عاجل

  • الرئيسية
  • صحافة وتوك شو
  • الصحف الخليجية تبرز الوضع على الساحة التونسية في ضوء تعثر محاولات إطلاق الحوار المرتقب

الصحف الخليجية تبرز الوضع على الساحة التونسية في ضوء تعثر محاولات إطلاق الحوار المرتقب

أبرزت الصحف الخليجية الصادرة صباح اليوم الجمعة الوضع على الساحة التونسية في ضوء انسداد الأفق السياسي وتعثر محاولات إطلاق الحوار المرتقب. وتحت عنوان "حوار يراوح مكانه" قالت صحيفة البيان الإماراتية إن الأزمة السياسية في تونس عادت إلى الوراء بعد تطورات أوحت لكل مكونات المشهد بأن الأوضاع إلى انفراج بعد موافقة حركة النهضة على لسان رئيسها راشد الغنوشي على خارطة الطريق التي طرحتها المنظمات الأربع الراعية للحوار والتي تقضي بحل حكومة علي العريض الذي أكد بدوره استعداد الحكومة للاستقالة خلال ثلاثة أسابيع من انطلاق الحوار، لتعود رئاسة الوزراء وتصحح تصريحات العريض وتقول إنها فهمت خطأ ليخرج بعد ذلك ويؤكد أن الحكومة لن تستقيل قبل الانتهاء من صياغة الدستور وتحديد موعد الانتخابات. وأضافت الصحيفة أنه كان من المفترض أن ينطلق الحوار الوطني والذي يضم المعارضة وحركة النهضة الحاكمة الأربعاء الماضي إثر تعهد من الحكومة بتقديم استقالتها، إلا أن تصريحات العريض اعتبرت بهذا الصدد "ضبابية" من قبل المعارضة ما حال دون بدء المفاوضات. ولفتت إلى أنه يبدو واضحا أن حركة النهضة أوقعت خصومها في فخ سياسي من بعد أن أعلنت قياداتها أنها وقعت على مبادرة الحوار الوطني التي يرعاها الاتحاد العام التونسي للشغل من أجل الخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد ولم توقع على خارطة الطريق وتنفيذ بنودها، وفي المقابل قيادات المعارضة تحاول صياغة موقف نهائي عقب كلمة رئيس الحكومة التونسية بينما تتخذ على الأرض إجراءات تصعيدية من أجل الدفع برحيل الحكومة احتجاجاً على تأخر بدء الحوار والمراوغة. وأوضحت الصحيفة أن إمكانية التوصل إلى اتفاق صعبة للغاية حيث الخلافات متسعة والرغبة منعدمة، متمنية أن تبعد الضغوط الخارجية - والتي تصب في صالح جمع مختلف الأطراف حول طاولة الحوار الوطني - خطر المواجهة بين التونسيين لأن ما ينتظره الشعب في تونس مشوار طويل يجب عليهم البدء بأولى خطواته. من جانبها، قالت صحيفة "الرياض" السعودية إن المراقب السياسي لأحداث المنطقة وتشابه الظروف، يربط بين الحال المصرية ما بعد الإخوان، وتونس التي تحكمها هذه الجماعة وتتخذ من الأعذار وتمييع المواقف، وعدم الاتفاق على بنود الحوار بين الأطراف، فكل ذلك ينذر بأن الأزمة تتصاعد بخروج الجماهير المطالبة بالتغيير الحتمي، وتمسك حزب النهضة بتجاهل الأطراف الوطنية التي ملت التحايل على المواقف، سوف يدفع الجميع لاستنساخ التجربة المصرية، ومع اختلاف الأدوار والأهمية الإقليمية بين البلدين، فمصر قد تكون الأكثر تأثيراً على إيقاع الأحداث في تونس. وأوضحت الصحيفة أن تونس يحيط بها اضطراب ليبيا والذي بالفعل جعل الانفلات الأمني يوصل الأسلحة والتنظيمات المتشددة لأيدي التونسيين، وربما يعود إلى أن التجارب