عاجل

فيروس كورونا وأسواق الأوراق المالية

صورة أرشيفية

من المعروف أن أسواق الأوراق المالية تتأثر بشكل مباشر بكافة الأحداث السياسية والاقتصادية التي تدور في مختلف أنحاء العالم، ليس هذا فقط بل أنها تتأثر أيضًا بكافة الأحداث الجيوسياسية.

ومن أبرز الأحداث التي أثرت تأثير كبير وبشكل مباشر في أسواق الأوراق المالية خلال الفترة الماضية هو ظهور فيروس كورونا الذي أدى إلى تذبذب أسواق الأوراق المالية وعدم اتضاح الرؤية حتى هذه اللحظة.

ومن خلال هذا المقال نرصد لكم مدى تأثير فيروس كورونا على مختلف أسواق الأوراق العالمية، كما نرصد لكم أيضًا مدى احتمالية ترك فيروس كورونا لبصمة دائمة في الاقتصاد العالمي في حال انتشاره وعدم القدرة على احتوائه في المستقبل القريب.

تداول الأسهم العالمية وفيروس كورونا

بالرغم من ارتفاع عدد ضحايا وفيات فيروس كورونا الذي وصل إلى أكثر من 2000 شخص حسب أخر التقارير الصادرة من السلطات الصينية، إلا أن انخفاض وتيرة الإصابة بالفيروس الصيني بشكل ملحوظ أدى إلى تراجع المستثمرين في أسواق الأسهم العالمية عن مخاوفهم بشأن فيروس كورونا.

الأمر الذي ساهم بشكل مباشر في تعزيز معنويات المستثمرين في إمكانية احتواء الفيروس، رغم التحذيرات المستمرة من صندوق النقد الدولي من أن فيروس كورونا يمثل خطرًا على التعافي الهش المتوقع للاقتصاد العالمي خلال 2020.

ومن الجهة المقابلة أعلن البنك المركزي الصيني على أن فيروس كورونا المميت سيكون له تأثير ضئيل للغاية على الاقتصاد الصيني خلال الفترة المقبلة، خصوصًا في ظل الاقتراب من اختراع مصل لهذا الفيروس.

لنجد أن مؤشرات الأسهم الأمريكية قد ارتفعت لمستويات قياسية جديدة، في ظل إقبال المستثمرين على تداول الأسهم الأمريكية بسبب تراجع مخاوف الكورونا، ساهم في ذلك أيضًا إلى توقع المستثمرين بتثبيت معدل الفائدة خلال الفترة المقبلة مما تسبب في وجود حالة من التفاؤل بشأن حالة الاقتصاد الأمريكي خلال المستقبل القريب.

وكشفت العديد من البيانات الاقتصادية عن ارتفاع أسعار المنتجين في الولايات المتحدة الأمريكية لتصل إلى أعلى مستوى لها خلال 15 شهرًا، وأيضًا صعدت تصاريح البناء الأمريكية لتصل إلى أعلى مستوى لها خلال 13 شهرًا.

أيضًا مؤشرات الأسهم الأوروبية ارتفعت لتصل إلى مستويات قياسية جديدة بسبب تراجع مخاوف فيروس كورونا القاتل لدى المستثمرين، وكانت من أبرز القطاعات التي استطاعت تحقيق مكاسب ضخمة قطاع التكنولوجيا.

وكشفت عدة بيانات أوروبية عن إلى تسارع التضخم في المملكة المتحدة ليصل إلى أعلى مستوياته خلال 6 أشهر، وأيضًا أسعار المنازل في بريطانيا قد ارتفعت بشكل ملحوظ.

فيروس كورونا وأسواق الأسهم الآسيوية

تضاءل إقبال المستثمرين على تداول الأسهم الآسيوية بشكل ملحوظ بسبب مخاوف فيروس كورونا، وبالرغم من تراجع اعداد المصابين في الصين إلا أنه أعداد المصابين في كوريا الجنوبية في تزايد مستمر.

حيث انخفض مؤشر نيكي الياباني ليسجل حتى الآن خسائر بلغت قيمتها 0.39% ما يعادل 92.41 نقطة، بينما انخفض مؤشر هانغ سانج "HSi" في هونج كونج ليسجل خسائر بلغت نسبتها 1.09% ما يعادل 27.85 نقطة.

وأيضًا في كوريا الجنوبية نجد أن مؤشر كوسبي 50 "KOSPI50" انخفض ليسجل خسائر بلغت نسبتها 1.35% ما يعادل 27.85 نقطة، كما انخفض مؤشر "ASX 300" في استراليا ليسجل خسائر بلغت نسبتها 0.33% ما يعادل 23.25 نقطة.

بينما نجد أن مؤشر شنغهاي المركب "SHCOMP" الصيني استطاع تحقيق مكاسب بلغت نسبتها 0.31% ما يعادل 9.52 نقطة، وأيضًا في نيوزيلاندا نجد أن مؤشر "NZX50" استطاع تحقيق مكاسب بلغت نسبتها 0.07% بما يعادل 8.84 نقطة.

هل يترك فيروس كورونا بصمة دائمة على تداول الأسهم العالمية؟

كثيرًا ما نجد هذا السؤال يتردد على السنة المستثمرين والمتداولين في أسواق الأسهم العالمية، وتكمن إجابة هذا السؤال في السطور القليلة القادمة.

يحدث الضرر بشكل دائم على الاقتصاد العالمي عند حدوث صدمة في جانب العرض من الاقتصاد، مما يعني أنه قد يتسبب فيروس كورونا في ضرر دائم على تداول الأسهم العالمية في حال انخفضت مستويات رأس المال لكل عامل أو تدمر رأس المال كليًا.

وفي حال تسبب فيروس كورونا في إفلاس القطاعات الغير المالية المثقلة بالديون في الصين كنتيجة مباشرة للحجر الصحي، فإننا سنجد أن العرض سيتأثر بشكل ملحوظ للغاية ويعود ذلك في كون هذه الشركات تعتمد بشكل كبير على نمو اقتصادي مرتفع حتى تستطيع الوفاء بالتزاماتها.

وقد تساعد الحكومة الصينية في حل هذه المشكلة للشركات الغير المالية من خلال السماح للبنك المركزي بضخ سيولة مناسبة في الأسواق، ولكن ذلك قد يتسبب بشكل ملحوظ في ارتفاع نسبة التضخم وفقدان الإيوان الصيني لقيمته.

ما هو تداول الأسهم في أسواق الأوراق المالية؟

وفي نهاية مقالنا يجب علينا أن نقوم بتعريف تداول الأسهم في أسواق الأوراق المالية والذي يعني تنفيذ صفقات بيع وشراء أسهم الشركات والمؤسسات المدرجة في أسواق البورصات العالمية.

وامتلاك سهم ما يعني امتلاك جزء معين من ملكية الشركة أو المؤسسة المُصدرة لهذا السهم، ويقوم المستثمرين بتنفيذ صفقات تداول الأسهم بغرض الاستثمار وتحقيق الأرباح في المقام الأول.

وكان تداول الأسهم قديمًا يتم من خلال سماسرة البورصة وكان مقتصرًا على الشركات والمؤسسات الكبرى والأفراد ذوي المحافظ الاستثمارية الضخمة، ولكن مع التطور التكنولوجي للتداول أصبح تداول الأسهم متاحًا أمام كافة الأفراد في مختلف أسواق الفوركس العالمية من خلال شركات الوساطة المالية التي تقدم العديد من المزايا للمستثمرين مثل تداول الأسهم من خلال الرافعة المالية.

حيث يمكنك تداول الأسهم من خلال تطبيقات الماك والأندرويد وتنفيذ صفقات البيع والشراء وأنت جالس في منزلك.

ولكن يجب التذكير دائمًا بأن أسواق الفوركس من الأسواق عالية المخاطر لذلك يجب عليك التعلم بطريقة جيدة حتى يمكنك تنفيذ صفقات التداول بنجاح وتحقيق الأرباح والمكاسب، كما يجب عليك التعرف على كافة أنواع المخاطر التي تواجه المستثمرين في أسواق الأوراق المالية وكيفية إدارة هذه المخاطر.