عاجل

تاريخ الوقود الأحفوري فى مصر واتجاه لوقف مشروعين عملاقين للفحم

تاريخ الوقود الأحفوري فى مصر

شهدت صناعة البترول المصرية على امتداد عمرها الذى يزيد على المائة عام أحداث وتطورات سياسية واقتصادية واجتماعية تأثرث فيها وحفل سجلها بالعديد من التواريخ الهامة والمؤثرة وقد تميزت صناعة البترول المصرية خلال القرن الماضى بمميزات عديدة وضعت مصر فى مصاف أوائل دول العالم التى أحرزت السبق فى مختلف مراحل الصناعة البترولية منها القدم والعراقة حيث بدأت الحكومة فى عام 1886، منذ أكثر من مائة عام بحفر أول بئر فى منطقة جمسة، مع إهمال التأثيرات البيئية الناتجة عن هذه المشروعات، بالإضافة إلي عدم استغلال مصر إنتاج الطاقة من مصادرها المتجددة وضرورة التحول نحو الصناعة الخضراء، بل واعتمدت أغلب الصناعات الثقيلة فى مصر على الفحم، الذي يعتبر أكثر أنواع الوقود الأحفوري تأثيرا فى البيئة.

 

ولتمتع مصر بموقع جغرافي متميز وتنوع كبير في الثراوات الطبيعية فقد وجدت في مصر كافة صناعات الوقود الأحفوري بدء من الفحم الحجري ومرورا بالوقود الطبيعي كالبترول والغاز المسال وغيرهم منذ عشرات السنين، ومع الإنتاج المتزايد لمصر من الوقود الأحفوري زادت بصورة كبيرة كميات انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، والذي بدوره يؤثر على زيادة معدلات التغيرات المناخية بصورة كبيرة، فقد حثت اتفاقية باريس للمناخ الدول الموقعة عليها بالعمل على خفض معدلات الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، حتى يمكن خفض درجة حرارة الغلاف الجوي للأرض بمقدار ١.٥ درجة مئوية، لتؤكد الإتفاقية بكل وضوح على التزام جميع الدول، البالغ إجمالي أعدادها ١٩٥ دولة، بمحاربة الأسباب المؤدية لتغيُّر المناخ وعلى رأسها تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، الناتج عن احتراق الوقود التقليدي من الفحم والبترول والغاز الطبيعي.

 

مصر فى المرتبة الـ 28عالميًا من حيث كمية انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون

ومع ذلك فإن مصر تقع فى المرتبة الـ 28عالميًا من حيث كمية انبعاثات غاز ثاني أكيبد الكربون بمقدار 158,237 ألف طن متر سنويًا، بنسبة عالمية تقدر بنحو 0.6%، وسط العديد من الإكتشافات البترولية الكبيرة، حتي أعلن المهندس طارق الملا وزير البترول في شهر فبراير 2019، تحقيق مصر أعلى معدل لإنتاج البترول والغاز في تاريخها بمقدار 1.8 مليون برميل زيت مكافئ يوميًا.

 

ووفقًا لدراسة حديثة أعدها باحثون من جامعة "ديوك" الأمريكية، ونُشرت في دورية "نيتشر كلايمت تشينج" فإنه يمكن إنقاذ حياة قرابة ١٥٣ مليون إنسان قد يتعرضون لخطر الوفاة المبكرة خلال هذا القرن، في حال سرَّعت الحكومات من إجراءاتها لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، ما يعني تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة.

  

ارتفاع مصر عالميًا فى مؤشر إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة

وفي سياق متصل أكد الدكتور محمد الخياط، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، إن القيادة السياسية مهتمة بخطة استراتيجية للطاقة، والتي أقرها مجلس الوزراء عام 2015، ويجري تحديثها بشكل سنوي، لتنويع مصادر انتاج مثل طاقة الرياح من خلال مجمع الزعفرانة ومجمع جبل الزيت لتوليد طاقة الرياح، موضحًا أن مجمع بنبان للطاقة الشمسية، انتهى بالكامل في فترة إنشاء وصلت لعامين حيث تكلف المشروع 2.2 مليار دولار، وعمل عليه 10 الآف عامل يوميا، لإنهائه، مؤكدا على تضافر جهود مؤسسات الدولة، لاتمام تلك المشروعات التنموية الكبرى، مشيرًا إلى أن ارتفاع مصر عالميا، في مؤشر انتاج الطاقة الجديدة والمتجددة يعكس عمل القيادة السياسية للحفاظ على البيئة، ومكافحة التغير المناخي.

 

وعلى مستوي القوانين والتشريعات، فقد اتخذت مصر العديد من الخطوات الهامة لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في مشروعات الطاقة الجديدة المتجددة لعل أهمها إزالة العقبات امام الاستثمار في هذا النوع من الطاقة وتم تغيير مسمى "وزارة الكهرباء والطاقة" إلى "وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة" لتعكس الالتزام الواضح من الدولة تجاه مشروعات الطاقة المتجددة، كما تم إطلاق برنامج إصلاح التعريفة الكهربائية للمستهلكين، كما تم تعديل قانون إنشاء هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة بحيث يسمح لها بإنشاء شركات بمفردها أو بالشراكة مع القطاع الخاص لبناء وتشغيل مشروعات الطاقة المتجددة، ما انعكس بصورة كبيرة على ضخ الإستثمارات العملاقة فى مصر والتى تعمل فى مشروعات للطاقة الجديدة والمتجددة كالرياح والشمس باعتبارها طاقة نظيفة.

 

اتجاه حكومي لوقف مشروعين عملاقين لإنتاج الفحم في مصر

كشف مصدر رفيع المتسنوي بوزارة الكهرباء والطاقة، أن الوزارة تدرس خيارات عدة تتعلق بمشروعى فحم الحمراوين والنويس الإماراتية عبر عدد من الآليات، أبرزها الإرجاء أو استبدالها بمشروعات للطاقة المتجددة، وأرجع ذلك إلى امتلاك الوزارة فائض بلغ 17 ألف ميجاوات فى الشبكة القومية، مما يعطيها فرصة للتأنى فى اتخاذ القرارات وتنفيذ المزيد من المشروعات، مشيرا إلى أنه ستتم مناقشة كل القرارات بالتعاون مع الشركات والمستثمرين الفائزين بالمشروعات على أن يتم عرضها على مجلس الوزراء للفصل فيها باعتباره الجهة المنوط بها القرار، متوقعا حسم الأمر بشكل نهائى خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدا أن الوزارة نفذت مشروعات ضخمة تؤهلها لأن تكون مركزا لتصدير الطاقة.

 

كبیر مستشاري وزارة البیئة: الفحم النظيف خيال وليس حقيقة

فيما أكد الدكتور حسین أباظة، كبیر مستشاري وزارة البیئة: أن الفحم النظیف خیال ولیس حقیقة وھي مجرد تكنولوجي حدیثة ظھرت بالخارج وكي تصل إلى مصر بھذه المنھجیة التي نراھا ستأخذ وقتًا طویلا، ومصر لا یوجد بھا فحم نظیف، لكن نملك معاییر بیئیة صارمة ونعمل على تطبیقھا بحیث لا توجد استخدامات سلبیة نتیجة استخدام الفحم، والاقتصادیات ھي من تفرض نفسھا، لأن صناعة الفحم وإنتاجھ رخیصة لكن الآثار السلبیة الواقعة على صحة المواطنین والبیئة تكلف الدولة كثیرا.