التي تشهدها دول الربيع العربي كثرة الانشقاقات بين الأحزاب والتنظيمات الإسلامية إلى التطرف بما فيها من أعلن القاعدة أسلوب عمله ونهجه. ورأت أنه حتى لا تنزلق تونس إلى مصير ليبيا أو سورية، فإن الوصول إلى نقاط تلاق بين فئات المعارضة والحكومة وعلى أسس واضحة هو المخرج الطبيعي، ثم إن الظرف لا يعطي أي جبهة أو نظام احتكار الحكم طالما الشعب حدد أهدافه بدولة ديموقراطية وبدستور يضع الجميع متساوين في الحقوق والواجبات. وبدورها، قالت صحيفة "اليوم" السعودية إن حالة التوتر والقلق، التي تهز أرجاء عواصم ما عُرف بـ»الربيع العربي» تعيدنا مرّة أخرى، بعد ثلاثة أعوام من المنحنيات إلى سؤال المربع صفر. وأشارت الصحيفة إلى أن المشهد التونسي الذي كان فاتحة التقلبات عاد ليتصدر الواجهة من جديد بعد فترات خمود وركود ما إن تهدأ حتى تثور من جديد، مضيفا لما يحدث في مصر أبعاداً لا تحتاج لجهد للبحث عن إجابة، أصبح فيها الشارع هو رمانة الميزان في العلاقة بين السلطة والشعب. وأضافت أن تقاطعات الانتفاضات العربية ـ هكذا حقيقتها ـ (على حد وفها ) أفرزت الوجه الآخر، لما يمكن اعتباره قفزاً على طموح مواطن عربي بسيط، أقصى أحلامه لا تتجاوز حياة كريمة وعدالة اجتماعية، مع حرية مرتجاة، لكن المشاهد المكررة للنماذج الحاكمة خلال الأعوام الثلاثة المنصرمة، استنسخت ما يُعرف بتيارات الإسلام السياسي، لتضعها على كرسي السلطة، فيما كان الأصل عبر التاريخ، أنها يفترض أن تكون الموجه للمراقبة والنصح والتوجيه، وليس السيطرة على الحكم، لتكون إشكالية هذه التيارات وأزمتها التي فضحت عيوبها، وجعلتها تدفع الثمن المخزي، مثلما حدث في مصر. في السياق ذاته ، تطرقت صحيفة "الوطن" السعودية إلى أن الأوضاع في تونس لا تختلف كثيرا عن باقي دول الربيع العربي، وإن كانت “الخضراء” أقل هذه الدول حتى الآن، أضرارا من تداعيات الثورات العربية، إلا أن تونس ومنذ الأزمة الأخيرة بين حكومة النهضة وجبهة الإنقاذ الوطني، تمر بمنعطف سياسي حاد، قد يجرها إلى فوضى سياسية عامة، إن لم تتدارك النخب التونسية الأمر وتتوصل الحكومة والمعارضة إلى حل ينتج عن الحوار الوطني الذي سيبدأ اليوم الجمعة. وأوضحت الصحيفة أن خارطة الطريق التونسية تفيد بأن تبدأ المعارضة والحكومة مفاوضات تستمر ثلاثة أسابيع، تنتهي باستقالة الحكومة، على أن تحل محلها حكومة غير حزبية تقود البلاد إلى الانتخابات ، وهذا هو المهم الآن، حتى وإن تأخر الحوار الوطني إلى اليوم. وأوضحت أن القاسم المشترك بين تونس ومصر ودول الربيع الأخرى، هو بروز الإرهاب على الساحة السياسية ومحاولات اغتيال القادة السياسيين والمواجهة المسلحة مع رجال الأمن وقتلهم، تتكرر في تونس مثلما تتكرر في مصر، ولعل الفراغ الأمني وبروز جماعات الإسلام السياسي عقب الثورات العربية، سمحا للجماعات الأصولية المتطرفة وعلى رأسها تنظيم القاعدة بالوجود في دول الربيع، فازداد المشهد السياسي في هذه الدول تعقيدا وباتت مطالب الجماهير بالديمقراطية والتنمية مجرد شعارات تستخدم لأغراض سياسية تتعلق بالسلطة.

خبر في صورة