عاجل

تحذير وتشكيك دولي من لقاح "سبوتنيك".. والصحة الروسية: غير مضمون

أثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء الماضي، عن تسجيل أول لقاح ضد فيروس كورونا في العالم، حالة من التشكيك، فيما حذر الخبراء من أن التجارب السريرية كان يجب أن تجرى لفترة أطول.


وأكد بوتين أن اللقاح اللقاح يوفر "مناعة مستدامة" وأن إحدى بناته تلقّته، وتم تسمية اللقاح "سبوتنيك" على اسم أول قمر صناعي من صنع البشر يصل المدار وهو ما كان نصر لبرنامج الفضاء السوفيتي على الخصم الأمريكي في أواخر خمسينيات القرن الماضي.


ماذا قالت "الصحة العالمية"؟ 


وعلّقت منظمة الصحة العالمية بحذر على إعلان روسيا، مشيرة إلى أن "المرحلة التي تسبق الترخيص" والترخيص للقاح يخضعان لآليات "صارمة".


وقال طارق ياساريفيتش المتحدث باسم المنظمة، خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو: "نحن على تواصل وثيق مع السلطات الروسية والمحادثات تتواصل. المرحلة التي تسبق الترخيص لأي لقاح تمرّ عبر آليات صارمة.


وأوضح أن "مرحلة ما قبل الترخيص تتضمن مراجعة وتقييما لكل بيانات السلامة والفعالية المطلوبة التي جمعت خلال مرحلة التجارب السريرية".


وأشار إلى أنه بالإضافة إلى المصادقة التي تمنحها الجهات المختصة في كل بلد، "وضعت منظمة الصحة العالمية آلية ترخيص مسبق للقاحات ولكن أيضاً للأدوية. يطلب المصنعون الترخيص المسبق لمنظمة الصحة العالمية لأنه بمثابة ضمان للنوعية".


والأسبوع الماضي، أبدت منظمة الصحة العالمية شكوكاً بعد إعلان روسيا أن لقاحها على وشك الإنجاز، مذكرةً بأن أي سلعة دوائية "يجب أن تخضع لكل الاختبارات والفحوص الضرورية قبل أن يصادق على استخدامها"، وأشارت إلى أنها لم تتلق "أي شيء رسمي" من روسيا.


وقال المتحدث إنه في الوقت الحالي "من المهم للغاية تطبيق تدابير صحة عامة قابلة للاستمرار. علينا أن نواصل الاستثمار في تطوير لقاحات وعلاجات ستساعدنا في الحد من انتقال العدوى مستقبلاً"، مضيفاً أن "سرعة تطوير بعض اللقاحات المحتملة أمر مشجّع". وتابع: "نأمل في أن تثبت بعض هذه اللقاحات أنها آمنة وفعالة".


"الصحة الروسية": غير مضمون:


كما أكدت وزارة الصحة الروسية أن اللقاح "ليس مضمون الفعالية حتى الآن، بسبب نقص الدراسات بشأنه". 


وذكرت في تحقيق نشرته الثلاثاء أيضا في موقعها ونقله موقع "العربية"، أن اللقاح لا يناسب البالغين أقل من 18 ولا أكثر من 60 سنة، ولا الحوامل من النساء أو المرضعات، أو الذين يعانون من قائمة طويلة من الأمراض الأساسية.


أما أعراضه، فكوكتيل بائس بامتياز: تورم وحكة في موقع التطعيم، وانخفاض بالشهية، مع ارتفاع في الحرارة، إضافة إلى الشعور بالخمول، كما وبالصداع والإسهال، مع أعراض أخرى شبيهة بأعراض الزكام، طبقا لتقرير نشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية، واستمدت ما فيه من تقرير آخر صدر في 6 صفحات عن معهد Gamaleya Research and Microbiology لأبحاث علوم الأوبئة والأحياء الدقيقة، وهو الذي طوّر اللقاح في مقره بموسكو.


وبرغم ورود إشارة بتقرير المعهد، المنشورة صورة لقسم من صفحته الأولى أعلاه، إلى أن معظم هذه الأعراض "خفيفة أو معتدلة" إلا أن شهادة تسجيل اللقاح، تضمنت أنه "لا يمكن تحديد السلبيات بدقة أكبر، بسبب قلة العيّنة المحدودة من المشاركين" في إشارة إلى الاختبارات التي جرت على 38 متطوعا لمدة 42 يوما، حيث تم تسجيل 144 حدثا سلبيا، استمرت 30 منها للآن.


ونبه تقرير المعهد بشكل خاص، إلى ضرورة عدم تطبيق اللقاح على من يعانون من أمراض الكبد والكلى والسكري، إضافة لأمراض الصرع والسكتات الدماغية وأمراض الجهاز العصبي المركزي، والقلب والأوعية الدموية ونقص المناعة وأمراض الرئة والربو والأكزيما. كما اعترف التقرير بأنه لم يتم إجراء أي بحث حول كيفية تفاعل اللقاح مع الأدوية الأخرى. أما الحصانة التي يؤمنها من "كورونا" المستجد، فأكد التقرير أن مدتها "غير معروفة" أي بعكس ما زعمه مسؤولون روس، بأنها تصل إلى عامين.


