عاجل

غدا.. إثيوبيا تستضيف "جولة حاسمة" من مفاوضات سد النهضة

تعقد في إثيوبيا، غدا الأربعاء، وعلى مدار يومين، الجولة الرابعة من مفاوضات سد النهضة على مستوى وزراء مياه مصر والسودان وإثيوبيا، بمشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي.


ووفق بيان صادر عن وزارة الموارد المائية والري المصرية صباح اليوم الثلاثاء، فمن المقرر أن يستكمل الاجتماع، النقاشات حول "قواعد ملء وتشغيل سد النهضة".


واجتماع أديس أبابا هو رابع الجولات الفنية التي حددتها "خارطة واشنطن" التي انتهى إليها لقاء وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا في الولايات المتحدة، بحضور وزير الخزانة ستيفن منوشن، ورئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، يوم 6 نوفمبر 2019؛ للتوصل إلى اتفاق حول سد النهضة بحلول 15 يناير الجاري.


ويستهدف اجتماع أديس أبابا -الذي يصفه البعض بـ"الجولة الحاسمة"- تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث بشأن عمليتي ملء وتشغيل السد الإثيوبي.


وشهدت الجولات الثلاث الماضية التي انعقدت في إثيويبا ثم مصر ومؤخرا في السودان -ولقاء واشنطن الذي جمع وزراء الخارجية والري بالدول الثلاث مع وزير الخزانة الأمريكي ورئيس البنك الدولي يوم 9 ديسمبر 2019- تصريحات حول "تقارب وجهات النظر" بشأن بعض النقاط الفنية، منها "ربط عمليتي الملء والتشغيل بحجم فيضان النيل الأزرق، بدلا من تحديد عدد معين من السنوات".


ولا تزال بعض الأمور الفنية محل خلاف، ولاسيما ربط تشغيل سد النهضة في إثيوبيا بمنسوب السد العالي في مصر، وكذلك حجم المياه المتدفقة في فترات الملء الأول والتشغيل في حالات الجفاف والجفاف الممتد.


وكان وزير المياه الإثيوبي، سيلشي بيكلي، قد أكد -في كلمة ألقاها قبيل اجتماع الخرطوم- بدء المرحلة الأولى لملء سد النهضة في الصيف المقبل.


وأكدت وزارة الموارد المائية والري، في بيانها يوم الثلاثاء، رغبة مصر في التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحقق التنسيق بين سد النهضة والسد العالي، في إطار أهمية التوافق على آلية للتشغيل التنسيقي بين السدود، وهي آلية دولية متعارف عليها في إدارة أحواض الأنهار المشتركة.


وكانت وزارة الري قد أشارت في بيان صحفي سابق، إلى أنها "قدمت صياغة بديلة لربط السدين (سد النهضة والسد العالي) بما يحقق مصلحة الطرفين"، مؤكدة حرص مصر على "التوصل لصيغة توافقية تحقق مصلحة الدول الثلاث، متمثلة في حق إثيوبيا في تحقيق التنمية التي تنشدها بما لا يمثل خطرا جسيمًا على مصر، ويضمن تدفق المياه لها وحق الحياة".


وكانت مصر قد أكدت في بيان رسمي آخر، تمسكها بتمرير 40 مليار متر مكعب سنويا من سد النهضة في فترات الملء والجفاف، لافتة إلى أن أديس أبابا اقترحت تمرير 35 مليار متر مكعب فقط.


وقال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري، المهندس محمد السباعي، لـ"الشروق"، إن هناك مصفوفة تتضمن مقترحات الدول الثلاث بشأن عمليتي ملء وتشغيل سد النهضة، وأن المفاوضات الجارية تستهدف التوفيق فيما بينها.


وأكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والري، تمسك مصر بالربط بين تشغيل سد النهضة الإثيوبي والسد العالي في أسوان، وعدم تنازلها عن مطلبها بتمرير ما لا يقل عن 40 مليار متر مكعب سنويا في فترات الجفاف والجفاف الممتد.


ومن جانبه، أعرب وزير الري والموارد المائية السوداني، الدكتور ياسر عباس، عن أمله في التوصل إلى اتفاق بخصوص سد النهضة، خلال الاجتماع المقرر في أديس أبابا يومي الأربعاء والخميس المقبلين.


وكانت هيئة الإذاعة الإثيوبية قد نشرت قبل أيام على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، صورا، قالت إنها التقطت حديثا لأعمال البناء الجارية في سد النهضة، تظهر تقدم البناء في أجزاء كبيرة منه.


وكان المدير العام لمشروع سد النهضة، كيفل هورو، قد أعلن اكتمال 70% من الأعمال الجارية، مشيرا إلى أنه من المقرر الانتهاء من المشروع بالكامل في عام 2023، حسبما أوردت وكالة الأنباء الإثيوبية قبل أيام.


وأبلغ هورو، لجنة برلمانية إثيوبية، أن الأعمال في التوربنتين المخطط لهما توليد الطاقة قبل الانتهاء الكامل من المشروع، تسير بشكل جيد أيضًا، وأن المتوقع لهما توليد ما مجموعه 750 ميجاوات في أوائل عام 2021.


ومن المقرر في حال عدم التوصل لاتفاق بين الدول الثلاث -وفق خارطة واشنطن- الاحتكام إلى المادة 10 من إعلان المبادئ، والتي تنص على "إذا لم تنجح الأطراف في حل الخلاف من خلال المشاورات أو المفاوضات، فيمكن لهم مجتمعين طلب التوفيق (الوساطة) أو إحالة الأمر لعناية رؤساء الدول/ رئيس الحكومة".