إحتفل المسلمون فى إثيوبيا اليوم بعيد الأضحى المبارك ، وشارك عشرات الآلاف منهم فى أداء صلاة العيد باستاد أديس أبابا الرياضى ، وذلك فى مشهد دينى بهيج . وعلى عكس ما يحدث فى مصر ، حيث يمكن إقامة صلاة العيد فى المساجد وبعض الساحات التى يتم تحديدها لذلك ، حيث أنه يتم الاحتفال بالعيد فى العاصمة الاثيوبية بإقامة صلاة العيد فى إستاد أديس أبابا وليس فى المساجد أو ساحات متعددة . ولذلك ، فإن المشاركين فى الصلاة يقطعون عدة كيلومترات سيراً على الأقدام من مساكنهم للوصول إلى أرض الاستاد ، ولكن مشهد جموع المصلين وهم يتوجهون الى الاستاد يبعث شعور البهجة فى النفوس . ومن جانبها ، فإن السلطات الاثيوبية جعلت المرور فى الشوارع والطرق المؤدية إلى الاستاد يقتصر فقط على المشاة الراغبين فى الصلاة بالاستاد ، ومنعت مرور السيارات والعربات بهذه الطرق ، حرصا على سلامة المشاة ، الذين يضطرون - فى المقابل - إلى السير على أقدامهم . وقامت السلطات بنشر المئات من أفراد الشرطة على جانب الطرق لتأمين سلامة المشاة ، وأقامت عدة نقاط للتفتيش الوقائى للحيلولة دون تسلل أى مندسين بين المصلين قد يسعون لتعكير صفو الصلاة ، وقد قابل المصلون هذه الاجراءات بترحاب لإدراكهم أنها من أجل سلامتهم سواءً على الطرق أو داخل الاستاد ، وذلك فى الوقت الذى كانت تبدو فيه لافتة أعلى أحد الجدران وعليها عبارة " دستورنا هو ضمان لديننا " . وفى داخل الاستاد ، إنتشر المصلون - من جنسيات مختلفة - على المدرجات وحول أرض الملعب جالسين على "سجادات صلاة" خاصة أحضروها معهم أو اقتسموها مع رفاقهم وهم يسبحون ويهللون ويكبرون حتى موعد اقامة الصلاة ، حيث إصطفوا - صغارا وكبارا - تجاه القبلة فى جو إيمانى مفعم بالروحانية . وبعد ختام الصلاة ، ألقى الامام خطبة العيد ، و دعا فيها المسلمين إلى وحدة الصف ونبذ الخلافات بينهم ، وألايتفرقوا ، وقام بتذكيرهم بوحدة الحجاج يوم عرفة حيث تجمع ملايين المسلمين من مختلف الجنسيات والألوان عند جبل عرفات تلبية لنداء إله واحد ، وحثهم على إدراك مغزى قصة سيدنا ابراهيم الذى كان على استعداد للتضحية بابنه إسماعيل خضوعا لأمر الله. وبعد الصلاة إنتشر المصلون على الطرق فى مشهد احتفالى رائع بالعيد وهم يهنئون بعضهم بعضا ، غير عابئين بطول المسافة على طريق العودة لمساكنهم سيرا على الأقدام مرة أخرى ، داعين الله أن يتقبل صلاتهم وأن يجعل عيد الأضحى عيد خير وبركة للمسلمين . ومن ناحية أخرى ، وجهت المحكمة الشرعية الفيدرالية الاثيوبية رسالة بمناسبة عيد الأضحى حثت فيها المسلمين على أن يكون احتفالهم بالعيد من خلال إظهار تعاطفهم مع المحتاجين .