ألمانيا تشكّك 


أما وزارة الصحة الألمانية فشكّكت في "نوعية وفعالية وسلامة"، إذ قالت متحدثة باسم وزارة الصحة الألمانية لمجموعة "آر إن دي" الألمانية: "لا معلومات معروفة عن نوعية وفعالية وسلامة اللقاح الروسي" مذكرة بأن "سلامة المرضى (في الاتحاد الأوروبي) هي على رأس الأولويات".


وتابعت: "الشرط المسبق للسماح باستخدام لقاح في أوروبا هو المعرفة الكافية المستخلصة من التجارب السريرية لإثبات فعالية الدواء وآثاره الجانبية، إضافة إلى الدليل على جودته الدوائية.


كما صرحت المتحدثة ذاتها لـ"شبكة التحرير الصحفي دويتشلاند" أنه يجب إثبات نتيجة إيجابية لنسبة المجازفة باستخدام العقار قياسًا إلى المنفعة منه قبل أن يتم استخدامه على نطاق واسع.


خطأ فادح


ومن ناحيته، قال الدكتور بول أوفيت، مدير مركز تعليم اللقاحات في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، إنه يخشى أن تؤدي موافقة روسيا على اللقاح إلى الضغط على الولايات المتحدة لطرح لقاح خاص بها قبل أن يصبح جاهزا.


وقال أوفيت وفق ما نقلت "سكاي نيو": "تصرف روسيا خطأ فادح، وقد يتسبب بضرر كبير. لقد كانت حيلة سياسية".


اللقاح خطير 


أيضا مدير معهد سلامة اللقاحات في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، دانييل سالمون، علّق على اللقاح الروسي، وقال "مخيفٌ فعلا"، ووصفه بـ"الخطير".


ويرى سالمون وثلة أخرى من الباحثين، أن روسيا أقدمت على خطوة بالغة الخطورة حينما أعلنت جاهزية اللقاح، لأنها تجاهلت المراحل الثلاث المطلوبة خلال التجارب السريرية.


وأوضح الباحثون أن هذه الخطوات ضرورية حتى يكون اللقاح فعالا وغير مضر بصحة بعض الأشخاص الذين يأخذون جرعة منه.


فاوتشي يشكك 


وعبر كبير خبراء الأمراض المعدية بالحكومة الأمريكية أنتوني فاوتشي عن أمله في أن تكون روسيا قد أثبتت "بشكل قاطع" أن لقاح كورونا الذي أعلنت عنه "آمن وفعال".


وقال فاوتشي في تصريحات لقناة "ناشيونال جيوجرافيك"، أوردتها وكالة بلومبرج للأنباء: "يساورني الشك على نحو جدي في أنهم فعلوا (الروس) ذلك".


وأشار إلى أن الولايات المتحدة لديها ستة لقاحات تخضع للتجارب الطبية، لكن وجود لعقار شئ، وإثبات أنه آمن وفعال شئ مختلف تماما.


وقال فاوتشي: "إذا أردنا أن نخاطر بفرصة الإضرار بكثير من الناس، فقد نبدأ ذلك الأسبوع المقبل".


كوريا الجنوبية: المعلومات محدودة 


كما صرحت مصادر حكومية كورية جنوبية بأن المعلومات المتعلقة به، محدودة حاليا، لافتة إلى أنه من الممكن التوجه لاستيراده بعد التأكد من سلامة استخدامه.


ونقلت وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية عن نائب وزير الصحة كيم كانج-ليب القول :"يمكن البت في مسألة استيراد اللقاح الروسي بعد تأمين المعلومات الأساسية الخاصة بسلامة استخدامه".


وإيران تحذر


أيضا حثت وزارة الصحة الإيرانية اعلى توخي الحذر بشأن اللقاح، وكتب المتحدث كيانوش جهانبور على تويتر: "قبل اكتمال جميع التجارب السريرية، يكون استخدام اللقاحات مثل /فتح صندوق باندورا / - صندوق الشرور - وبالتالي يحتمل أن يكون خطيرا".


وفي الأساطير الإغريقية، كان الصندوق الذي فتحه الغريب باندورا يحتوي على كل شرور العالم، بما في ذلك المرض.


وأضاف جهانبور أن الدول يجب أن تتذكر أن الهدف من اللقاح يجب أن يكون سلامة وصحة السكان.


مركز اللقاحات بموسكو يرد على التشكيك


ردّ مدير مركز اللقاحات الروسي "جامالي" ألكسندر جينتسبورج، على ما أثاره اللقاح قائلا "إنه سيكون من السذاجة توقع رد فعل إيجاب استثنائي من دول أخرى حال تسجيل اللقاح.


وأضاف جينتسبورج في تصريح نقله وكالة "أ ش أ"، عن قناة "روسيا - 24" الإخبارية: "من خلال إنتاج اللقاح الروسي، سيتم حرمان أشخاص معينين وشركات معينة من عدة مليارات من الدولارات"، مشيرا إلى أن رد الفعل المتوقع في هذه الحالة سيكون التشكيك في اللقاح بالطبع.


وأكد "أن اللقاح الروسي آمن تماماً ومسجل وفقاً لجميع القوانين والتشريعيات الروسية".


ترحيب: 


وسط تلك التحذيرات لاقى اللقاح ترحيب بعض الدول، إذ سجلت وزارة الصحة الفيتنامية طلبا لشراء اللقاح، وفقا لما أذاعه تلفزيون فيتنام الحكومي "في تي في".


وقال الإعلان نقلاً عن وزارة الصحة: "في غضون ذلك ، ستستمر فيتنام في تطوير لقاح كوفيد- 19 الخاص بها".