء مواجهة أعنف البلطجية، الذين كانوا يستلحون بأسلحة آلية وأخرى ثقيلة، مما مكنهم من التغلب عليهم وقتلهم فى خسة وندالة .. حسبى الله ونعم الوكيل وربنا ينتقم ممن قتل فلذة كبدى". وبدورها ، أكد السيد عبدالعزيز أبوشقرة والد الشهيد النقيب محمد أبوشقرة الضابط بوحدة مكافحة الارهاب بقطاع الأمن الوطنى ، والذى استشهد خلال مواجهة مع عناصر خارجة على القانون بمدينة العريش، "لن يهدأ لى بال الا بعد القصاص من قتلة ابنى المعلومين للجميع ، وللأسف لم يتم القبض على أحد منهم حتى الآن .. الاخوان وراء التدبير والتخطيط للاغتيال ابنى وانا أدرك أن أحد أهم العناصر الاخوانية هو الذى وراء تلك العملية الخسيسة ..واطلب من الحكومة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد .. وأطالب وزير الداخلية بالقصاص لابنى وضبط المتهمين بقتله حتى يرتاح فى قبره". ومن جهته ، قال الحاج جمال الدين محمود شتا والد الشهيد هشام شتا معاون مباحث قسم شرطة كرداسة الذى استشهد خلال المجزرة التى شهدها القسم فى اعقاب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة ، "أنا حضرت وزوجتى للحج عن ابنى هشام الذى كان يبلغ من العمر 24 عاما وكان يستعد لاتمام خطوبته .. ابنى كان معانا فى العمرة فى يونيو الماضى، وأنه دعا الله عندما قبل الحجر الأسود أن يرزقه الشهادة .. وبالفعل استجاب له المولى عزوجل .. وأنا لم تقبل العزاء الا بعدما أبلغنى وزير الداخلية بالقبض على قاتل ابنى لأنى صعيدى ولا اتقبل العزاء الا بعد القصاص". وبدورها ، أكدت والدة الشهيد النقيب كريم يحيى هلال الضباط بقطاع الأمن المركزى، والذى استشهد فى احدى المواجهات الأمنية بالعريش، أنها تمنت أن يكون لديها 100 كريم لتقدمهم فداء لمصر، مضيفة "الاخوان المسلمين ومن على شاكلتهم لن يفلحوا فى اختطاف الوطن مهما سالت الدماء الذكية لأبنائه ، وعلى كل أم أو أب يعلم أن أولاده يشاركون فى مظاهرات الاخوان منعهم حتى تضمد جراح الوطن". وعقب تلك اللقاءات الحزينة ، غادرت أسر شهداء الشرطة الى العاصمة المقدسة لآداء فريضة العمرة ، والمكوث بها حتى يوم عرفات استعدادا لآداء مناسك الحج.