عاجل

م.سامح بسيوني يكتب: " قمة كوالامبور والشيزوفرنية الإخوانية"

المهندس سامح بسيوني

من الأمور المُشاهدة في قيادات الاخوان وشيوخهم ومن ارتبط معهم بالرباط القطبي المنهجي؛ القدرة العجيبة على التبرير للشئ ونقيضه تبعا لمصالح  التنظيم بغض النظر عن أي مصالح شرعية ..


فـ تجدهم الأن دائمي التبرير لقرارات محور «تركيا-إيران- قطر» أياً كان خطأها نظرا لدعم تلك الدول لتنظيمهم وأعضاءهم ..


في حين أنهم يتبنون التشويه التام لأي قرار صادر من محور «مصر-السعودية» حتى لو كان منضبطا بالشرع ومحققا لمصالح الأمة العربية والإسلامية، مع شيطنة كل من يخالف نهجهم في ذلك إعلاميا حتى لو كان يوما تابعا لهم ..


ولو رجعنا للخلف سنوات وأعوام لرأينا كيف أنهم كانوا يمتدحون السعودية ويجعلونها في أحاديثهم وإعلامهم وكتابتهم دار للخلافة حينما احتوتهم في أزمتهم الأولى مع عبد الناصر -كما  ينتهجون الأن ذات الأمر مع تركيا وقطر بل أيضا مع إيران- ثم هم الأن يصبون عليها السخطات واللعنات لأنها لم تدعمهم في أزمتهم التنظيمية الحالية -( بعد انتخابهم في مصر ثم سقوطهم مرة أخرى في فترة قصيرة جدا، حيث أوهموا الشعب بقدرتهم على إدارة الدولة كما أوهموا اتباعهم عبر ثمانين سنة بأن الأزمة عندهم في التمكين هو وصولهم للسلطة، فلما وصلوا تعاملوا بمنتهي الغباء بل قل بمنتهى الإستعلاء المتوافق مع منهجهم التنظيمي القطبي الذي يرون به أنهم الوكيل الحصري للإسلام وأن غيرهم إما أن يكون تابعا لهم أو يكون بذلك من أهل المجتمع الجاهلي المنابذ للإسلام، فُسقطوا سقوطا مروعا ) -، لذلك فهم يتبنون حملات التشوية والتخوين لمصر والسعودية بين أبناء المسلمين في ربوع الأرض ويسارعون في تبرير وترويج أي إجراءات كيدية لهما ..


والمتأمل فيما يحدث هذه الأيام منهم تجاه ما يسمى *بـ  #قمة_كوالالمبور* يتأكد من ذلك، فـ في حين كان الإخوان يتشدقون عبر أدبياتهم السابقة عن أهمية توحد الدول الإسلامية لاستعادة أمجاد الأمة ومواجهة أعدائها، تجدهم الأن يؤيدون ويبررون لذلك التشرزم الذي تحاول أن تصنعه قمة كوالامبور ( والتي تحوي بين أعضاءها تلك الدولة الإيرانية الفارسية الخبيثة المعادية للأمة العربية والإسلامية عبر كل العصور )، وكأن العالم الإسلامي ما ينقصه لحل مشاكله هو مسميات لمنظمات جديدة وتجمعات لقمم إنتقائية إقصائية مفرقة جديدة؛ والحقيقة أن التأييد والتبرير هنا مرتبط فقط بالمصالح التنظيمية للجماعة ..  


وقد يجد البعض ممن يتابع هذه التصرفات بإنصاف أن هذه حالة مستعصية على الفهم من حالات الشيزوفرنية المنهجية عند الإخوان، ولكن الحقيقة أن فهم هذا السلوك الإخواني ليس بالعسير، فـ الإخوان يرون أن مصلحة التنظيم وبقاءه عندهم أولى من أي مصلحة أخرى حتى لو كان الأمر متعلق بأحكام الشريعة القطعية - وما حدث في تونس من الموافقة على قانون الميراث وصحفية الأحوال المدنية ببعيد-؛  فـ كل ما يؤثر في تماسك التنظيم عندهم هو مساحة رفض، وما هو خلاف ذلك فـ مساحة للتفاوض المرن عندهم، لأنهم يعتقدون أنهم جماعة المسلمين وليسوا جماعة من المسلمين طبقا للخلل الفكري القطبي عندهم ..


لذا كانت عندهم المحافظة على الهيكل التنظيمي هو محافظة على العمود الفقري اللازم لبقاء الإسلام طبقا لـ زعمهم الكاذب، وهذا ما يفسر أيضا تضحيتهم بدماء الشباب في كربلائية رابعة ورفضهم للتفاوض حتى يمكنهم استثمار هذه الحالة في جذب التعاطف  والتماسك للجماعة مرة أخري بعد فشلها ولو على جثث الألاف من المخدوعين

المهندس سامح بسيوني