عاجل

الصحة العالمية تحذر: تعطل ترصد الأنفلونزا يجعلنا غير مستعدين عند حدوث جائحة

الدكتور أحمد المنظرى المدير الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية

كشفت منظمة الصحة العالمية فى بيان لها، أن نُظُم ترصُّد الإنفلونزا في إقليم شرق المتوسط، بالغة الأهمية في دعم اكتشاف حالات فيروس كورونا كوفيد-19 المُشتبه فيها والمؤكدة، محذرة من تعطل ترصد الأنفلونزا الروتينى بسبب جائحة كورونا، مما يجعلنا غير مستعدين إذا حدثت جائحة جديدة للأنفلونزا.


وقال الدكتور أحمد المنظرى المدير الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، في إطار النُّظُم الحالية لترصُّد الإنفلونزا، يأخذ العاملون الصحيون عينات من المرضى الذين يلتمسون علاجاً لأمراض شبيهة بالإنفلونزا ولعدوى تنفسية حادة وخيمة، ونجحت المواقع الخافرة لترصُّد الإنفلونزا، الموجودة بجميع بلدان الإقليم، في الكشف عن المرضى المصابين بفيروس كورونا "كوفيد-19"، وضمان الإبلاغ عن حالات الإصابة وتشخيصها وعلاجها على الوجه الصحيح من أجل الحد من انتشار المرض وتوجيه جهود الاستجابة.


وأضاف، منذ جائحة فيروس انفلونزا الخنازير H1N1  في عام 2009، ووباء فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية الذي بدأ في إقليمنا في عام 2012، حققت البلدان مكاسب كبيرة في الالتزام باليقظة والتأهب لفيروسات الجهاز التنفسي التي قد تتسبب في حدوث جائحة، موضحا أنه توجد نُظُم مُفعّلة لترصد الإنفلونزا في 19 بلداً من أصل 22 بلداً في الإقليم.


وأكد، يعمل 18 مركزاً وطنياً من المراكز المعنية بالإنفلونزا القادرة على اكتشاف وتأكيد فيروسات الإنفلونزا الموسمية، والإنفلونزا غير العادية، التي قد تتسبب في جائحة بشرية، موضحا أنه بحلول أواخر عام 2019، كان عدد عينات الإنفلونزا التي خضعت للاختبار وأُبلِغت بها المنصات المسئولة عن الإنفلونزا العالمية والإقليمية، قد زاد بمقدار 5 مرات ونصف منذ عام 2012.


وقال، لكن نظراً لأن نُظُم الإنفلونزا وقدراتها ومواردها قد تحولت الآن إلى مكافحة فيروس كورونا كوفيد-19، فقد تعطل الترصد الروتيني للإنفلونزا تعطلاً خطيراً، ما يجعلنا غير مستعدين لو حدثت جائحة إنفلونزا، وقد انخفض معدل تبادل المعلومات الخاصة بالإنفلونزا والفيروسات في إقليم شرق المتوسط انخفاضاً حاداً منذ بداية جائحة فيروس كورونا "كوفيد-19"، وحدث انخفاض بنسبة 62% في عدد شحنات الفيروسات التي تلقتها المراكز المتعاونة مع المنظمة لاختبارها، كما انخفض بنسبة 42% عدد البلدان التي رفعت تقارير إلى شبكة فلونت لترصد الإنفلونزا أو المنصات الإقليمية المعنية بالإنفلونزا، وانخفض بنسبة 94% عدد فيروسات الإنفلونزا وتسلسلاتها الجينية التي تم تقديمها إلى المبادرة العالمية لتبادل بيانات إنفلونزا الطيور، وهي مبادرة علمية عالمية، ومصدر رئيسي للبيانات الجينية لفيروسات الإنفلونزا.


وحذر قائلا: إذا لم تُبذل جهود دؤوبة في هذا الصدد، فمن المحتمل أن ينهار ترصُّد الإنفلونزا في الإقليم فيمحو جميع المكاسب التي تحققت في السنوات القليلة الماضية، وسوف يتعطل الترصُّد الروتيني للإنفلونزا على نحو خطير، مما يؤثر سلباً في قدرة البلدان على اكتشاف الأشكال المتغيرة لفيروسات الإنفلونزا الموسمية أو الفيروسات التي قد تتسبب في جائحة، والإبلاغ عنها، وسوف يتأثر إنتاج لقاح الإنفلونزا الموسمية تأثراً سلبياً بسبب نقص السلالات الإيجابية، ومن المحتمل أن تزداد في نهاية المطاف معدلات المرضى والوفيات الناجمة عن الإنفلونزا.


وقال، في إطار جهود التأهب للإنفلونزا، تقدم منظمة الصحة العالمية، الدعم إلى الحكومات في إقليم شرق المتوسط عن طريق نهج يشمل المجتمع بأسره، على الأصعدة المجتمعة والوطنية والدولية. ويشمل ذلك ضمان قوة القدرات التي تتمتع بها نُظُم الإنذار المبكر والترصُّد الوبائي، والمختبرات، والنظم الصحية والمهنيون الصحيون، ونظام الاستجابة للطوارئ، والإبلاغ عن المخاطر، مضيفا وبينما نعمل جميعاً على مكافحة فيروس كورونا كوفيد-19، يجب أن نتذكر أن الإنفلونزا التي قد تتسبب في جائحة لا تزال تمثل تهديداً حقيقياً. ويجب أن تواصل البلدان جمع عينات تنفسية باستخدام تعاريف الحالات الحالية.


وأوضح، ينبغي لجميع المختبرات المرجعية أن تراجع الفحوصات المختبرية وتُعدِّلها لتجمع بين اختبارات كلٍّ من الإنفلونزا وفيروس كورونا كوفيد-19، كما أن الاستعراض الدوري الفوري واللاحق لقدرات المختبرات والترصد والاستجابة فيما يتعلق بكلِّ من الإنفلونزا وكورونا كوفيد-19 سيكون له دور جوهري في تحديد الثغرات الحرجة في كل بلد على حدة، وستكون المنظمة على استعداد لمساعدة البلدان على معالجة ما يوجد من ثغرات في الاختبار والإبلاغ وتبادل الفيروسات من أجل تيسير التأهب والاستجابة لكلٍّ من فيروس كورونا "كوفيد-19 "، وفيروسات الإنفلونزا التي قد تتسبب في جائحة بشرية.