قارب موسم الحج هذا العام على الانتهاء، وبدأ حجاج بيت الله الحرام فى العودة الى أرض الوطن، خالين من الذنوب والمعاصى بعد أن من الله عليهم بنعمة الحج وغفر لهم ما تقدم من ذنبهم؛ ليبدأوا عهدا جديدا مع الله عزوجل قائما على الطاعة واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. التقى موفد وكالة أنباء الشرق الوسط الى الأراضى المقدسة اللواء مصطفى بدير مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية رئيس الجهاز التنفيذى لبعثة الحج المصرية رئيس بعثة حج القرعة لتقييم موسم الحج هذا العام ومواجهته بالسلبيات لتلافيها فى العام المقبل، وكذلك ابراز الايجابيات لتعظيمها فى العام المقبل. أكد اللواء مصطفى بدير مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية رئيس الجهاز التنفيذى لبعثة الحج رئيس بعثة حج القرعة أن بعثة القرعة بناء على توجيهات اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية لم تدخر جهدا من أصغر ضابط الى أكبر لواء بالبعثة فى خدمة ضيوف الرحمن، تلك الخدمة التى تعد شرفا لوزارة الداخلية، لافتا الى أن الدكتور مختار جمعة وزير الوقاف رئيس بعثة الحج المصرية هذا العام أشاد خلال جولاته على فنادق القرعة بالأراضى المقدسة بما لمسه من جهود وتفانى فى العمل من مسئولى البعثة فى خدمة الحجيج وتقديم كافة الخدمات التى تمكنهم من آداء المناسك فى سهولة ويسر. وأشار اللواء بديرالى أن بعثة القرعة نجحت هذا العام بصعوبة بالغة فى حجز فنادق إقامة الحجاج بالمنطقة المركزية بمكة المكرمة؛ وذلك على الرغم من الارتفاع الكبير فى الأسعار، نظرا لاستمرار أعمال التوسعة التى تقوم بها السلطات السعودية للحرم المكى وهدم عشرات الفنادق، وهو ما أدى الى ارتفاع أسعار الفنادق بشكل كبير بالمنطقة المركزية، نظرا لزيادة الطلب على العرض، ولكن على الرغم من ذلك فقد حرصت البعثة على حجز الفنادق بالمنطقة المركزية حتى يتمكن الحجاج من آداء الصلوات الخمس بالحرم المكى، بعكس بعض بعثات الحج الأخرى التى لجأت الى حجز أماكن اقامة حجاجها بمناطق بعيدة عن الحرم المكى بنحو 6 كيلو مترات مثل منطقة العزيزية، وهو ما مثل صعوبة على الحاج فى آداء الصلوات بالحرم المكى. وشدد اللواء بدير على أن حاج القرعة هو الوحيد بين صفوف الحجاج الذى يقيم بالمنطقة المركزية بمكة المكرمة بتلك التكلفة التى قام بدفعها كرسوم للحج وتبلغ 21 ألفا و830 جنيها غير شاملة تذكرة الطيران، مؤكدا أن قيمة حج القرعة تمثل التكلفة الفعلية للخدمات التى تقدم للحاج منذ سفره الى الأراضى المقدسة وحتى عودته بسلامة الله الى أهله؛ حيث أن وزارة الداخلية لا تحقق أو تهدف الى تحقيق أرباح جراء تنظيم حج القرعة، ولكنها تعتبره رسالة نحو المواطن بجانب رسالتها لتحقيق الأمن. وحول أوجه التطوير التى شهدها حج القرعة هذا العام، قال اللواء بدير إن حج القرعة شهد هذا العام العديد من أوجه التطوير التى لمسها الحاج بنفسه؛ حيث تم هذا العام اختيار موقع متميز لمخيمات الحجاج بعرفات الله، يحتوى على مواقف انتظار للحافلات، وهو ما أدى الى سرعة تنفيذ النفرة الى المزدلفة فى وقت قياسى لم يحدث من قبل فى تاريخ بعثة حج القرعة، مشيرا الى أنه تلقى اخطارا بعد ساعة و25 دقيقة فقط من بدء النفرة عقب آذان المغرب بخلو عرفات من حجاج القرعة. وأضاف أنه تم هذا العام تحسين وتطوير منظومة نقل الحجاج، سواء بين المدن السعودية أو الى منطقة المشاعر المقدسة بمنى وعرفات، مشيرا الى أنه تم الاتفاق مع النقابة العامة للسيارات بالمملكة على التعاقد مع شركتين على أعلى مستوى لنقل الحجاج ما بين المدن السعودية وتصعيدهم الى المشاعر المقدسة لأول مرة بحافلات حديثة موديلات 2013، و2014 مكيفة ومزودة بدورات مياه، بالإضافة الى تحسين منظومة التغذية التى تقدم للحجاج يوم عرفه وخلال أيام التشريق؛ حيث تم هذا العام لأول مرة أيضا توزيع الوجبات الجافة على الحجاج بشكل يومى بعد أن كان الحاج فى الأعوام الماضية يتسلمها قبل يوم عرفه ويتكبد مشقة حملها خلال يوم عرفه وأيام التشريق، وهو ما كان يعرض بعض محتوياتها للتلف جراء ارتفاع درجات الحرارة، فضلا عن تحسين الوجبات الساخنة التى تقدم للحاج خلال ذات الفترة، والتى تتكون من اللحوم والأسماك والجمبرى والدواجن والنشويات التى تحتوى على القيمة الغذائية الكاملة التى يحتاجها الحاج خلال آدائه للمناسك، وذلك فضلا عن رفع قيمة التأمين على الحاج لأول مرة من 20 الى 30 الف جنيه تصرف لاقدر الله فى حالة وفاته. وحول تضرر بعض الحجاج من مخيمات الاقامة بمشعر منى خلال أيام التشريق وشكواهم من ضيق الخيام، قال اللواء مصطفى بدير مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية رئيس الجهاز التنفيذى لبعثة الحج المصرية رئيس بعثة حج القرعة إن السلطات السعودية أكدت لبعثة الحج المصرية خلال المحاضر التنسيقية السابقة قبل موسم الحج أن اسكان عموم الحجاج القادمين من خارج المملكة بمشعر منى مقسم بين داخل المشعر وخارجه بما فى ذلك حجاج الداخل، وذلك نظرا لضيق مساحة منى والتى تبلغ حوالى مليون و350 الف متر، ووجود استحالة لاستيعاب كافة الحجاج بداخلها، مشيرا الى أن بعثة حج القرعة تحرص على اقامة جميع الحجاج بمشعر منى، وتقوم باستئجار مخيمات اضافية من أجل ذلك بعد مفاوضات شاقة مع الجانب السعودى تحكمها العلاقات الطيبة بين الشعبين الشقيقين، وبالتالى تكون المساحة المخصصة لكل حاج فى منى وفقا للسلطات السعودية فى حدود 90 سم، وهى بالطبع مساحة ضيقة للغاية، ولكن على الرغم من ذلك فقد نجحت البعثة فى الحصول على موقع متميز لضيوف الرحمن بمشعر منى بالقرب من جسر الجمرات، مما أتاح لهم سهولة الوصول الى جسر الجمرات ورمى الجمار والعودة الى مخيماتهم مرة أخرى دون تحمل مشقة السير طويلا. وحول مستوى الرعاية الصحية المقدمة لحجاج القرعة، أكد اللواء بدير أن البعثة قامت هذا العام بالتنسيق مع بعثة وزارة الصحة بتحسين أوجه الرعاية الصحية المقدمة لحجاج القرعة من خلال التوسع فى انشاء العيادات بأحياء إقامة الحجاج وتزويدها بكميات هائلة من الأدوية المتنوعة ومضاعفة كمياتها بالمقارنة بالأعوام الماضية، وهو ما ظهر ولله الحمد من خلال عدم تفشى أية أمراض وبائية