عاجل

مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية الصادرة صباح 11 أكتوبر

تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم، اليوم الجمعة، عددا من القضايا المهمة التي تفرض نفسها بشكل تام على واقع المجتمع المصري. ففي مقاله (هوامش حرة) بصحيفة (الأهرام) بعنوان (مصر والعالم.. حسابات خاطئة)، قال فاروق جويدة إنه "أصبح من الصعب في زماننا أن تقوم العلاقات الدولية بين الدول والشعوب على أسس راسخة من الثوابت التاريخية والأخلاقية، فلقد تغيرت موازين السياسة، وافتقدت الكثير من مقوماتها التاريخية.. ولهذا وجدنا هذه العلاقات تخضع لنشرة الأحوال الجوية فهي كل يوم على حال، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى تغير لغة المصالح وازدواج المفاهيم والمقاييس لمعنى العلاقات المتوازنة، وبجانب هذا حالة القصور التي أصابت الواقع السياسي العالمي في كل جوانبه مما جعل المهمة صعبة والرسالة مستحيلة". وعدد جويدة بعض الملاحظات أو ربما الأخطاء التي وقعت فيها سياستنا الخارجية طوال السنوات الماضية، منها أن مصر قد ضيقت إلى أبعد الحدود مساراتها الخارجية بحيث أنها انحصرت تقريبا في إطار دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا، وكان من الخطأ الجسيم أن تترك الساحة الدولية بكل تنوعها واتساعها ومصالحها وتقتصر علاقاتنا على هذه المساحة. وأضاف أنه "في الجانب المهم من الصورة تبدو العلاقات بين مصر والدول العربية، والتي قامت على ثلاثية تاريخية لا يمكن تجاهلها هي الدين واللغة والجغرافيا، وهى ثلاثية لا تكاد تجتمع في دولة واحدة وليس في عدد من الأوطان"، مشيرا إلى أن مصر فرطت في دورها العربي أمام صراعات سياسية غيرت كل الحسابات، وهي من تخلت عن ثوابتها وكوادرها ومقومات تميزها في مجالات كثيرة. وتساءل جويدة "ما هي صورة المستقبل وكيف نستعيد المكان والمكانة ونعيد للعلاقات المصرية مع العالم كل العالم توازنها القديم؟". وأوضح الكاتب أنه لا ينبغي أن تظل العلاقات بين مصر والعالم تدور في دائرة واحدة، لأن مصر ما بعد الثورة لا بد وأن تنفتح على العالم كله، ولا بد أن نسعى إلى مصادر إنتاج وتطوير ومعرفة مع مراكز التقدم، وما حدث في دول شرق آسيا أكبر دليل على ذلك فقد استفادت إلى أبعد مدى من التكنولوجيا المتقدمة والصناعات الصغيرة ووسائل الاتصال الحديثة وثورة المعلومات والإنترنت ومراكز المال العالمية. ولفت إلى ضرورة أن نستعيد قدرات قوتنا الناعمة ليعود الدور المصري الفكري والثقافي إلى العالم العربي، مؤكدا أنه رغم تراجع قدرات كثيرة، بقيت نقاط ضوء يمكن الانطلاق منها.. ورغم ما حدث للسينما المصرية وما أصابها من انهيارات، إلا أنها بقيت من الجسور القوية، خاصة مع انتشار الفضائيات، ويأتي في هذا السياق أيضا دور الدراما المصرية وهى مازالت قادرة على تقديم فن جيد.. ويأتي أيضا دور الجامعات وهى لا تزال تتحتل مكانة كبيرة لدى المثقف العربي، خاصة جامعة الأزهر المؤسسة الدينية العريقة وجامعة القاهرة بتاريخها المضيء، وهناك أيضا السياحة ومازالت مصر حتى الآن أهم مزار سياحي للمواطن العربي، وبجانب دورها الحضاري فهى مصدر اقتصادي سريع ومؤثر. وقال جويدة إن "مصر فرطت في علاقات شديدة العمق مع دول الخليج في فترة كان ينبغي أن تكون أكبر شريك لهذه الدول في بناء اقتصادياتها، ويأتي أيضا إهمال علاقة تاريخية مع السودان الشعب والعمق الإستراتيجي، وتأتي ليبيا بوابتنا إلى شمال إفريقيا وتداخل