عاجل

  • الرئيسية
  • تقارير
  • مدبولى: نعمل على عودة القاهرة التاريخية لرونقها وبدء مشروعات التطوير تباعا

مدبولى: نعمل على عودة القاهرة التاريخية لرونقها وبدء مشروعات التطوير تباعا

عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا؛ لمتابعة عدد من المشروعات التى تستهدف إحياء وتطوير القاهرة التاريخية، وذلك بحضور المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، والمهندس الاستشارى، محمد الخطيب.


وفى مستهل الاجتماع، أكد الدكتور مصطفى مدبولى على أهمية وجود تصور واضح لتطوير القاهرة التاريخية، لافتا إلى أن الحكومة ستبدأ على الفور فى تنفيذ مشروعات التطوير تباعا.


وأضاف رئيس الوزراء: نعمل على عودة القاهرة لرونقها وجمالها عبر الاحتفاء بآثارها ومبانيها التاريخية، وإزالة كل المظاهر السلبية وأى تعديات فى هذه المناطق، موجها بضرورة الاهتمام بالمسارات السياحية وأعمال تنسيق الموقع.


وخلال الاجتماع، استعرض المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، مشروع تطوير "قرافة المماليك"، لافتا إلى أن المنطقة الجنوبية من القرافة بها 15 أثرا يعود للعصر المملوكى، مثل مجموعة ابن برقوق، ومسجد الأشرف برسباى والأمير قرقماس.


كما عرض رئيس جهاز التنسيق الحضارى مشروع إعادة إحياء القاهرة الخديوية، فى إطار متابعة تنفيذ مشروع تحسين الصورة البصرية لمنطقة وسط القاهرة، والذى تمتد حدوده من منطقة مسجد الحسين والجامع الأزهر مرورا بميادين العتبة والأوبرا ومصطفى كامل وطلعت حرب انتهاءً بميدان التحرير.


وأشار المهندس محمد أبو سعدة إلى ما يجرى من أعمال تطوير فى عدد من المبانى التاريخية فى منطقة ميدان طلعت حرب، وشارع قصر النيل، وميدان مصطفى كامل، موضحا أن أعمال التطوير تشمل ازالة اللافتات من على واجهات المحلات ووضع لافتات مؤقتة.


وفى الوقت نفسه، استعرض رئيس جهاز التنسيق الحضارى مشروع تحسين الصورة البصرية لمنطقة وسط القاهرة، الذى يتم تنفيذه بالتنسيق بين عدد من الوزارات والجهات المعنية، ويمتد من ميدان طلعت حرب إلى ميدان مصطفى كامل، ويأتى تنفيذه ضمن إطار أكبر لتطوير مدينة القاهرة ورفع كفاءة الفراغات العامة بها والحفاظ على ثروتها من المناطق والمبانى المميزة، خاصةً بعد انتقال الجهات والمصالح الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة.


وقال المهندس محمد أبو سعدة: نستهدف من هذا المشروع إبراز هوية منطقة وسط القاهرة، باعتبارها واحدة من أهم مراكز المدن فى المنطقة، وجزءا مهما من الذاكرة المصرية، ممّا يُعزّز شعور المواطن بالفخر ببلاده والانتماء لها، بالإضافة إلى إحداث نقلة نوعية بمنطقة وسط القاهرة عبر تحسين صورتها البصرية وتعظيم شخصيتها المعمارية عبر الحفاظ على واجهات مبانيها المميزة بها وإزالة كافة التشوهات التى لحقت بها وتنظيم لافتات المحال التجارية بأسلوب يتناسب مع الطابع العام للمنطقة.



وأشار إلى أن من ضمن أهداف المشروع كذلك إظهار المبانى المميزة بمنطقة وسط القاهرة ليلًا عبر إضاءة واجهاتها بأسلوب يظهر عناصرها المميزة وطابعها المعمارى المتفرد، وفى الوقت نفسه يضفى على المنطقة ليلًا بعدًا جماليًا جذابًا.


وفى ضوء ذلك، أطلع رئيس جهاز التنسيق الحضارى رئيس الوزراء على بعض النماذج المقترحة لواجهات المبانى المطلة على المنطقة الداخلة فى نطاق المشروع، والخطوات التنفيذية لتغيير هذه الواجهة وفق رؤية المشروع.


فى سياق متصل، استعرض رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى مشروع تطوير وإعادة إحياء شارع "سوق السلاح" الذى يعود تاريخه إلى ما يزيد عن 700 عام فى منطقة الدرب الأحمر بجنوب القاهرة، والذى يتميز بوجود العلامات المميزة مثل قصر منجك السلحدار، ومسجد الجاى يوسف، وقبة الشيخ مسعود، وسبيل وكتاب رقية دودو، وحمام بشتاك.


