عاجل

متحدث "تنسيقية الأحزاب": هذا ما قدمته التنسيقية للحياة السياسية خلال عامين

جانب من ندوة الأهرام

استضافت مؤسسة الأهرام، عددا من رموز شباب تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بالتزامن مع الذكرى الثانية لانطلاقها، للتعرف على ظروف النشأة والأهداف التى وضعها الشباب المؤسسون لآليات عملها، وكيف يمكن تأمين تلك الغايات أمام سرعة التحولات التى يمر بها المجتمع والتحديات التى تطرح نفسها أمام هذا الكيان. 


وقال المهندس مصعب أمين، المتحدث باسم تنسيقية شباب الأحزاب، إن حالة التأسيس الوطنى التى شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة صاحبها اهتمام من الدولة بالشباب، وهو ما هيأ البيئة لجعل أصواتهم مسموعة فى دوائر صنع القرار وزيادة المبادرات المتعلقة بهم سواء من الشباب أنفسهم أو المسئولين بالدولة، ومع دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لتنمية الحياة السياسية، كان لمبادرة التنسيقية نصيب من هذا الاهتمام، إلى أن أصبحت التنسيقية اليوم جزءًا من المجتمع السياسى تتبنى قضاياه فى كل مناسباتها ومشاركاتها.


وضمت التنسيقية منذ تأسيسها عددًا من الأحزاب من مختلف التوجهات السياسية، بالإضافة لشباب غير حزبيين، وعبرت بداخلها عن مكونات المجتمع المصري، وكان هدفها الأساسى من يومها الأول تنمية الحياة السياسية من خلال التنوع الايدولوجى الموجود داخل الشارع السياسى وأن تتسع لكل وجهات النظر، وكانت وسيلتنا لتحقيق هذا المسعي، محاولة نقل الأحزاب والممارسة السياسية بصورة عامة من حالة الاستقطاب التى تشهدها فى كل القضايا، إلى استثمار المساحات المشتركة بين مختلف التيارات السياسية خلف مشروع وطنى جامع، بصناعة التوافق بينهم، على اعتبار أن المصلحة العامة ركيزة أساسية للعمل العام والسياسى منه، وهى الحالة التى افتقدتها الأوساط السياسية كثيرا فى المراحل السابقة.


والحالة التى أحدثتها التنسيقية انعكست تداعياتها أيضا فى بناء تماسك بين مختلف قوى المجتمع تحديدًا على الصعيد السياسي، لمواجهة التحديات الكبرى التى يواجهها الوطن بهذه المرحلة الحساسة التى تتطلب اصطفافا وطنيا من الداخل.


كذلك آمنت التنسيقية ومثلت حلقة وصل بين مؤسسات الدولة المختلفة والأحزاب السياسية لترجمة هذا التوافق عمليًا فى تكامل بين كل الأطراف على مختلف الأصعدة من أجل إعلاء مصالح المجتمع ومواطنيه، والاستفادة من رؤى تلك الأحزاب فى قضايا مثل التنمية الاقتصادية ــ المجتمعية، التى تقع فى أولويات أجندة العمل الوطنى حاليًا، للحشد والتعبئة وراء تحقيقها. 


كما أسهمت الأنشطة التى قامت بها التنسيقية على مدى العامين السابقين فى إضافة نخبة جديدة من الشباب للمجتمع السياسى أصحاب كفاءة سياسية ووعى وطني، يمكننا الاستشراف بهم أن تغدو الحياة السياسية مستقبلا أكثر تطورا بما لديهم من القدرة على العمل معًا. بالتزامن مع مساعى رفع الوعى لدى الشباب وتشجيعهم على المشاركة السياسية من خلال عقد الأنشطة التثقيفية وحملات التوعية بحقوقهم وواجباتهم. ويعد هذا المنحى الأخير أهم ما يميز تجربة التنسيقية من غيرها من المحاولات التى بذلت من قبل،إذ إنها لم تنكفئ على نفسها، بل حرصت على سلوك تفاعلها صحيا وحيويا مع مختلف فئات المجتمع وفى القضايا العامة.


وتنوعت الأدوار والأنشطة التى أسهمت بها التنسيقية تنمية الكوادر السياسية تحديدًا وإكسابهم الخبرات العملية فى جوانب عديدة، عبر زيادة قنوات الاتصال المفتوحة بين الشباب مع الدولة فى مختلف المستويات وتمثيلهم فى الحوارات المجتمعية والأوساط السياسية، ومشاركتها فى منتديات ومؤتمرات الشباب، وأيضا ورش العمل التى ننظمها لإعداد رؤى وأوراق سياسات عامة فى مختلف المجالات، وكذلك اللجان النوعية بالتنسيقية التى تتيح الفرصة للأعضاء فى الالتقاء بذوى الخبرة والاختصاص فى مختلف المجالات.


وسعت التأسيسية منذ يومها الأول ليكون لها تأثير جيد فى الحالة المصرية، والحياة السياسية بعدة إسهامات سواء تجاه المهتمين بالعمل الحزبى والسياسى من إتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن طاقاتهم واستثمارها الجيد، أو دعم وجود الأحزاب السياسية فى مختلف المناسبات وقضايا الوطن والمجتمع، أو كذلك ما أخذته على عاتقها من إحداث حيوية فى البيئة العامة من أجل حياة سياسية جديدة وما تستلزمه من مسئوليات فى سبيل تنميتها.


ومع اقتراب الذكرى الثانية للتنسيقية، كنا قد أجرينا وأنهينا الحوار المجتمعى حول الاستحقاقات الانتخابية لمجلسى النواب والشيوخ وبالإضافة للمجالس المحلية، والتى أتت فى واحدة من أهم القضايا التى تقع فى صلب الاهتمام المشترك بين كل الأطراف والتيارات السياسية، ونجاح التنسيقية فى الحفاظ على حالة الحوار التى بدأتها منذ عامين هو الذى شجعنا على الدعوة إليه، وكان من مبادئنا فيه إتاحة الحق والحرية لأى حزب أو شخصية فى طرح وجهة النظر دون مناقشة أو مراجعة له فيها، ولعل هذا كان أحد أسباب التنوع الذى كان موجودا فى المشاركين من مختلف التوجهات ما بين أقصى اليمين إلى أقصى اليسار؛ فتميزت التنسيقية بقدرتها على جمع هذه الألوان المتعددة من الطيف المصرى فى حوار مجتمعى استمرت أجندة أعماله قرابة الأربعة أشهر داخل التنسيقية وخارجها، ورأى الجميع فيه ثمرة هذا العمل المشترك معا على مدى العامين الماضيين، كما حرصت التنسيقية على تقديم مشروعات قوانين كثيرة لمجلس النواب، وكللت جهودها خلال العامين الماضيين بتعيين عدد من نواب المحافظين.