سكاني وبشري وجغرافي يشمل ليبيا كلها". وأشار إلى أن سد النهضة في إثيوبيا كان أكبر دليل على فشل السياسة المصرية في التعامل مع إفريقيا رغم أننا كنا يوما قلب أفريقيا، ولم نكن مجرد موقع متميز على خريطتها، لكن تراجعت علاقاتنا مع إفريقيا حتى وصلت أحيانا إلى درجة القطيعة رغم إننا نعلم أن شريان الحياة الذي يجرى في أراضينا يمثل علاقة كونية فريدة لا يمكن إهمالها. وفي مقاله (خواطر) بصحيفة (الأخبار) بعنوان (هدف إرهاب الجماعة إلحاق أكبر الضرر بالوطن)، رأى الكاتب الصحفي جلال دويدار أن الأحداث تؤكد أن جماعة الإرهاب الإخواني استهدفت إلحاق أكبر كم من الأضرار بمصر وشعب مصر سواء، وهي في الحكم أو خارج الحكم‮، ‬فكل البراهين تشير إلى مسلسل هائل من الخسائر أصابتنا على مدي الشهور التي سيطرت فيها على مقاليد الأمور بعد ثورة ‮25 ‬يناير 2011، ‬وحتي أسقطها الشعب بعد ثورة 30 ‬يونيو 2013". وأضاف أنه "كان مقدرا أن يتوقف هذا المسلسل، وتبدأ مصر في استرداد عافيتها بعد أن نفذت إرادة الشعب بإزاحتها عن حكم مصر‮.. ‬ولكن حقدها وكرهها لهذا الوطن أبى ألا أن تعمل على مواصلة هذه الاستراتيجية المدمرة‮، و‬ليس أدل على هذه الحقيقة من لجوئها إلى استعادة ما يزخر به ماضيها الإرهابي‮ - ‬من ممارسات إجرامية‮ - ‬ارتبط بتاريخها منذ تأسيسها‮". ورأى أن "الجماعة تحاول الانتقام من الشعب الذي أسقطها بالقوة إلى ممارسة أعمال العنف والإرهاب والتخريب لمرافق الدولة، وشملت هذه الأهداف ضمن ما شملت، مرفق السكة الحديد وهو ما أدي إلى توقف حركة القطارات منذ منتصف شهر أغسطس‮ ‬الماضي، وحتي الآن حرصا علي حياة المسافرين الأبرياء‮، لافتا إلى أن ‬هذا الإجراء أدى إلى معاناة شديدة للمواطن والدولة يوميا‮، ‬وكان من نتيجة ذلك تحميل خزينة الدولة أعباء مالية تصل إلى ‮٤ ‬ملايين جنيه يوميا، بالإضافة إلى ما يتحمله 4ر1 ‬مليون مواطن يعد القطار وسيلة مواصلتهم لتسيير أمور حياتهم‮.. ‬كما يمكن التغاضي عن الأثر الاقتصادي الناجم عن توقف مساهمة هذه القطارات في نقل ما يقدر بـ 6 ملايين طن من البضائع بين المدن المصرية‮".‬ وتابع أن "هذا الذي يحدث نتيجة الممارسات الإرهابية الإخوانية التي‮ ‬تريد للجماعة أن تحكم مصر رغما عن إرادة الشعب، وفقا لما عبرت عنه حشود الـ ‮٣٣ ‬مليونا يوم 30 ‬يونيو، والتي أعلنت رفضها لهذا الحكم‮". وفي مقاله (عبور) بصحيفة (الأخبار) بعنوان (حتى أذوق الموت)، قال الكاتب جمال الغيطاني إن "الأمور لا تجري متوازية في مصر والسبب أو الأسباب في ذلك متعددة،‮ ‬أولها التباطؤ في معالجة النار التي بدأت تنتشر في مصر بفعل تصاعد حركات الإرهاب وتمددها نتيجة التمويل الضخم متعدد المصادر". وأضاف أنه "لأول مرة يصبح الجيش المصري هدفا من الداخل،‮ ‬أي يتم التعرض لقواته من داخل مصر،‮ ‬هذا وضع تاريخي لم نعرفه علي الإطلاق،‮ ‬والأسباب عديدة منها أن أعضاء الجماعة لا يؤمنون ولا يعترفون بفكرة الوطن،‮ ‬وهذه ليست مسألة مجددة إنما عندما أتيح لها الخروج إلي التطبيق،‮ ‬وجدنا تفريطا سياسيا في الأرض المصرية والتي عرفت‮ (الحدود) ‬منذ بداية تاريخ الدولة،‮ ‬حيث كان الفرعون يقسم أمام محكمة العالم الآخر التي كان يترأسها أوزيريس سيد العالم الآخر طبقا للتصور المصري القديم عن الحساب والعقاب‮". ورأى أن "الهدف الذي يسعى إليه الحلف الإخواني،‮ ‬هو إلحاق الأذي بالجيش المصري،‮ ‬وإنهاء وحدته القتالية‮، وإجماعه على هدف‮ ‬اقتتاله فيما بينه".

خبر في صورة