عاجل

روسيا تعرض توفير لقاح "سبوتنيك V" للمصريين.. والصحة تكشف موقفها

كشف الدكتور محمد حساني، مساعد وزيرة الصحة للمبادرات، وعضو اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، عن دراسة إجراء بحوث إكلينيكية جديدة على لقاح "سبوتنيك في" الروسي المضاد لفيروس كورونا المستجد في مصر خلال الفترة المقبلة.


يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان سفارة روسيا في مصر، استعداد موسكو لتزويد مصر باللقاح الروسي "سبوتنيك V"، وتقديم التكنولوجيا الخاصة بتصنيعه إلى القاهرة حال موافقتها على ذلك.


وقالت السفارة في بيان قبل يومين، إن "روسيا منفتحة على التعاون الفوري مع مصر في تزويد السكان بتطعيمات عالية الفاعلية مضادة لفيروس كورونا. قد يبدأ تسليم كميات كبيرة من اللقاح في يناير الجاري في حال الإكمال السريع لإجراءات التسجيل، مع زيادة مطردة في الأشهر التالية من عام 2021".


علاوة على ذلك، أشارت السفارة إلى أن روسيا مستعدة لتقديم التكنولوجيا الخاصة بتصنيع هذا اللقاح في مصر، التي تمتلك قاعدة إنتاجية مناسبة.


وقال "حساني" في تصريحات لمصراوي، إنه "تم تقديم ملف الأبحاث الإكلينيكية الخاص باللقاح الروسي من جانب لجنة البحوث بوزارة الصحة لإجراء دراسة إكلينيكية عليه فيه مصر".


وهذه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها مصر في البحوث الإكلينيكية للقاحات كورونا، إذ أجرت تجارب سريرية للقاح سينوفارم الصيني بمرحلتها الثالثة، سبتمبر الماضي، بنحو 3 آلاف متطوع، بالتعاون مع الحكومة الصينية، وشركة G42 الإماراتية للرعاية الصحية.


وأضاف مساعد وزيرة الصحة أنَّ "التجارب الإكلينيكية تعد أحد العوامل التي تجعل اللجنة العلمية تُقيّم اللقاح الذي تتعاقد عليه مصر".


كانت وزيرة الصحة والسكان أعلنت، خلال اجتماع مجلس الوزراء الأخير، التعاقد على استيراد 3 لقاحات هي: لقاح المجموعة الصينية "سينوفارم"، ولقاح "كورونافاك" الذي تنتجه شركة سينوفاك الصينية، إلى جانب اللقاح الذي طوره مختبر الأدوية البريطاني أسترازينيكا بالتعاون مع جامعة أكسفورد.


وعاد مساعد وزيرة الصحة للقول إن "لقاح سبوتنيك الروسي أحد الاختيارات أمام اللجنة العلمية على اعتبار أنه مقارب في تكنولوجيا صنعه إلى لقاح أسترازينيكا، والملف قيد الفحص في لجنة البحوث الإكلنيكية، وتلك التجارب تعتبر نقطة قوة له، مثلما استندنا عليها في لقاح سينوفارم الذي تم تجربته على 3 آلاف مصري".


لكن "حساني" لم يحدد موعدًا رسمياً لإجراء تلك التجارب حتى الآن.


وسمحت السلطات في روسيا يوم 26 ديسمبر، باستخدام لقاح "سبوتنيك في"، الذي طور في المركز الوطني للبحوث الوبائية وعلم الأحياء الدقيقة في موسكو، مع الأشخاص فوق سن الستين. ويستخدم هذا اللقاح سلالات معدّلة من فيروس يسبب عادة نزلات البرد المألوفة لتحفيز استجابة المناعة.


وبحسب الموقع الرسمي للقاح الروسي، فإن الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة يرى اهتماماً كبيراً جداً باللقاح في العالم، ويخطط لإجراء المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية في دول مختلفة، من بينها مصر.


ويخضع اللقاح لتجارب سريرية بالمرحلة الثالثة حاليا في عدّة دول، منها: دولة الإمارات العربية المتحدة، وبيلاروسيا، وفنزويلا، والهند.


وأظهرت نتائج المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية التي نشرت في المجلة الطبية "ذا لانسيت" مستوى مستقراً على صعيد الاستجابة المناعية بين الأفراد المتطوعين، دون تسجيل أي أعراض جانبية.


وبختام شهر سبتمبر الماضي، أعلن صندوق الثروة السيادي الروسي، الموافقة على توريد 25 مليون جرعة من لقاح "سبوتنيك" إلى مصر عبر شركة فاركو المصرية، وفق ما نقلت "رويترز".


وتواصل مصراوي مع الموقع الرسمي للقاح الروسي للحصول على مزيد من الإيضاحات، لكنه لم يتلق ردًا حتى كتابة هذه السطور.


الشراكة مع "فاركو"


عندما تحدث "مصراوي" مع الدكتور شيرين حلمي، رئيس مجلس إدارة شركة فاركو للأدوية، قال إن شركته "تتعاون مع وزارة الصحة لأننا جميعًا في مركب واحد".


وأضاف حلمي إن "اللقاحات بشكل عام تحتاج إلى تجربتها سريرياً في أكثر من بلد لمعرفة النمط الجيني للفيروس في أكثر من منطقة، وهذا التنوع مهم لكي نر مدى تأثير هذا اللقاح على البيئة والأشخاص في تلك الأماكن".


وأوضح أن شركته جهزت مصنعًا لتعبئة اللقاحات في مصر، متابعًا: "تحضير اللقاح أمر سهل، لكن عنق الزجاجة في تقسيم اللقاح إلى عبوات... دعنا نؤكد أن ما تُقرّه وزارة الصحة سنعطيه فرصة للتعبئة في مصانعنا".


عن اللقاح الروسي


بحسب الموقع الرسمي للقاح الروسي، فإن "سبوتنيك في" ثبتت فعاليته على مستوى 91,4% نتيجة لتحليل البيانات في النقطة الاختبارية النهائية للدراسات والبحوث السريرية. وتصل فعالية اللقاح ضد الحالات الصعبة والوخيمة للعدوى بفيروس كورونا إلى 100%.


ولن تزيد تكلفة الجرعة الواحدة من اللقاح للأسواق الدولية، عن 10 دولارات، ويمكن تخزينه عند درجات الحرارة +2 إلى +8 درجات مئوية.


ولفت الموقع إلى أن أكثر من 50 دولة قدمت طلبات لشراء أكثر من 1.2 بليون جرعة من اللقاح.


وسمي اللقاح بهذا الاسم نسبة إلى اسم أول قمر صناعي سوفييتي. وأعطى إطلاق "سبوتنيك -1" في عام 1957 دفعة جديدة لأبحاث الفضاء حول العالم.


بدء التطعيم


من المقرر أن تبدأ مصر مطلع الشهر المقبل، تطعيم أطقمها الطبية والفئات الأكثر خطورة للإصابة بالفيروس، باللقاح الصيني "سينوفارم"، بحسب وزيرة الصحة.


وتشمل المرحلة الأولى للتطعيم باللقاح الصيني الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس وهي: الأطقم الطبية في الخطوط الأولى لمواجهة الجائحة بمستشفيات العزل والفرز، ثم الفئات الأكثر تأثرًا بالإصابة حال حدوثها مثل: المصابون بأمراض مزمنة (السكري، ارتفاع ضغط الدم، الأمراض الصدرية المزمنة، مرضى الفشل الكلوي)، مرضى الأورام، كبار السن.​

اقرأ أيضاً