أو معدية بين صفوف الحجاج من جانب، وانخفاض معدلات الوفيات بين صفوف الحجاج الى مستوى قياسى لم تشهده البعثة فى تاريخها من قبل؛ حيث بلغ اجمالى عدد وفيات بعثة القرعة حتى الآن 14 حاجا فقط جميعهم مصابين بأمراض مزمنة خطيرة. وفيما يتعلق بأطرف المواقف التى واجهها اللواء بدير خلال موسم الحج هذا العام، قال اللواء بدير إن أطرف المواقف كان تلقيه اخطارا من ضباط البعثة بمطار القاهرة الدولى بتأخر احدى الرحلات المتجهة الى المدينة المنورة بسبب عدم قدرة الحاجة حمدية إبراهيم إبراهيم حميدة (67 عاما) من حجاج القرعة بمحافظة القليوبية على صعود سلم الطائرة نظرا لوزنها الزائد؛ حيث تبلغ 286 كيلو جراما، مشيرا الى انه قام على الفور بالتنسيق مع مسئولى شركة مصر للطيران وتم تدبير ونش لرفعها لسلم الطائرة وتخصيص مقعدين لها بداخلها حتى وصولها الى المدينة المنورة؛ حيث تم تجهيز ونش آخر بمطار المدينة المنورة لنقلها من الطائرة الى سيارة اسعاف قامت بدورها بنقلها الى الفندق؛ حيث تم إعداد غرفة خاصة لها بالطابق الارضى بالفندق، وتفصيل سرير خاص يتمكن من تحمل وزنها الزائد، وكذلك مقعد متحرك لتتمكن من خلاله من الصلاة بالمسجد النبوى الشريف، وعقب انتهاء فترة إقامة الحاجة حمدية بالمدينة المنورة، قام اللواء المليجى فتوح رئيس بعثة القرعة بالمدينة المنورة بتفويجها بسيارة اسعاف خاصة الى مكة المكرمة؛ حيث وصلت الى الفندق ووجدت ذات التجهيزات التى تمت لها بالمدينة المنورة. وحول أوجه التطوير التى تعتزم بعثة حج القرعة ادخالها على منظومة الحج العام المقبل، أكد اللواء مصطفى بدير مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية رئيس الجهاز التنفيذى لبعثة الحج المصرية رئيس بعثة حج القرعة أن البعثة تعتزم فى إطار جهودها لتحسين الخدمات المقدمة للحجاج الى تكييف المخيمات بمشعر عرفات العام المقبل؛ وذلك لتحقيق المزيد من سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام. وأضاف اللواء بدير أن البعثة تعتزم أيضا العام المقبل تطوير وتعظيم منظومة التغذية المقدمة للحجاج لتصبح بشكل يومى طوال فترة إقامتهم بالأراضى المقدسة؛ وذلك بناء على رغبة قطاع عريض من الحجاج التى لمسها خلال لقاءاته المتكررة معهم وجولاته على الفنادق حتى لا يتكبد الحاج مشقة البحث عن الوجبة يوميا فى ظل الزحام الشديد الذى تشهده الأراضى المقدسة خلال موسم الحج، خاصة بعد أن أبدى الحجاج استعدادهم لتحمل نفقات تقديم تلك الوجبات. وشدد اللواء بدير قائلا " البعثة سعت وبذلت المزيد من الجهد هذا العام فى سبيل تقديم الخدمات اللازمة للحجاج والعمل على راحتهم وتلبية كافة متطلباتهم على مدار ال24 ساعة .. وقد أنكر جميع من فى البعثة الذات .. من أصغر أمين شرطة الى أكبر ضابط، وذلك فى سبيل تقديم الخدمات لضيوف الرحمن، والحمد لله عندما كنا نقوم بتوديع الحجاج أثناء عودتهم الى أرض الوطن وجدنا البسمة والفرحة فى عيونهم ودعواتهم التى خففت عنا التعب والمشقة، فكان الشكر لله على نجاحنا فى تنظيم الحج وتقديم مستوى خدمى متميز ومشرف لحجاج القرعة هذا العام".