عاجل

الصحف السعودية والقطرية تهتم بتطورات الشأن السوري

اهتمت الصحف الخليجية في افتتاحيتها اليوم الأربعاء بتطورات الوضع في سوريا . ففي السعودية ، قالت صحيفة "الوطن" إن عقد مؤتمر أصدقاء سوريا في لندن أمس يهدف إلى إقناع ائتلاف المعارضة السورية بالمشاركة في جنيف2، وهو ما صرح به جون كيري وزير الخارجية الأمريكي ونظيره البريطاني وليام هيج .. مضيفة ان هيج يرى أن مشاركة ائتلاف المعارضة في جنيف2 أمر ضروري، لأن الشعب السوري بات بين خيارين أحلاهما مر، إما نظام الأسد أو المتطرفين من الجماعات المسلحة . وأشارت إلى أنه وحتى يعقد "جنيف2" فإن المفاوضات ستسير على قدم وساق، وبالتوازي معها ستزيد وتيرة القتل في سوريا وسيرتفع عدد القتلى والجرحى والمشردين .. مؤكدة ان إنهاء الأزمة السورية لن يكون بالمؤتمرات والمفاوضات، بل بالعمل على الأرض. ومن جانبها ، تساءلت صحيفة "الشرق" (هل أصبح بعض «أصدقاء سوريا» عبئا عليها؟) ،قائلة أنه "لم تعد اجتماعات «أصدقاء سوريا»، مجموعة الاتصال الدولية التي يُفترَض أن تدعم ثورة السوريين، تقدم جديداً رغم أنها تجتمع منذ ما يزيد على عام، والدليل أن اجتماعها أمس في لندن انتهى إلى ضرورة إيجاد حل سياسي للصراع دون تحديد جدول زمني للمفاوضات أو معالم واضحة لهذا الحل كوقف إطلاق النار .. مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يواصل فيه «أصدقاء سوريا» اجتماعاتهم ترتفع أعداد النازحين من سوريا ولا يقدم هذا النظام بادرة حسن نية ميدانيا أو سياسيا بل على العكس نجد بشار الأسد يصرح بأنه قد يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة. و رأت الصحيفة انه بدلاً من الضغط على النظام لإقامة ممرات إنسانية أو فرض حظر جوي أو حتى الضغط لفك الحصار عن المناطق السورية المنكوبة، يضغط «أصدقاء سوريا» على المعارضة لحضور اجتماع جنيف2- دون توفير ضمانات برحيل الأسد الذي يواصل في المقابل فرض شروطه وكأنه منتصر. وأضافت ان هذه المجموعة التي روجت في أكثر من مناسبة أنها تبحث عن حل الأزمة خارج إطار مجلس الأمن «العاجز»، تضم معظم القوى الفاعلة داخل المجلس، وهي مفارقة تكشف حقيقة نيات بعض القوى الغربية تجاه ما يجري في سوريا، إنها أشبه بمناورة سياسية قرأها الشارع السوري على أنها مؤامرة ضد مستقبل بلدهم، ومحاولة لإعادة إنتاج النظام في ثوبِ جديد. بدورها، قالت صحيفة "الرياض" إن "عندما يتحدث بشار الأسد يشير الى الحريات والديمقراطيات واحترام الدساتير المصوت عليها، وسلسلة عائلته جميعها قتلة ومغتصبون تلاحقهم جرائم الحروب والإبادات الجماعية بما فيها استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً، فإننا أمام مشهد «كوميدي» كأن يتحوّل مجرم بالقتل الى قاضي قضاة ورسول سلام. وفي دولة قطر، رأت صحيفتا (الراية والشرق ) أن توافق وزراء خارجية دول مجموعة أصدقاء سوريا خلال اجتماعهم في لندن على ضرورة ألا يضطلع رئيس النظام السوري بشار الأسد بأي دور في الحكومة المقبلة قد فتح الطريق لمؤتمر جنيف 2 