عاجل

نص كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الدولي لدعم لبنان

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الأحد، عبر "الفيديو كونفرانس"، في المؤتمر الدولي لدعم لبنان، والذي نظمته فرنسا والأمم المتحدة، وبمشاركة لفيف من رؤساء الدول والحكومات.

المؤتمر عقد بهدف حشد الدعم من قبل شركاء لبنان الدوليين الرئيسيين وتنسيق المساعدات الطارئة من المجتمع الدولي في مواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت يوم ٤ أغسطس الجاري، وذلك لمساندة الشعب اللبناني والاستجابة لاحتياجاته في هذا الصدد، سواء الطبية والغذائية وتلك المتعلقة بإعادة تأهيل البنية التحتية.

وقد أعرب الرئيس خلال كلمته عن الشكر والتقدير للرئيس الفرنسي ماكرون للمبادرة بالدعوة لعقد هذا المؤتمر، والذي يكتسب أهمية بالغة في ظل الظرف العصيب الذي يواجه الشقيقة لبنان، داعيًا المجتمع الدولي إلى بذل ما يستطيع من أجل مساعدة لبنان على النهوض مجددًا من خلال تجاوز الآثار المدمرة لحادث بيروت وإعادة إعمار ما تعرض للهدم.

كما أشار الرئيس إلى أن مصر قد شرعت في أعقاب انفجار بيروت الأليم في تقديم يد العون إلى الأشقاء في لبنان عبر جسر جوي مُحمل بالمواد الإغاثية والأطقم والمستلزمات الطبية اللازمة لمساعدتهم على مواجهة تداعيات الحادث، كما فتح المستشفى العسكري الميداني المصري في لبنان أبوابه لتقديم الخدمات الطبية العاجلة، مؤكدًا مجددًا على دعم مصر وتضامنها الكامل مع الشعب اللبناني، واستعدادها التام لتقديم كافة أشكل الدعم من خلال المزيد من المساعدات الطبية والإغاثية اللازمة في هذا الصدد، إلى جانب تسخير إمكاناتها لمساعدة الأشقاء في لبنان في جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة.

كما ناشد الرئيس الوطنيين المخلصين في لبنان، على اختلاف مواقعهم، النأي بوطنهم عن التجاذبات والصراعات الإقليمية، وتركيز جهودهم على تقوية مؤسسات الدولة الوطنية اللبنانية، وتلبية تطلعات الشعب اللبناني عبر تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الحتمية التي لا مجال لتأجيلها، بما يؤهل لبنان للحصول على ثقة المؤسسات المالية الدولية والدعم الدولي، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على مسيرة لبنان نحو تحقيق الاستقرار والتنمية والرخاء


 

وجاءت تفاصيل كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الدولى لدعم لبنان كالتالي:

بداية، أتوجه بالشكر لصديقى العزيز، فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون، على المبادرة بالدعوة لعقد هذا الاجتماع الذى يكتسب أهمية بالغة في ظل الظرف العصيب الذى يواجه الشقيقة لبنان، والذى جاء ليضيف حلقة جديدة إلى سلسلة الأزمات المتتالية التى أحاطت بالشعب اللبنانى الشقيق من مختلف الجوانب، ولعل في اجتماعنا اليوم ما يخفف قدرًا من العبء الذى أثقل كاهل لبنان وليبعث برسالة دعم قوية وواضحة للشعب اللبنانى، هو في أمس الحاجة إليها في هذا الوقت الدقيق الذى يمر به.

كما أننى على يقين تام من حرص الدول الأعضاء في مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان على بذل ما تستطيع من أجل الحفاظ على أمن واستقرار لبنان الشقيق ومساعدته للنهوض ليعود مزدهرًا كما كان.

لقد تابعت مصر والعالم بأسره بمزيد من الحزن والألم في الرابع من أغسطس الجارى مشاهد الدمار التى خلفها حادث الانفجار الذى وقع في مرفأ بيروت، وعلى أثر هذا الحادث الأليم الذى أوقع عددٍ كبير من الضحايا والمصابين والمفقودين، شرعت مصر شعبًا وحكومة في تقديم يد العون إلى الأشقاء في لبنان عبر جسرٍ جوى محمل بالمواد الإغاثية والأطقم والمستلزمات الطبية اللازمة لمساعدتهم على مواجهة تداعيات الحادث، كما فتح المستشفى العسكرى الميدانى المصرى في لبنان أبوابه لتقديم الخدمات الطبية العاجلة يدًا بيد وكتفًا بكتف مع أبناء الشعب اللبنانى الشقيق.

ومن هنا فإن مصر تؤكد مجددًا على دعمها وتضامنها الكامل مع الشعب اللبنانى وتعرب عن استعدادها التام لتقديم كافة أشكال الدعم من خلال المزيد من المساعدات الطبية والإغاثية اللازمة في هذا الصدد، إلى جانب تسخير إمكاناتها لمساعدة الأشقاء في لبنان في جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة، خاصة من خلال إفاد مهندسين وفنيين في مجالات إعادة تأهيل البنية التحتية وإصلاح محطات الكهرباء المتضررة، كما تدعو مصر لإطلاق جهد دولى لمساعدة ودعم الشعب اللبنانى في تجاوز الآثار المدمرة للحادث وإعادة إعمار ما تعرض للهدم.

لا يخفى عليكم أن الظرف الاستثنائى الصعب الذى يواجه العالم والمنطقة العربية جراء جائحة كورونا قد ألقى بأعباءٍ ثقيلة على كهل العديد من الدول، خاصة تلك الدول التى تواجه تحديات اقتصادية كبيرة بالأساس، ومنها لبنان الشقيق، الذى أضحى الآن وبعد هذا الحادث الأليم في موقف بالغ الصعوبة والتعقيد بفعل تلك العوامل مجتمعة.

وهو ما يجعل من تقديم الدعم الدولى للشعب اللبنانى أمرًا حتميًا وعاجلًا لإعانته على الصمود أمام هذا التحدى الكبير، فضلًا عن دور القيام للمجتمع الدولى بتنحية الخلافات السياسية وعدم السماح باستمرار استخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الإقليمية مع مراعاة الحفاظ على السيادة اللبنانية.

إننى أناشد الوطنيين المخلصين في لبنان، على اختلاف مواقعهم، النأى بوطنهم عن التجاذبات والصراعات الإقليمية، وتركيز جهودهم على تقوية مؤسسات الدولة الوطنية اللبنانية، وتلبية تطلعات الشعب اللبنانى عبر تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الحتمية التى لا مجال لتأجيلها، بما يؤهل لبنان للحصول على ثقة المؤسسات المالية الدولية والدعم الدولى، وفقًا لمقررات مؤتمر سيدار لعام 2018، والأمر الذى سينعكس إيجابًا على مسيرة لبنان نحو تحقيق الاستقرار والتنمية والرخاء.

وشكرًا مرة أخرى فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون".