عاجل

صحيفتان بريطانيتان: مهزلة الإنتخابات الرئاسية تسلط الضوء على هشاشة النظام الإيراني

صورة أرشيفية

تصدر ملف انتخابات الرئاسة الإيرانية المقرر إجراؤها الشهر المقبل الصحف البريطانية، لاسيما عقب إقصاء المرشحين الأكثر حظا رفسنجاني ومشائي من سباق الانتخابات الرئاسية. وذكرت صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية، أن الخلافات بين النخبة الحاكمة الإيرانية تجلت بشكل واضح عقب انتقاد الرئيس محمود أحمدي نجاد قرار اللجنة العليا للانتخابات باستبعاد مستشاره اسفنديار رحيم مشائي من سباق الإنتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل. ونقلت الصحيفة البريطانية، في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم الخميس، تصريحا لنجاد تعهد فيه برفع شكوى ضد القرار للمرشد الأعلي للثورة الإيرانية، أية الله علي خامنئي قائلا "أعتقد أن حقوق رجل مظلوم لن تضيع هباء". ورأت الصحيفة أن قرار استبعاد إسفنديار مشائي من المؤكد أنه جاء في إطار تأييد ضمني من الخامنئي الذي تزايدت الفجوة بينه وبين نجاد منذ إعادة انتخاب الأخير في منصب رئيس الجمهوبية عام 2009. واعتبرت الصحيفة أن تصريحات نجاد قد تؤكد على أنه تم اختيار القائمة النهائية للثمانية مرشحين كونهم لا يمثلون تحديا حقيقيا لخامنئي. وأشارت الصحيفة إلى أن مشائي خدم في المخابرات الإيرانية مع نجاد وأصبح أحد أقرب مستشاريه،ويرى البعض أن كلا منهما يمثل تيارا بعيدا عن التيار الديني الشيعي الحالي، كما يرى آخرون أن مشائي قد أثر على أحمدي نجاد بشكل كبير "غير صحي "يصل لدرجة "السحر". وخلصت صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية، ختاما، إلى أن أغلب الذين صوتوا لأحمدي نجاد خلال الإنتخابات الأخيرة لن يجدوا مرشحا يعطوه أصواتهم عقب استبعاد مشائي، لكن بالنسبة لمن صوتوا لأحمدي نجاد نتيجة تمتعه بدعم خامنئي في ذلك الوقت سيجدون بالتاكيد بديلا يتقارب مع سياسات المرشد الأعلي للثورة، لافتة إلى أن القائمة الحالية تضم أكثر المرشحين ولاءا إلى الخامنئي. وفي سياق متصل، قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية تحت عنوان "مهزلة الانتخابات الإيرانية"، إن الحظر المفروض على المرشحين الإيرانيين يسلط الضوء على هشاشة النظام الإيراني. واعتبرت الصحيفة البريطانية، في مقالها الإفتتاحي الذي أوردته على موقعها الإلكتروني، اليوم، أن قرار اقصاء هاشمي رفسنجاني من سباق الإنتخابات الإيرانية لم يكن قرارا سهلا، كما أنه لن يمر دون عواقب. ولفتت الصحيفة إلى أن رفسنجاني ليس فقط مؤسس الثورة الإيرانية والرجل الذي ساعد خامنئي للوصول إلى منصب المرشد الأعلى، بل إنه تولى منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، ويعد أحد السياسيين القلائل الذين يفضلون إنشاء علاقات مع العالم الخارجي، وكان المفضل لدى مجتمع الأعمال الإيراني الذي عصفت به العقوبات الإقتصادية الدولية جراء الطموح النووي الإيراني. ورأت الصحيفة أن خامنئي يسعى لتعزيز قبضته على المرشحين في الانتخابات الرئاسية الإيرانية حيث بدلا من أن يسعى لمحو الاستياء الشعبي الذي حدث وقت انتخابات عام 2009 والتي تولى على إثرها أحمدى نجاد ولايته الثانية يبدو أن نظامه يتجه بالانتخابات القادمة نحو مهزلة حقيقية. وأوضحت الصحيفة أن النظام الإيراني يبدو أنه لم يتعلم الدرس من الثورات الشعبية التي اجتاحت الشرق الأوسط خلال العامين الماضيين بل على العكس فهو يضاعف من إذلال الطبقة الوسطى الحضرية التي صعدت عام 2009 فضلا عن تصاعد المظالم التي باتت تنتشر عبر المدن الإيرانية في ظل ثماني سنوات من سوء الإدارة الاقتصادية والعقوبات الدولية التي أدت إلى تردى الأوضاع الإقتصادية للبلاد وتهدد بإثارة حالة من الاضطرابات الشعبية. وحثت الصحيفة النظام الإيراني على اغتنام الفرصة الضئيلة التي لاتزال موجودة لإعادة رفسنجاني إلى سباق الانتخابات وذلك لتفادى عواقب هذا القرار. واختتمت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية قائلة "إن نظام خامنئي ساعد في الإضرار بالنظام الإيراني الهش الذي يدعى حمايته،من خلال تشديد قبضته على السلطة، ومالم يكف عن ذلك فإن العواقب ستكون وخيمة لامحال".