عاجل

تطورات الأوضاع في ليبيا تهيمن على اهتمامات صحف الخليج

هيمنت تطورات الأوضاع في ليبيا على اهتمامات صحف الخليج الصادرة اليوم السبت ، معتبرة حادثة الاختطاف التي تعرض لها رئيس الوزراء الليبي الدكتور على زيدان بأنها سابقة خطيرة على الاستقرار السياسي في ليبيا ، لافتة إلى أن الميليشيات أصبحت تتصدر المشهد مستفيدة من الفراغ الأمني بعد الإطاحة بنظام القذافي. فمن جانبها ، ذكرت صحيفة (الراية) القطرية - في افتتاحيتها - أن حادثة الاختطاف التي تعرض لها رئيس الوزراء الليبي الدكتور على زيدان تعد سابقة خطيرة ليس على أمن المواطن الليبي فقط وإنما على الاستقرار السياسي بليبيا ، وتضع على عاتق الجميع مسئولية كبيرة لمراجعة الأوضاع الهشة والخروج من نفق الاختطافات والتفجيرات واحتلال المقار الحكومية. ورأت الصحيفة أن الخروج من الواقع الراهن الذي يشهده هذا البلد لن يتم إلا بالالتزام بحل الميليشيات المسلحة ودمجها في الأجهزة الأمنية وعدم استخدامها كوسيلة ضغط للحصول على مكاسب سياسية ، لافتة في هذا الصد إلى أهمية إدراك قادة ليبيا الجدد لحقيقة أن إعادة بناء الأجهزة المدمرة تحتاج إلى جهود الجميع ومشاركتهم ، ولتكون ليبيا الثورة دولة مؤسسات مدنية تتولى كل مؤسسة دورها المنوط بها في إطار القانون من أجل تمكين البلاد من ترميم الأجهزة والمؤسسات بمشاركة الجميع بعيدا عن تصفية الحسابات السياسية عبر استخدام الميليشيات التي كانت قد لعبت دورا مهما في النصر الذي تحقق بإسقاط نظام القذافي. وأضافت أنه ليس من المقبول أن تمر هذه الحادثة مرور الكرام ، إذا لم تتعامل الحكومة الليبية مع تداعيات الأزمة بشجاعة كاملة تكشف جميع أبعادها والمتورطين فيها ..مؤكدة أن إقرار زيدان بأن عملية الاختطاف تقف وراءها مجموعة سياسية كان همها الإطاحة بالحكومة يلقي عليه مسئولية الكشف عن هذه المجموعة ليعرف الشعب الليبي الحقيقة كاملة. ولفتت إلى أن هذا الحادث قد أعطى المجتمع الدولي صورة سالبة عن ليبيا وأرسل رسالة خاطئة بأن ليبيا غير مستقرة ، وأن الحكومة غير قادرة ليس على حماية شعبها وإنما حتى على حماية رئيس وزرائها من الاختطاف وغير قادرة على حماية مؤسساتها. وطالبت (الراية) - في ختام افتتاحيتها - جميع الفصائل الوطنية الليبية بتحمل مسئولياتها لوضع حد لمسلسل عدم الاستقرار الأمني حتى تتمكن الحكومة بشقيها السيادي والتنفيذي من إنجاز الاستحقاقات المطلوبة ، ومن أهمها وضع دستور دائم للبلاد والانتهاء من الانتخابات البرلمانية وإنشاء مؤسسات الدولة المرتقبة التي يجب أن تستوعب جميع الأطياف السياسية والعسكرية ، مبينة أن هذا لن يتم إلا من خلال وضع خطة أمنية تقوم على دمج جميع الفصائل المسلحة في الجيش والأمن والشرطة. من جهتها ، ذكرت صحيفة (البيان) الإماراتية ، أن الفوضى الأمنية تجتاح المشهد الليبي وتتحكم بكل مفرداته وتفاصيله بصفتها اللاعب الأبرز الذي يعتبر الوريث الشرعي للتدخل الأجنبي ، فيما يبقى الشعب الليبي ضحية الطرفين ليسود شعور بالإحباط بين أفراد الشعب لعدم تلبية الثورة لطموحاتهم من الديمقراطية والحرية والأمن والاستقرار. ولفتت الصحيفة إلى أن الميليشيات في ليبيا أصبحت تتصدر المشهد مستفيدة من الفراغ الأمني بعد الإطاحة بنظام القذافي..فحادثة اختطاف رئيس الوزراء علي زيدان وإن كانت لساعات إلا أنها تحمل رسالة قوية على أن هذه الميلشيات التي يفترض أنها تعمل تحت إمرة السلطات الليبية أصبحت هي التي تدير البلاد ما يدل على تعثر بناء الدولة الليبية. وأضافت أنه بعد انهيار النظام السابق وتهاوي المؤسسات معه ، كلفت السلطات الانتقالية الثوار السابقين بمراقبة الحدود والسجون والمنشآت الاستراتيجية للبلاد ما منح هذه الميليشيات شرعية وإحساسا بأنها فوق العقاب..حيث ترفض هذه المجموعات وضع السلاح رغم خطط عدة اقترحتها الحكومة لدمج عناصرها في أجهزة الدولة خصوصا أجهزة الأمن.. ولتبرير الرفض تقول الثورة لم تنته وإنها ستحتفظ بسلاحها إلى حين تحقيق أهدافها. ورأت (البيان) أن السلطات تجد نفسها بين خيارين ، إما استخدام القوة مع ما يحمله من مخاطر ، وإما التفاوض وهو ما يعطي الانطباع بضعف الدولة ولم تمنع محاولات زيدان المستمرة لحفظ الأمن من خلال مناشدته المجتمع الدولي مساعدة بلاده على استعادة الأمن ونزع السلاح من تعرضه هو نفسه إلى الاختطاف كنتيجة لانعدام الأمن الذي تعاني منه ليبيا .. ، ولا شك أن هذه الميليشيات تهاجم السلطة في كل مرة تقدر فيها أن مصالحها مهددة من السلطات الجديدة ما يثبت ضعف الدولة ومن يملكون السلاح هم من يحكمون البلاد فعليا . كما تناولت صحيفة (الشرق) السعودية الملف الليبي ، وتساءلت تحت عنوان (هل أضاع الربيع الليبي البوصلة ؟)، أن ثوار ليبيا توجوا سلسلة ممارساتهم الخاطئة التي ارتكبوها أثناء وبعد ثورتهم التي أطاحت بأحد أعتى حكام العرب العسكريين ، بالإقدام على اختطاف رئيس وزراء بلادهم تحت ذريعة واهية ، هي إعلان الحكومة الأمريكية أن السلطات الليبية كانت على علم باختطاف أحد قادة تنظيم القاعدة في طرابلس. وأوضحت أن هؤلاء الثوار الذين استطاعوا فرض احترام العالم لثورتهم منذ انطلاقتها وكسبوا تعاطف الدول الكبرى ووقف العرب إلى جانبهم ، يلجؤون اليوم إلى ممارسات جد خطيرة ستضعف الثقة بهم وبحكومتهم وتثير الشكوك حول إمكانية أن يرسخ هذا الشعب القيم المدنية والديمقراطية.