وبمشاركة الائتلاف الوطني السوري الذي كان قد ربط مشاركته بأن يكون هدف المؤتمر الرئيسى هو رحيل الأسد . وشددت الصحيفتان على ان المجتمع الدولي سيكون امام اختبار جاد وحاسم لمصداقيته خصوصا وانه فشل حتى الآن في حمل النظام على وقف مجازره الوحشية، وسياسته العدوانية تجاه شعبه .. واعتبرتا في الوقت نفسه ان "جنيف 2" سيكون كذلك اختبارا للأمل في تجاوز فشل الماضي ولمدى صدق النوايا . وأكدت صحيفة "الراية", أن هذا التوافق الدولي سيشكل عامل ضغط لإنجاح المؤتمر الذي يجب أن يبحث في مسائل التسوية السياسية للأزمة السورية بعيداً عن مساومات النظام وشروطه .. مضيفة ان تأكيد وزراء الخارجية بالإجماع على ألا يكون للأسد ونظامه أي دور في سوريا المستقبل يجب أن يتحول من أقوال إلى أفعال، ورأت ان هذا لن يتم إلا من خلال ممارسة المزيد من الضغوط بشتى الوسائل على النظام لإجباره على تغيير سياساته خاصة أن الأسد استغل التراخي الدولي لفرض المزيد من الشروط وتنفيذ المزيد من المجازر . واعتبرت ان ما تم في لندن من قرارات يشكل رسالة واضحة للنظام السوري بأن المجتمع الدولي ومن خلال مجموعة أصدقاء سوريا قد بدأ في السير في الطريق الصحيح لحل الأزمة السورية بعيداً عن أي دور لرأس النظام وكبار مساعديه من الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري والذين يجب أن يحاسبوا على أفعالهم . ودعت الصحيفة المجتمع الدولي لايجاد حل سريع لهذه الأزمة سياسياً وبمشاركة جميع قوى الثورة والمعارضة السورية .. مطالبة في الوقت نفسه المعارضة وقوى الثورة السورية بتوحيد صفوفها والاتفاق على المبادئ العامة لمواجهة الأوضاع في سوريا ما بعد الأسد. كما طالبت المجتمع الدولي بوضع خريطة طريق واضحة المعالم لمؤتمر جنيف 2 والاتفاق على موعده وأجندته باعتبار أن أي تأخير في عقده أو فشله بمثابة الكارثة الجديدة للشعب السوري ومنح النظام الفرصة لتنفيذ ما عجز عنه خلال الفترات الماضية . من جهتها، أشارت صحيفة الشرق, إلى نتائج اجتماع "أصدقاء سوريا" في لندن وانهم اتفقوا على دعم وتشكيل هيئة انتقالية للمعارضة السورية للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده الشهر المقبل. ونوهت الصحيفة ببيان "اصدقاء سوريا" الذي كان واضحا بان مؤتمر السلام ينبغي ان يكون فرصة "لتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة تشمل الامن والدفاع والبنى الاستخباراتية" وانه "حين يتم تأليف هذه الحكومة ، فان الاسد ومساعديه الذين تلطخت ايديهم بالدماء لن يضطلعوا بأي دور في سوريا". واعتبرت انه من هذا المنطلق سيكون الأساس العملي للانطلاقة السياسية لمؤتمر "جنيف 2" قد وجد الأرضية المناسبة بتحقيق هذه الشروط ، مؤكدة ان هذا المؤتمر سيكون اختبارا جديا وحاسما لمصداقية المجتمع الدولي، الذي فشل حتى الآن في حمل النظام على وقف مجازره الوحشية وسيكون هذا المؤتمر اختبارا في تجاوز فشل الماضي، خاصة بعد جريمة الغوطة والاكتفاء بتدمير السلاح النووي، وسيكون اختبارا حقيقيا لمدى صدق النوايا .