وتشمل مقترحات التطوير تحويل الشارع إلى مسار للمشاة مع استخدام خامات طبيعية للأرضيات مثل البازلت الذى يتناسب مع طبيعة المنطقة التاريخية، وترميم المبانى المتهدمة التراثية والأثرية وصيانتها واستخدام المواد والخامات الأصلية فى الترميم، وعمل بوابة كمدخل للمنطقة ليضفى عليها طابع مميز وسط المبانى الخرسانية المحيطة، وتوحيد واجهات المحال التجارية باستخدام الأبواب الخشبية مع توحيد أشكال اللافتات ووضعها فوق واجهات المحلات بارتفاع موحد، واستخدام الأعمدة الديكورية المناسبة للطابع العام للشارع، واستخدام اللافتات الإرشادية عند مداخل المبانى ذات القيمة، ومداخل الأزقة طبقًا لدليل الإعلانات والافتات، وإنشاء مركزا للزوار لإعطاء فرصة أكبر للمترددين على المكان من السياح والزائرين لمعرفة تاريخ الشارع والمبانى به وتزويدهم بالمعلومات عنها.


وأشار المهندس محمد أبو سعدة إلى أن هدف المشروع هو الحفاظ على الرصيد المعمارى والعمرانى التاريخى المميز فى شارع سوق السلاح، والعمل على إذكاء روح الانتماء والوعى القومى بالقيم الحضارية التى يحملها التراث المعمارى والعمرانى للشارع كجزء هام من ذاكرة القاهرة التاريخية، وإعادة توظيف المبانى الأثرية بحيث يكون لها مردود اقتصادى وبالتالى العمل على أن تكون تلك المبانى بعد توظيفها قيمة مضافة إلى الاقتصاد القومى عبر تحويل شارع سوق السلاح إلى منطقة مستدامة واستغلال الفراغات بها كمتنفس ومناطق جذب للمواطنين.


كما عرض رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى عناصر المشروع القومى لتحسين الصورة البصرية فى المدن المصرية، مشيرا إلى أن أول هذه العناصر هو تنمية وإدارة الفراغات العامة والمناطق المفتوحة مثل ممرات المشاة فى وسط البلد، والحدائق العامة وشبه العامة، والحدائق التراثية كحديقة الأسماك بالقاهرة، ومسارات الواجهات المائية مثل كورنيش النيل، والشوارع التاريخية كشارع المعز، والميادين مثل ميدان طلعت حرب.


وأضاف أن الهدف من تنمية وإدارة الفراغات العامة والمناطق المفتوحة هو تحقيق التكامل بين التنمية وشبكة الفراغات العامة والمناطق المفتوحة وربطها بالبيئة الحضرية المحيطة والبنية التحتية الاقتصادية الرئيسية وقطاعات الخدمات العامة فى إطار المخطط الاستراتيجى لكل مدينة، بالإضافة إلى تحسين الصورة البصرية وتعظيم شخصية المدينة عبر الحفاظ على الفراغات العامة والمناطق المفتوحة وربطها بشبكات مسارات المشاة الرئيسية وتشجيع التنوع فى الأنشطة الخارجية ‪Outdoor Activities.


أما العنصر الثانى من عناصر المشروع القومى لتحسين الصورة البصرية فى المدن المصرية، فيتمثل فى تصنيف الأسواق العشوائية المنتشرة بالمدن المصرية من خلال توفير قاعدة بيانات شاملة ووضع تقييم شامل للحالة الراهنة وأسباب ظهور هذه الأسواق، ووضع استراتيجيات فعالة للتعامل مع كل مستوى من تلك الاسواق على حدة بحيث تكون قابلة للتنفيذ بهدف تحسين الظروف المعيشية للباعة والمترددين وبما ينعكس على الطابع الحضارى للمدينة، فضلا عن وضع خريطة بأسواق اليوم الواحد على مستوى المحافظات والأحياء مع تحديد نطاق كل سوق ومكانه ونوعه واليوم الخاص به، ووضع اشتراطات خاصة بالباعة الجائلين من حيث الزى وشكل العربات خاصة فى المناطق التراثية.


ومن ضمن المشروعات أيضا التى سيتم تنفيذها حفاظا على الصورة البصرية للمدن المصرية إزالة كافة أنواع الإعلانات التجارية المتعدية على حرم الطرق والمخالفة لاشتراطات الجهاز القومى للتنسيق الحضارى والعمل على تعديل وضعها وفقًا للمعايير التفصيلية لهذا النوع بدليل أسس ومعايير التنسيق الحضارى للإعلانات واللافتات وذلك لمخالفة الوضع الراهن لاشتراطات الجهاز القومى للتنسيق الحضارى وتأثيره السلبى على الصورة البصرية وحركة المرور، ووضع ضوابط لعدم إضافة إعلانات جديدة على الطرق وما ينتج عنها من تلوث بصرى وتشويه للبيئة العمرانية.


ولفت رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى إلى أن أحد أهم المشروعات فى هذا المجال هو مشروع تطوير المناطق التراثية ذات القيمة والذى يستهدف الحفاظ على الرصيد المعمارى والعمرانى التراثى المميز فى جميع أنحاء الجمهورية؛ وذلك عبر تطبيق أسس ومعايير التنسيق الحضارى الخاصة بالمبانى والمناطق والفراغات والحدائق التراثية وذات القيمة المتميزة، ورصد ودراسة المشكلات والمعوقات والعمل على تجنبها، والعمل على إذكاء روح الانتماء والوعى القومى بالقيم الحضارية التى يحملها التراث المعمارى والعمرانى كجزء هام من ذاكرة المدن المصرية وعنصر أساسى فى نسيجها الحضري.