عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • بعد انقطاعات الكهرباء المتكررة.. هل سيقضي المصريون صيفهم القادم في الظلام؟

بعد انقطاعات الكهرباء المتكررة.. هل سيقضي المصريون صيفهم القادم في الظلام؟

ظاهرة انقطاع الكهرباء أرقت عقول المصريين

يبدو أن فصل الصيف القادم سيشهد رقما قياسيا عالميا في تسجيل حالات انقطاع التيار الكهربائي المتكررة بمصر. ففي الوقت الذي استبشر فيه الشعب خيرا بعودة جنوده المختطفين في سيناء إيذانا بانتهاء الأزمة, إذ بأزمة جديدة (في الأصل قديمة) تلوح في أفق الوطن لتزيد السلطة الحاكمة إحراجا أمام الشعب. فقد شهدت جميع محافظات الجمهورية في خلال الأسبوعيين الماضيين انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي وصلت لساعات متتاليية ببعض المحافظات لزيادة استهلاك الكهرباء، ونقص ضخ الغاز لمحطات إنتاجها. في المقابل سيطرت حالة من الغضب على المواطنين بالمحافظات وسط تهديدات بعدم دفع فواتير وحصار محطات الكهرباء، في حين لجأ بعض المواطنين لقطع الطرق والسكك الحديدية الرئيسية لمطالبة المسئولين بحل تلك الأزمة. "زهقنا يا عالم.. هنطفش من البلد" لسان حال المصريين البسطاء. ففي محافظة الإسكندرية تسبب قطع الكهرباء المستمر في وفاة مريضة داخل غرفة العناية المركزة مما استدعى دخول أطباء معهد البحوث الطبية بجامعة الإسكندرية في إضراب مفتوح عن العمل، احتجاجا على وفاة المريضة مطالبين بسرعة بالتحقيق في الواقعة ومحاسبة المتسببين فيها. كما قام العشرات من أصحاب المحلات التجارية بشارع سوريا بمنطقة رشدي شرق الإسكندرية بقطع الطريق لليوم الثاني على التوالي احتجاجا على الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي يوميا ولساعات طويلة ما تسبب في كساد تجارتهم. وفي محافظة الغربية، تسبب انقطاع الكهرباء فى مدرسة «مبارك كول»، التابعة لإدارة شرق المحلة التعليمية، فى تعطل امتحانات العملي, كما قام العشرات من الأهالي بمدينة المحلة بقطع شارع البحر اليوم احتجاجًا على الانقطاع المتكرر للكهرباء لفترات طويلة, وقام الأهالي بوضع الحواجز الخشبية والحجارة لمنع مرور السيارات، ما أدى إلى تكدس السيارات وتوقف الحركة المرورية. أما في محافظة أسوان، فقد أدى انقطاع الكهرباء بمنطقة "كيما" إلى توقف طلمبات رفع الصرف الصحي بمحطة رقم 10 بمنطقة عزبة الفرن، مما أدى إلى ارتفاع المياه وتسربها إلى مسكن العزبة، والتي نتج عنها غرق عدد كبير من المنازل، مما استدعى الأهالي لحصار محطة الصرف في محاولة للتعدي عليهم، مما اضطر العمال والفنين بالمحطة إلى التضامن مع الأهالي وتنظيم وقفة احتجاجية اليوم أمام المحطة، للمطالبة بإصلاح طلمبات المحطة، وتوفير بديل في حالة انقطاع التيار الكهربائي. و في جنوب سيناء ساد الظلام بشرم الشيخ في كثير من المناطق السياحية بالمدينة، مما جعل أصحاب المحلات والبازارات يضيئون الشموع، ورفض السياح التجول في الشوارع خوفًا من تعرضهم للأذى والتحرش فى الظلام. و في محافظة الشرقية سادت حالة من الاستياء والغضب بين المواطنين، بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي بمراكز المحافظة لعدة ساعات طويلة على مدار اليوم. وفي مزحة لطيفة قال المستشار محمود كامل الرشيدي، قاضي محاكمة مبارك ونجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، أن التيار الكهربائي ينقطع عن منطقة "الملاح" التي يقطن بها بمحافظة السويس لمدة 22 ساعة يوميا، طيلة الأيام الماضية، ما يعيق دراسته للقضية. و لم يسلم مطار القاهرة الدولي من حدوث انقطاعات بالكهرباء مما استدعي المسئولين بالمطار لتشغيل مولدات الطاقة. الأمر نفسه بمدينة الإنتاج الإعلامي بـ6 أكتوبر حيث قررت الإدارة الهندسية بالمدينة الاستعانة بمولدات كهرباء عملاقة لمواجهة الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي عن منطقة الاستوديوهات الخاصة بالقنوات الفضائية، حيث تسبب في تعطيل الكثير من برامج الهواء لعدد من القنوات. والسؤال الذي يطرح نفسه على أذهان المتابعين لبدايات الأزمة: "كيف سيقضي المصريون فصل الصيف القادم قريبا في ظل وعود وهمية بحل الأزمة؟" هذا ما حاولت الحكومة الإجابة عليه في بيان لها صدر أمس حيث تقدمت وزارة الكهرباء باعتذار رسمى للمواطنين عن انقطاع الكهرباء نتيجة للجوء الوزارة لتخفيف الأحمال الاضطراري رغما عنها, وشددت الوزارة على أنها تبذل قصارى جهدها بالتنسيق مع وزارة البترول لزيادة كميات الوقود المورد لمحطات الكهرباء لتوفير التغذية الكهربائية اللازمة, وأن الأزمة ستشهد انفراجة قريبة خلال الأيام القادمة, وناشدت المواطنين بترشيد استهلاك الكهرباء. كما أعلن المركز القومي للتحكم في الطاقة، أن حجم العجز بمحافظة القاهرة خلال ليلة أمس بين الإنتاج والاستهلاك خلال ساعات الذروة، تجاوز 2000 ميجا وات، تعادل 50% من إجمالي الطاقة المنتجة. وبحضور وزراء الكهرباء و البترول والمالية اعتمد مجلس الوزراء اليوم 200 مليون دولار لدعم المواد البترولية التى تحتاجها محطات إنتاج الكهرباء، كما بحثت اعتماد مبلغ 525 مليوناً آخري لدعمها فى الفترة القادمة. كما تم الاتفاق على زيادة الكميات المُتاحة في أول يونيو من الغاز الطبيعي من 77 مليون متر مكعب لتصل إلى 84 مليون متر مكعب في اليوم، وكذا زيادة كميات المازوت من 17 ألف طن إلى 22 ألفا فى اليوم. وبين احتجاجات الجماهير الغاضبة مع تكرار انقطاع الكهرباء وبين التحديات الأخرى التي تعترض طريق الحكومة الجديدة يقف المواطن المصري البسيط حائرا لا يعرف إلى أين ستقوده التجربة الديمقراطية التي أفرزتها ثورة على نظام فشل في حل نفس مشكلات اليوم.

اقرأ أيضاً